بين الأجداد والأحفاد.. منافسات وألعاب تحت رعاية بلدية اسطنبول

تقدم بلدية منطقة أسنلار في إسطنبول فرصة للأجداد والأحفاد القاطنين فيها لقضاء وقت ممتع ومفيد معاً، عبر مركز هو الأول من نوعه في تركيا، والذي أصبح بمثابة حلقة وصل بين الأجيال.

يضم مركز “الأجداد والأحفاد الاجتماعي” في عضويته 277 جدا و123 جدة، و267 حفيدا وحفيدة، يستفيدون من الخدمات المتعددة الموجودة، ويقضون وقتاً عائلياً لطيفاً، يتعرف خلاله الأحفاد على حكايات أجدادهم وتجاربهم في الحياة، ويقترب فيه الكبار بشكل أكبر من الصغار.

يعمل في المركز الذي يقدم جميع خدماته مجانا، أخصائيون نفسيون ومدرسون، ويضم غرفة للعب، وأخرى لإعداد الطعام يتعلم فيها الأطفال كيفية إعداد أنواع المعجنات، ويقدمون ما يخبزونه لأجدادهم ليتذوقوه.

وفي غرفة الشطرنج يدخل الأحفاد في مباريات مع أجدادهم، ويتعلمون منهم تقنيات اللعبة وخططها.

أما غرفة الحكايا، فتُعد مكانا ينتقل فيه التراث والتقاليد والتاريخ من الأجداد للأحفاد.

وإلى جانب هذا، يحتوي المركز على غرفة للهوايات والفن، وورشة للأعمال اليدوية، وكافيتريا، وحلاق، ومستوصف، وحديقة للمواهب، وغرفة استقبال على الطراز الشرقي.

وفي حديث مع الأناضول، قال رئيس بلدية أسنلار “محمد توفيق غوكسو” إن المركز صُمم ليكون مساحة اجتماعية يلتقي فيها الأجداد والأحفاد، ويقضون فيها معاً وقتاً مفيداً وممتعاً.

وأضاف “غوكسو” أن المكان يعد أيضاً مركزا تأهيلياً، كما يقدم للأجداد والجدات فرصة للالتقاء معا من جهة، ونقل خبراتهم وتجاربهم إلى الأحفاد من جهة أخرى، ما يجعله يلعب دوراً هاماً في الإبقاء على التواصل بين الأجيال.

وتابع: “لولا المركز لربما قضى الأجداد أوقاتهم أمام التلفاز، في حين لعب الأطفال في الشارع، إلا أننا قدمنا لهم فرصة اللعب سوية، وحتى زراعة الفواكه معا في حديقة المواهب الموجودة هنا”.

وبيّن”غوكسو” أن المركز يقوم بأدوار اجتماعية وتعليمية وترفيهية وثقافية، بالإضافة لكونه مكاناً للاسترخاء.

وأردف: المركز أصبح إجابة لسؤال أين سأذهب اليوم؟، الذي يطرحه الأجداد على أنفسهم يوميا، كما قدم لهم دعماً معنوياً عبر تمكينهم من تولي مسؤولية في الأسرة، تتمثل في الاعتناء بالأحفاد لبعض الوقت.

الجد “عثمان أرسلان” (73 عاما) الذي لديه 5 أبناء و6 أحفاد، عبّر في لقائه مع الأناضول عن سعادته بوجوده في المركز الذي يأتي إليه بانتظام مع أحفاده.

ويقول “عثمان” إنه يقضي وقتاً ممتعاً مع أحفاده في المركز، ويحدثهم عن الحياة في الماضي ويستمعون إليه باهتمام، كما يتبادل الحديث مع الأجداد الآخرين عندما يتجه الأطفال للعب.

أما “عثمان أتيش” (66 عاما) أب لثلاثة وجدٌ لسبعة أحفاد، فيرى أن المركز مكاناً رائعاً لكبار السن، حيث يبتسم الجميع في وجوههم، ويستمتع الأحفاد برفقتهم.

ويزور الجد “كنعان ياغجي” (60 عاما)، المركز كثيراً مع بعض أحفاده العشرة، وعند لقاء الأناضول معه كان يصطحب حفيده “حكمت” (11 عاما).

وأعرب “ياغجي” عن استمتاعه بالوقت الذي يقضيه مع أحفاده والأجداد الآخرين في المركز، ويتمنى إنشاء مراكز شبيهة في أنحاء تركيا.

أما حفيده “حكمت” فقال إنه تعرف أكثر على جده في المركز، حيث يأتي معه يومين في الأسبوع، يلعبان فيهما الشطرنج ويمارسان العديد من الأنشطة معا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.