
وسط ارتفاع حدة الانتقادات الدولية والإقليمية لقرار إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، باتت تتصاعد أيضا أصوات كردية تدعو لتأجيل هذا الاستحقاق المقرر بعد خمسة أيام.
وطالبت حركة التغيير، وهي حزب كردي علماني معارض، والجماعة الإسلامية في كردستان في بيان مشترك اليوم الأربعاء، بقبول المبادرات الدولية، التي عرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة على القيادة الكردية مقابل تأجيل الاستفتاء.
وبحسب الأمم المتحدة، تقضي المبادرة بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ”مفاوضات منظمة، حثيثة ، ومكثفة” من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح، من أجل التوصل لاتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.
وقال البيان إن “الاستفتاء الشعبي حق طبيعي ووسيلة ديمقراطية لجميع الشعوب لكن إجراء الاستفتاء الشعبي في الظرف الراهن سينعكس سلبا على إقليم كردستان والمكتسبات التي تحققت بالنضال وبدماء آلاف الشهداء والمواطنين على مدى مائة سنة”، داعيا الأطراف السياسية الكردستانية إلى الاستجابة للمبادرات الدولية بتأجيل الاستفتاء.
وحذر البيان من أن “إجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق المتنازع عليها سيؤدي إلى مواجهات مسلحة وفوضى قد تسبب في فقدان تلك المناطق”، مشيرا إلى أن “حدوث مواجهات بين البيشمركة والقوات العراقية سيؤدي إلى انهيار الوضع الأمني في معظم مناطق كردستان كما أنه سيسبب أوضاعا حياتية صعبة المواطنين”.
وبالرغم من الضغوط والتحذيرات المتزايدة من الخارج والداخل، يؤكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تمسكه بإجراء الاستفتاء، مشددا على أنه لن يتم تأجيله إلا بضمانات من بغداد.
بدوره وصف متحدث الحكومة التركية، ونائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ، اليوم الأربعاء، إصرار رئيس الاقليم الكردي في العراق مسعود بارزاني، على إجراء الاستفتاء بشأن الانفصال، بأنه لعب بالنار.
وأوضح بوزداغ في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر دولي حول الثقافة والسياحة والديمقراطية بالعاصمة أنقرة، أنّ استفتاء الانفصال عن العراق، سيضر ببارزاني أولاً، ومن ثمّ سيتسبب بمشاكل كبيرة في المنطقة.
ودعا بوزداغ بارزاني إلى العدول عن قرار إجراء الاستفتاء قائلاً: “قرار الاقليم الكردي بشأن الاستفتاء على الانفصال، طريق خطر وخاطئ، وبارزاني يلعب بالنار، عليه العدول عن الاستفتاء والاحتكام للعقل السليم”.
واعتبر بوزداغ الاستفتاء بمثابة قنبلة موجهة إلى أمن واستقرار ورخاء منطقة الشرق الأوسط، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ الشمال العراقي، يقطنه إلى جانب الأكراد، التركمان والعرب.
كما لفت بوزداغ إلى وجود جزء من الأكراد في شمال العراق، يرفضون إجراء الاستفتاء، كما ترفضه تركيا وإيران والأمم المتحدة والحكومة المركزية في بغداد.
وأكّد بوزداغ أنّ كافة التطورات التي تحدث في العراق، تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي التركي، وأنّ أنقرة تراقب كل جديد في هذا البلد، عن كثب.
وأردف قائلاً: “من حق تركيا اتخاذ كافة التدابير اللازمة تجاه أي تطور يهدد أمنها القومي، وإنّ موقف تركيا من الاستفتاء واضح وعلى الجميع أن يدرك ذلك”.
والاستفتاء المزمع في 25 سبتمبر الجاري، يتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن ما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.
وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.
كما يرفض التركمان والعرب أن يشمل الاستفتاء محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.
ويعارض الاستفتاء عدة دول في المنطقة وعلى مستوى الدولي، خصوصًا الجارة تركيا، التي تقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.
وكالات
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن تركيا تطالب بإخراج العناصر غير السورية من…
نجح القمر الصناعي التركي "FGN-TUG-S01"، في تغيير مساره المداري لأول مرة في الفضاء عبر إشعال…
قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة ضد ممارسات…
أعلن وزير التجارة التركي عمر بولاط تسجيل صادرات البلاد من السلع في آخر 12 شهرًا…
حذّر نائب وزير الزراعة والغابات التركي، أبو بكر غيزلي غيدر، الاثنين، من احتمال اندلاع أزمات…
تتحول منطقة "أولو كيشلا" في ولاية أقسراي، وسط تركيا إلى محطة لافتة لعشّاق الطبيعة وهواة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.