“الشؤون الدينية التركية” تصدر غدا تقريرا شاملا عن “غولن” وأهدافها السرية

تعتزم رئاسة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن تقريرها الشامل حول “منظمة غولن” الإرهابية، التي نفذت محاولة انقلاب فاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي، وذلك خلال الاجتماع التاسع لـ”مجلس الشورى الإسلامية لدول أوراسيا” الذي تستضيفه مدينة إسطنبول، غداً الثلاثاء.

وأعدت رئاسة الشؤون الدينية تقريرها عن المنظمة الإرهابية استناداً إلى قرار صادر عن الاجتماع الاستثنائي لـ”مجلس الشورى الديني”، الذي انعقد في أغسطس/آب الماضي (عقب محاولة الانقلاب الفاشلة).

التقرير الذي تمّت ترجمته إلى 10 لغات مختلفة، وأطلعت عليه الأناضول، أوضحت رئاسة الشؤون الدينية التركية فيه أنّ منظمة غولن لا يمكن وصفها بـ”الجماعة الإسلامية”، لافتا إلى أنّ زعيمها فتح الله غولن، القابع في الولايات المتحدة، يتبنّى مواقف متغيرة حسب مقتضيات الحاجة.

وأشار التقرير إلى أنّ غولن بدأ مسيرته بخداع كتلة واسعة من الشعب التركي، زاعماً أنه يسعى لنشر تعاليم الدين الإسلامي بين صفوف العامة، إلّا أنه وجماعته، التي كانت تحمل هوية دينية، تحولا مع مرور الزمن إلى منظمة تمتك مشاريع سرية، وتُشرّع لنفسها كافة الافتراءات والأكاذيب لتحقيق مآربها وأهدافها السرية.

وأكّد الرئاسة في تقريرها أنّ غولن أصدر أوامره غير الاخلاقية والشرعية بإطلاق النار على المدنيين ومؤسسات الدولة التركية وارتكاب المجازر، وأنه حاول عبر محاولة الانقلاب الفاشلة نشر الفساد والفتنة بين عامة الشعب التركي، وتحويل تركيا إلى لقمة سائغة للقوى الطامعة بأراضيها.

وشدد التقرير على منظمة غولن “ليست جماعة دينية” كما يدّعي زعيمها، إنما هي “جزء من مشروع عالمي خبيث”، مشيراً إلى أنّ هذه المنظمة الإرهابية لا تقتدي بتعاليم القرآن والسنة، وإنما تنقاد وراء أفكار وتعليمات عقل مدبر، وتتعاون مع قوى خارجية وتخدمهم.

وأردف التقرير أنّ أنصار غولن ينعتون زعيمهم بصفات لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، وأنهم يتطاولون إلى حد وصفه بالعصمة المخصوصة بالأنبياء، وأنهم ينفذون أوامر قادة المنظمة، وكأنها أوامر صادرة من الله عز وجل أو من الأنبياء حتّى ولو علموا بأنّ هذه الأوامر مخالفة تماماً لتعاليم الدين الحنيف، متذرعين بأنّ زعيمهم يدرك خفايا لا يدركها أحد، ويقولون قولتهم الشهيرة “إنّ كان غولن يأمر بذلك فإنّه من المحقق أنّ هناك حكمة لا ندركها نحن”.

وذكر التقرير أنّ غولن ومنتسبي جماعته المقربين منه اتبعوا أساليب ملتوية لجمع الأموال من عامة الشعب تحت اسم الهمة والمساهمة في خدمة الدين، واستخدموا لذلك شتى أنواع الطرق والوسائل، وأبرزها العمل بالأحلام التي يراها غولن في منامه، مشيراً إلى أنّ أنصارالأخير يلفقون أكاذيب بأنّه رأى في منامه بأنّ المنظمة بحاجة إلى مساعدات مادية لبناء المدارس والمنشأة الصحية والخدمية، ليهرع الأتباع إلى التبرع بالأموال التي تستخدم لأغراض أخرى.

وتطرق التقرير إلى المفردات الدينية المعتمدة لدى مدارس المنظمة في تركيا والدول الأسيوية والافريقية، مبيناً أنّ المنظمة تتعمد إفساد الشباب وإبعادهم عن التعاليم الأساسية للدين الإسلامي الحنيف، من خلال تزويدهم بعلوم دينية فارغة.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.