” الأيدي الملونة ” تمتد لحماية الاطفال المشردين في شوارع إسطنبول

تسعى وكالة “الأيدي الملوّنة”، وهي الأولى من نوعها في فن الجرافيتي بتركيا ، بواسطة رسومها الفنية، إلى حماية الأطفال المشردين في شوارع إسطنبول من العادات السيئة والحيلولة دون ضياع مستقبلهم.

وبحسب الاناضول قال مؤسس الوكالة الفنان التركي “أولاش جليك” الملقب بـ”مادمان”، إن حياته تغيّرت بفضل الجرافيتي (فن الرسم على الجدران) الذي تعرّف عليه في سنّ مبكر.

وأضاف جليك: “بصراحة، لم يكن أمامي مستقبل مشرق في صغري، لأن علاقتي مع المدرسة كانت سيئة للغاية.. كما أن العائلات لا تملك أحيانًا خطة مستقبلية من أجل أطفالها”.

ولفت إلى أن الأطفال المشردين في الشوارع معرضون لأخطار عديدة، منها الإدمان على المخدرات وارتكاب الجرائم والسرقة، ومتاثرون إلى حد كبير بالأشخاص الموجودين حولهم.

وانطلاقًا من هذه النقطة، يسعى “مادمان” لرسم نموذج مختلف لهؤلاء الأطفال بحيث يحميهم من العادات السيئة ويحول دون ضياع مستقبلهم وحياتهم في الشوارع دون أي فوائد.

وأكّد أنه رأى لوحة جرافيتي مخطوط عليها كتابة “الوطن” أثرت على نمط حياته، وشجعته على ممارسة الجرافيتي في وقت لاحق بشكل عشوائي في الشوارع مع عدد من رفاقه، إلا أنها كادت تقودهم في المرحلة الأولى إلى منحى خطر.

وهنا، تعرّفت بلدية حي غونغوران في إسطنبول على جليك ورفاقه، وقالت لهم: أنتم أطفال لطفاء.. تعالوا نعطيكم رذاذ الطلاء وجدارًا خاصًا بكم تستمتعون بالرسم عليه كل يوم”، الأمر الذي أسعدهم جدًا.

بلدية غونغوران حالت دون تعرض جليك ورفاقه للخطر في شوراع إسطنبول، وساعدتهم على تطوير خبراتهم في ممارسة فن الجرافيني وتعليمها لاحقًا لبقية الأطفال الذين يجوبون الشوارع دون عمل.

كما تعمل وكالة “الأيدي الملوّنة” على تعليم الأطفال المشردين رقصة “البريك دانس”، وحقق العديد منهم نجاحًا كبيرًا فيه بسبب مرونة أجسادهم، وبالتالي شغلتهم عن العادات السيئة التي كانوا معرضين لخطرها.

الطفل “سيمان”، البالغ من العمر 14 عامًا، كان من بين الأطفال المشردين، لكنه تعرّف على “جليك” قبل 4 أعوام، بفضل رسومات الجرافيتي التي كان فريق الأخير يرسمها على الجدران.

وقال سيمان، للأناضول، إنه طلب المساعدة لتعلم الجرافيتي من “جليك”، الذي رحّب بذلك ولبّى طلبه، مضيفًا: “يساعدنا هذا الفن على الابتعاد عن بعض الأمور السيئة، مثل المخدرات”.

أمّا الطفل “أوموت”، فأشار إلى النصائح التي يوجّهها لهم “جليك” فيما يتعلق بحياتهم ومستقبلهم، والابتعاد عن العادات السيئة التي من شأنها أن تودي بهم إلى الهاوية دون أن تعود عليهم بالفائدة.

والجرافيتي هو الرسم على الجدران العامة أو الخاصة بإستخدام أدوات خاصة، بطريقة فنية لكلمات مقصودة أو مسميات أو عبارات مستهدفة وبتعبير حر، وغالبا تكون من أشخاص مجهولين لأنها بشكل عام أفعال مخالفة للقوانين واعتداء على ممتلكات الآخرين هذا في الأصل، ولكن يمكن التعامل مع ممارسيها والإستفادة من مواه الخفية بهدف تزيين الجدران الخاصة.

المصدر : الاناضول .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.