العثور على كنوز أثرية جنوب شرقي تركيا

منذ قرابة شهر، كثّفت الفرق المختصة في البحث عن الآثار، عمليات الحفر والتنقيب عن التراث التاريخي الموجود بكثافة في مناطق جنوب شرقي تركيا، أحد أهم الركائز التي تعتمد عليها أنقرة لإثراء السياحة الثقافية.

فمع حلول شهر الصيف، ضاعفت الفرق من عمليات التنقيب عن الآثار في تلك المناطق، وتمكنت من العثور على مئات القطع التي رسمت البهجة على وجوه المختصين؛ لاحتوائها على معالم من شأنها إضاءة حقب زمنية تاريخية طويلة.

وتجرى عمليات البحث في ولايات غازي عنتاب وكلس وأديمان (جنوب شرق)، التي كانت مهداً للعديد من الحضارات على مر التاريخ.

وعثرت الفرق المختصة في الولايات المذكورة على الكثير من القطع الأثرية، أهمها قطعتا فسيفساء عائدتان إلى القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد في ولاية اديامان، وكنيسة صغيرة وأرضية من الفسيفساء يعود تاريخها لألف و600 عام في ولاية كلس.

وفي منطقة قارقاميش بولاية غازي عنتاب، عثرت فرق البحث على مدينة تاريخية فيها العديد من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل 3 آلاف و700 عام.

وفي بعض الأحيان، يتم العثور على تلك القطع الأثرية بمساعدة الأهالي الذين يبلغون المختصين بمجرد عثورهم بمحض المصادفة على أي معلم أثري تاريخي، ومن هؤلاء المزارع محمد داغ القاطن في منطقة بسني بولاية أديمان، الذي عثر أثناء عمله في بستانه ذات يوم على قطعة فسيفسائية يصل طولها إلى 4 أمتار، وفوقها العديد من الكتابات.

ولدى إبلاغه الجهات المختصة عن ذلك، جاءت فرق البحث عن الآثار إلى المكان المذكور، واكتشفت أنّ القطعة يعود تاريخها إلى عهد روما الشرقية قبل ألف و500 عام.

وقامت الفرق المتخصصة في حماية الآثار، بنقل القطعة إلى متحف غازي عنتاب الأثري؛ بسبب عدم وجود مكان في متحف أديمان الذي يكتظ بالقطع الأثرية المستخرجة.

قال البروفسور نيكولو مارشيتّي، عضو هيئة التدريس التدريسي بجامعة بولونيا الإيطالية المشارك في عمليات البحث والتنقيب، إنّ المدينة الأثرية الموجودة في منطقة قارقاميش، تعتبر من أهم مدن الحثيين الذين حكموا الأناضول وبلاد الرافدين قبل الميلاد.

وأضاف مارشيتّي قائلاً: “نعمل في أكبر ورشة بحث عن الأثار في تركيا، وعثرنا على العديد من التحف الأثرية في قارقاميش، منها ما هو عائد إلى عهد الحثيين”.

وأشار مارشيتّي إلى وجود أعداد كبيرة من التحف الأثرية في مناطق جنوب شرقي تركيا، وأنّ الوصول إلى هذه الآثار، سيكشف معالم تاريخية كثيرة ما زالت غامضة إلى يومنا هذا.

 الاناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.