تركي يكرّس حياته لمساعدة الحيوانات الضالة

التركي “عمر فاروق قيرجين” (45 عامًا) دأب على تكريس حياته لمساعدة الحيوانات الضالة، فما كان منه إلا أن أسس مأوى لها على قطعة أرض اشتراها بأموال ورثها عن والده؛ حتى يتسنى له إطعامها وعلاجها ورعايتها.

قيرجين، منذ طفولته وهو يشعر بحب تجاه الحيوانات لدرجة أنه كان يحزن بشدة كلما رأى قطة أو كلبًا مريضًا أو جريحًا، بحسب ما أفاد به في حديث لمراسل الأناضول.

وأضاف قيرجين أنه اشترى بالأموال التي ورثها عن أبيه ثمانية دونماتٍ من الأراضي؛ لتأهيل الحيوانات المريضة، وتغذيتها بواسطة بقايا العظام والدجاج التي يجمعها من مصانع المواد الغذائية الموجودة في محيط مدينة إسطنبول.

ولفت قيرجين إلى أنه يذهب بحافلته الصغيرة مرتين كل أسبوع إلى المصانع المذكورة؛ لجمع بقايا العظام والدجاج، ولا يدخر جهده أو ماله في سبيل إطعام الحيوانات التي يكفلها برعايته واهتمامه.

وعن مجال عمله قال قيرجين إنه يعمل بشكلٍ حرٍ في مجال الخدمات التقنية والإلكترونية في إحدى القرى التابعة لمنطقة “شيله” السياحية المطلة على البحر الأسود شمالي ولاية إسطنبول.

وعن كيفية توفيقه بين عمله ورعايته للحيوانات تابع قيرجين بالقول “لا توجد ساعات محددة لعملي لذلك فإنني أملك الوقت الكافي لرعاية الحيوانات. فأزور مصانع المواد الغذائية مرتين كل أسبوع لجمع بقايا الطعام والمواد الغذائية، ونقلها إلى المأوى الذي خصصته لها”.

وأوضح أنه لا يوفر الطعام للحيوانات الضالة فحسب، بل يقوم كذلك بتقديم خدمات علاجية شتى للمريضة منها، وأن اهتماماته زادت بتلك الفئة من الحيوانات لا سيما خلال السنوات القليلة الماضية.

وحول كيفية العثور على الحيوانات الضالة، ذكر المواطن التركي، أنه يحرص على تفقد الشوارع والطرق أثناء سيره، وإذا عثر على حيوان ضال مريض بحاجة إلى علاج ورعاية، يأتي به إلى المأوى المعد لذلك، موضحًا أن لديه حاليا حوالي 20 كلبًا، يشرف على رعايتهم.

وذكر أن العلاج الذي يقدمه للحيوانات المريضة، يستشير فيه أطباء بيطريين يرفضون أخذ المال منه، ويقدمون خدماتهم بالمجان.

وتابع أنه نجح في معالجة عدد من الحيوانات من الأمراض لا سيما من الجرب، بعد جهد ورعاية استمرت عدة أشهر، مشيرا أنه سلم بعضها لأشخاص يرغبون في رعاية حيوانات بمنازلهم، وأنه يشعر بسعادة حينما يرى آخرين يشاركونه نفس الحب والرعاية لتلك المخلوقات.

ونوه قيرجين إلى أن عمله الذي يدر عليه نقودًا قد تراجع في الآونة الأخيرة، بسبب عدم مقدرته في بعض الأوقات تلبية متطلبات بعض الزبائن؛ ما يدفعه للإنفاق على الحيوانات مما يدخره من أموال

وأفاد أنه يعيش في حاوية مسبقة الصنع في الأرض التي اشتراها كمأوى للحيوانات، موضحًا أن عيشه وسط الحيوانات زاد من الألفة والمحبة بينهم لدرجة أنهم تعودوا عليه حتى أنهم سرعان ما يهرولون عليه ويحيطون به بمجرد ظهوره أمامهم.

ولفت أيضًا أن اهتمامه وحبه للحيوانات دفعه إلى البقاء بدون زواج، فضيق ذات اليد، وشح الدخل وصرف الأموال المدخرة على رعاية الحيوانات، كلها أمور جعل مسألة الزواج أمرًا صعبًا بالنسبة له.

وفي ختام حديثه أكد قيرجين أنه ليس نادمًا على طريقة حياته وأن السعادة التي يحصل عليها نتيجة رعايته للحيوانات الضالة تكفيه.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.