إسطنبول تجمع روسيا وأوكرانيا وإيران ودول البلقان في تحركات دبلوماسية حاسمة

تواصل تركيا تعزيز موقعها كلاعب محوري في الساحة الدولية، مستفيدةً من موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، حيث تحولت إسطنبول مؤخرًا إلى مركز للقمم والمشاورات الحاسمة، في وقت تتزايد فيه الأزمات العالمية.

اتفاق تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية

في تطور لافت، استضافت مدينة إسطنبول جولة ثالثة من المحادثات بين الوفدين الأوكراني والروسي، برعاية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وذلك في قصر “تشيراغان” التاريخي. وأسفرت المحادثات عن اتفاق بين الطرفين على تنفيذ عملية تبادل للأسرى تشمل 1200 جندي.

وفي تصريح له عقب القمة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي:
“اتفقنا على المزيد من عمليات التبادل، وآمل أن نتمكن من استعادة المزيد من جنودنا الأسرى. لدينا اتفاق على عودة 1200 جندي، ونسعى لوضع جدول أعمال على مستوى القيادة، يشمل أيضًا إطلاق سراح المدنيين.”

في السياق ذاته، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن جهود تبذلها أنقرة لجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول خلال الأيام المقبلة، في محاولة لإنهاء الحرب الدائرة.

القضية النووية الإيرانية تعود إلى طاولة الحوار في إسطنبول

وفي قمة أخرى استضافتها إسطنبول، اجتمعت وفود من إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في القنصلية العامة الإيرانية لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، الموقع عام 2015.

وتركزت المناقشات حول بند أساسي يتيح لأي طرف اللجوء إلى مجلس الأمن لإعادة فرض العقوبات في حال ثبتت خروقات إيرانية جسيمة. ومن المقرر أن ينتهي العمل بهذا البند في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ما يفتح الباب أمام مفاوضات جديدة أو تصعيد محتمل.

منصة السلام في البلقان.. إسطنبول تستقبل وزراء خارجية المنطقة

تُعقد اليوم في إسطنبول أولى اجتماعات منصة السلام في البلقان، التي أطلقتها تركيا بمشاركة دول المنطقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والحوار بين دول البلقان.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من البوسنة والهرسك، الجبل الأسود، كوسوفو، مقدونيا الشمالية، وصربيا، بالإضافة إلى نائب وزير خارجية ألبانيا. وتهدف أنقرة من خلال هذه المنصة إلى ترسيخ الثقة المتبادلة والتعاون في مجالات النقل والطاقة والاتصالات.

تحذيرات تركية بشأن سوريا ورسائل مباشرة إلى إسرائيل

وفي تطور ميداني لافت، حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من محاولات تقسيم سوريا، مشيرًا إلى اشتباكات متصاعدة في جنوب البلاد. وفي بث مباشر على قناة NTV، قال فيدان:
“نحذّر من أي محاولة لتقسيم سوريا على أساس عرقي، فهذا يُشكل تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، ولن نقف مكتوفي الأيدي.”

وأضاف أن الرسالة وُجّهت صراحةً إلى إسرائيل والجماعات الانفصالية، مؤكدًا في الوقت نفسه ضرورة توصل قوات سوريا الديمقراطية إلى تفاهم مع الحكومة المركزية، عبر اتفاق واضح وبضمانات تركية.

وأكد فيدان أن أنقرة ترفض استمرار وجود الجماعات المسلحة في سوريا بذريعة محاربة الإرهاب، مطالبًا بخطوات “جادة وحازمة” لإنهاء هذا الواقع.

 

 

 

ترجمة وتحرير تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.