حصوات الكلى.. أثمن المقتنيات في عيادة طبيب تركي

جرت العادة على رؤية هواة جمع الطوابع البريدية والعملات القديمة، يلهثون وراء زيادة مقتنياتهم من العملات أو الطوابع، وينفقون أموالا باهظة من أجل تحقيق ذلك.

لكن الطبيب التركي “عزالدين زان”، اختصاصي أمراض المسالك البولية والكلى، مارس هواية جمع مقتنيات خاصة، في سابقة من نوعها، لم يفكر فيها أحد من قبله.

فمنذ قرابة 33 عاما، وتحديدا في 1983، و”زان” يجمع الحصوات التي يستخرجها من الكلى والمسالك البولية لمرضاه، مكونًا مجموعة ثمينة من المقتنيات، مختلفة الأحجام والأشكال، من النادر رؤيتها في مكان آخر حول العالم.

ذهبت “الأناضول”، إلى عيادة الطبيب زان، للاطلاع على تحفه الفنية، ولسماع حكايته العجيبة، وبدأ قائلا، “منذ نعومة أظافري ويساورني فضول عن الحصوات الموجودة داخل كلى البشر، وتسد مسالكهم البولية أحيانا، ما يودي بحياة الكثيرين”.

وتابع، “استمر فضولي حول نفس الموضوع حتى التحقت بكلية الطب التي أحبها كثيرا، وفور تخرجي، فتحت عيادة خاصة في قريتي، وبدأت ممارسة هوايتي في الواقع لأول مرة”.

وأضاف زان، “كنت أواجه صعوبة كبيرة أيام الدراسة؛ من أجل العثور على حصوة واحدة، لكنني فوجئت بأن ما كنت أعتبره نادرا، منتشر بين الناس بدرجة تجعلني أقول إنَ “أغلب الناس يحملون حصوات في أجسامهم”.

وعن عدد الحصوات التي صادفها خلال مسيرته العملية، أوضح الطبيب التركي، أنه تمكن من استخراج ما يزيد عن 250 حصوة متنوعة الشكل والحجم، من مرضاه، على مدار 3 آلاف عملية أجراها خلال العقود القليلة الماضية.

وأضاف قائلا، “أكبر الحصوات التي استخرجتها حتى اللحظة، يبلغ وزنها 650 غراما، وأصغرها يبلغ طوله 0.8 مليمترا”.

وعن الطرق التي يعتمدها في تصنيف مقتنياته من الحصوات، قال زان، “في البداية أحضرت صندوقا خشبيا متوسط الحجم، وجوانبه من الزجاج، ووزعت الحصوات داخله في حوامل صغيرة أشبه بفناجين القهوة، مدون على كل واحد منها اسم المريض صاحب الحصوة”.

وتابع، “اخترت لونين مختلفين للتمييز بين الحصوات، أحدهما أحمر يشير إلى المرضى الذين تأخروا في تشخيص حالتهم، ما أدى إلى فقدانهم أعضائهم، والآخر أزرق، يشير إلى من عرضوا أنفسهم على المختصين قبل فوات الأوان، ونجحوا في السيطرة على المرض”.

وعن فكرة اختيار الألوان، لفت زان أن هدفه الأساسي من هذه الخطوة، هو لفت الانتباه إلى الخطر، لا سيما أن اللون الأحمر يشير إلى التعرض للخطر في معظم أنحاء العالم، ما يبعث في نفس الأشخاص رسائل فحواها “توقف قبل فوات الأوان، ولا تتأخر”.

وأكد قائلا، “هدفي الوحيد من جمع الحصوات، هو نشر الوعي بين الناس بخطورة هذا الأمر وعدم الاستخفاف بنتائجه، وعمل التحاليل اللازمة مرة واحدة في العام على الأقل، حتى لا تتراكم الحصوات فيكبر حجمها، ومن ثم تزيد أعراضها الجانبية”.

وعن رد فعل زوار عيادته عند رؤية مجموعة حصواته، قال زان، “جميعهم يصاب بصدمة كبيرة، وتنتشر قشعريرة داخل أجسامهم من هول حجم الحصوات”.

وعن حكاية كبرى الحصوات في مجموعته، سرد قائلا، “في عام 1984، جاءني مريض من المملكة العربية السعودية، محمولا على فراشه، وكانت حالته بالغة السوء، لدرجة أنني فكرت أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة”.

وتابع، “أثناء اجراء العملية صُعقت عند رؤية حصوة كبيرة تغطي كامل مثانته البولية، تبين لي لاحقا أنها تزن 650 غراما، فأخذتها ووضعتها في مدخل مجموعتي”.

وأردف قائلا، “كل من يتطلع عليها، يحسبني أني استخرجتها من أحد الأنهار، لكنني احتفظ بالصور التي تثبت استخراجها من جسم المريض”.

وعن باقي الحصوات، قال، “تتنوع أشكال الحصوات، فهناك ما يشبه الديناصورات، أوالقلوب، وحصوات أخرى تشبه الديدان يصل طولها أحيانا 22 سنتيمتر”.

وللوقاية من مخاطر حصوات الكلى، ينصح زان بالعرض على الطبيب بشكل دوري مرة واحدة على الأقل في العام، وعدم استهلاك المشروبات الكحولية، والانتباه إلى الأطعمة الحارة وكل ما يضاف إليه بهارات بكميات كبيرة”.

وأضاف، “على كل من يلاحظ تغير لون البول، وحدوث آلام في منطقة الفخذ، وشعور بالحرقة أثناء التبول، التوجه سريعا إلى أقرب طبيب، لأن هذه الأعراض تشير إلى وجود حصوات في الكلى والمسالك البولية بشكل كبير”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.