بقاء قيادة حماس في تركيا يشّغل بال “الموساد الاسرائيلي”

انشغل بال المخابرات الاسرائيلية “الموساد” مجددًا، وراودته المخاوف أكثر حول بقاء قيادة حماس في تركيا هذه الفترة؛ بالرغم من وجود أحد بنود المصالحة بين “اسرائيل” وتركيا والذي يقضي بطرد حركة حماس وعدم السماح ببقاء أعمالها وشخصياتها في تركيا.

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية بحكومة الاحتلال تعتزم في 15 تشرين الثاني الجاري، عقد لجنة تعيين لاختيار السفير المقبل إلى تركيا، حيث سيتم الاختيار بين عدة مرشحين مخضرمين أو قد يفضي نتنياهو إلى تعيين شخص مقرب منه للأهمية الشديدة التي يوليها للعلاقات مع تركيا، دون أن يسبب ذلك صدمة أحد.

وأضافت، أن ما يقلق “إسرائيل” حقاً هو البند الذي تعهدت به تركيا بأن تبعد عن أراضيها نشطاء الذراع العسكرية لـ حماس وتغلق مكاتبهم. وبخلاف ذلك، يسمح اتفاق المصالحة لموظفين من حكومة حماس بالعمل في تركيا، مضيفة “كيف يمكن أن يتم تبادل السفراء في ظل عدم التزام تركيا بباقي البنود والتي من ضمنها طرد حماس”.

في الاتصالات التي سبقت اتفاق المصالحة، أصر مفاوضو “اسرائيل” على طرد رجال الذراع العسكرية لـ حماس من تركيا. وكان هذا مطلباً أصرت عليه أسرة الاستخبارات، الأمن، الجيش، و»الموساد»، في الوقت الذي رفضت تركيا الطلب. وادّعى مندوبوها بأنهم لا يشاركون التمييز الذي تضربه “إسرائيل” بين الذراع العسكرية والسياسية، فبالنسبة لهم حماس هي منظمة واحدة، كفاحها ضد الاحتلال الإسرائيلي كفاح عادل وبالتأكيد لا يرون فيها منظمة إرهابية، وبعد ذلك عدل الأتراك موقفهم، ووافقوا على أن يبعدوا عن تركيا صالح العاروري، قائد كتائب عز الدين القسام، يقول يوسي مليمان في مقاله للصحيفة.

وأوضح مليمان في مقاله لمعاريف، أن العاروري انتقل العاروري إلى قطر، التي هي أيضاً قاعدة لـحماس وإن كانت بعيدة، ففي قطر يستقر منذ سنين (منذ غادر دمشق على خلفية الحرب الأهلية) رئيس المكتب السياسي، خالد مشعل، الذي فشلت محاولة لاغتياله في الأردن قبل أكثر من 19 سنة. وبالمناسبة عاد مشعل وأوضح، مؤخراً، بأنه سيعتزل منصبه في نهاية السنة، وتدور حرب الوراثة بكامل شدتها؛ حيث يتنافس على القيادة نائبه موسى أبو مرزوق، الذي يستقر في مصر، ورئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية.

وبحسب معاريف، فان “إسرائيل” أملت بأن تعمل تركيا أيضاً كوسيط في الصفقة، ولكنها تكاد لا تتدخل حالياً في هذا الموضوع، رغم طلبات وجهتها شخصياً في إسرائيل بمن فيهم مندوب رئيس الوزراء إلى المفاوضات على الأسرى والمفقودين، ليئور لوتان، في أن تمارس نفوذها على حماس.

وذكرت معلومات لمخابرات الاحتلال أن القيادة التي أقامها العاروري في تركيا تعمل كالمعتاد، ويقف على رأسها قائد آخر، يواصل تلقي التعليمات من العاروري الموجود في قطر، بينما ويواصل نشطاء الذراع العسكرية الخروج والدخول من وإلى تركيا كالمعتاد وتخطيط العمليات ضد “إسرائيل”.

وأوضحت الصحيفة، أن “إسرائيل” سبق أن رفعت مرات عديدة شكاوى على أن هذا البند في الاتفاق لا يطبق، ولكن حكومة أردوغان، التي تواصل الانشغال بأصداء الانقلاب العسكري، وتتجاهل التوجهات الإسرائيلية.

وأضافت، أن غضب مخابرات الاحتلال المتزامن مع مخاوف “اسرائيل” واستخباراتها لا يدفع حكومة نتنياهو إلى كسر القواعد، وعليه فإن إسرائيل عملياً تسلم بالخرق التركي للاتفاق، وحتى ليبرمان، الذي عارض الاتفاق منذ بداية الاتصالات، قبل وقت طويل من تسلمه مهام منصبه، وكان بين القلائل الذين لم يوهموا أنفسهم بأن تركيا ستفي بالتزاماتها، يعرف أنه لا يمكن عمل الكثير في هذا الشأن.

ورأى الكاتب، أن مجال المناورة الإسرائيلية محدود جداً. يمكنها أن تبلغ تركيا بأنها هي أيضاً تتراجع عن اتفاق المصالحة أو ببساطة تسلم بالوضع وتنتظر فرصة في المستقبل قد يكون ممكناً فيها إقناع حكومة أردوغان بطرد قيادة حماس، كما أن لـ”اسرائيل” مصلحة خاصة في تطبيع العلاقات مع تركيا، وهي تأمل على نحو خاص في التوقيع معها على اتفاق لبيع الغاز من حقل لافيتان.

قدس الاخبارية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.