لماذا ارتفع الذهب بهذا الشكل؟ خبيرة تحذر من القادم!

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، محطّمة أرقامًا قياسية جديدة، ما أثار تساؤلات واسعة بين المستثمرين حول ما إذا كان هذا الصعود سيستمر في ظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

وفي هذا السياق، سلطت خبيرة الأسواق “شيرين ساري” الضوء على العوامل التي تدفع الذهب إلى الارتفاع، مشيرة إلى أن حالة عدم اليقين العالمية، خاصة مع اقتراب شهر سبتمبر، تساهم بشكل مباشر في دعم أسعار المعدن الثمين.

الذهب يبدأ الأسبوع بقوة
ارتفع سعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية اليوم بنسبة 1.50% ليصل إلى 3400 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ شهر، فيما تراوحت أسعار غرام الذهب في الأسواق المحلية بين 4300 و4350 ليرة تركية.

وفي حديثها لصحيفة “خبر تورك”، أوضحت ساري أن الطلب على الذهب ازداد بشكل كبير عقب الارتفاع الحاد في الأسعار، مشيرة إلى أن هذه الزيادة في الطلب عادةً ما تتزامن مع تسجيل الذهب لمستويات قياسية، خاصة في السوق المحلية مثل “البازار الكبير”.

اقرأ أيضا

أنقرة: على المجتمع الدولي التحرك بحزم ضد عدوان إسرائيل…

عوامل الارتفاع
أرجعت ساري هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

التوترات التجارية، وخاصة الرسوم الجمركية المفروضة من الولايات المتحدة ودول أخرى، والتي من المقرر أن تدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أغسطس.
القرارات المرتقبة بشأن أسعار الفائدة، حيث يترقب المستثمرون قرارات البنوك المركزية الكبرى، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي، والبنك المركزي التركي الذي يُتوقع أن يخفض الفائدة بين 250 و350 نقطة أساس.
ضغوط على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يتعرض رئيسه “جيروم باول” لضغط متزايد من إدارة ترامب لخفض سعر الفائدة، وسط شائعات عن احتمال استقالته.
مشتريات البنوك المركزية، إذ تواصل دول كالصين وبولندا تعزيز احتياطاتها من الذهب، ما يدعم الأسعار حتى في حال تراجع الطلب من المستثمرين الأفراد.
حالة من عدم اليقين
وأضافت ساري أن حالة الغموض الجيوسياسي والاقتصادي العالمي، من نتائج الانتخابات في اليابان إلى التطورات في الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا، تدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن، رغم بعض فترات الانخفاض المؤقتة.

وأشارت إلى أن “الذهب لن يختفي من المحافظ الاستثمارية، بل ستتغير نسبته بين الحين والآخر”، مؤكدة أن تقلب الأسعار سيستمر في الفترة القادمة، لا سيما مع استمرار الحرب التجارية وفرض الضرائب على المعادن الأخرى مثل الألومنيوم والنحاس والزنك.

توقعات لما بعد سبتمبر
رغم التحذير من أن “لا شيء يرتفع إلى الأبد”، توقعت ساري أن تشهد الأسواق فترة من الهدوء النسبي بعد سبتمبر، مع إمكانية توجه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة والأسهم، وهو ما قد ينعكس على أسعار الذهب والسلع عمومًا، دون أن يُنهي موجة التقلبات التي تحكم السوق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.