تركيا تُحوّل منازل تاريخية إلى فنادق

تشتهر مدينة غازي عنتاب التركية (جنوب) ببيوتها التاريخية التي أنشئت من الحجر، ويعود تاريخ بنائها إلى مئات السنين، إذ تم تحويل العديد منها إلى فنادق لاستضافة الزائرين والسياح القادمين إلى المدينة للإستمتاع بجمالها، وثقافتها، وتاريخها العريق.

هذه البيوت التي يعود تاريخ إنشائها إلى ما بين 200 و 300 عام، تتميز ببرودتها في فصل الصيف، ودفئها في فصل الشتاء، وقد حرصت الجهات المعنية على ترميمها، بالشكل الذي يتطابق مع طرازها المعماري الأصلي.

وغالباً ما يفضل السياح الإقامة في بيوت غازي عنتاب التاريخية التي تحولت إلى فنادق بوتيك بدلاً من المبيت في الفنادق الأخرى.

جدير بالذكر أن الفنادق البوتيك توجد في بنايات غير مصممة أصلا لتكون فنادق.

وقال زينل أوزكارامان، مدير “بيوت الأناضول” أحد فنادق البوتيك بالمدينة، إن بيوت غازي عنتاب التي تحولت لفنادق، تقع في منطقة قريبة من الأماكن السياحية، والتاريخية، مثل قلعة غازي عنتاب الشهيرة.

وأضاف أوزكارامان، أن فندقه مكون من 14 غرفة، ويعود تاريخ بنائه إلى ما قبل 250-300 عاما، مبيناً أن البيوت عليها كتابات باللغة الأرمنية.

وأشار أن هذه الفنادق بطرازها المعماري، تفوح منها رائحة التاريخ، بدأً من التصميم، وإنتهاءَ بمفاتيح غرف الفندق، حيث تأخذ المقيم في رحلة إلى الماضي.

وبيّن أن هناك طلباً كبيراً للإقامة في فنادق البوتيك، بغازي عنتاب، مشيراً أن نسبة الحجوزات في هذه الفنادق تصل إلى 90 بالمئة معظم الأوقات.

وأردف أوزكارامان أنه من الصعوبة العثور على غرف فارغة في عطلة نهاية الأسبوع في هذه الفنادق، وذلك لكثرة الإقبال عليها.

وأوضح أن المقيم بالفندق يشعر وكأنه في منزله، من حيث هدوء المكان، والخدمات المقدمة فيه.

وبين أن سعر الغرفة ذات سريرين مع وجبة فطور، تتراوح ما بين 150- 200 ليرة تركية (40 – 53 دولار أمريكي).

من جهته قال دوران قليج، مدير “فندق بوتيك رحمي بيك”، أن تاريخ بناء فندقه يعود إلى عام 1755، حيث كان منزلاً عاشت فيه عائلات تركية وأرمينية.

وأضاف قليج أنهم قرروا تحويل البيت التقليدي إلى فندق بوتيك عام 2014، حيث بدأ منذ ذلك التاريخ يقدم خدماته للمقيمين.

وأشار قليج أن الفندق يتكون من 10 غرف، وقد تم إنشائه من الحجر، مبيناً أن بيوت غازي عنتاب التقليدية لها فناء، وجدران عالية.

وتابع قائلا “فندقنا فيه مغارة استخدمها سكان الحي في الماضي بشكل مشترك، كمخزن مبرد، وله ممر يمتد إلى قلعة غازي عنتاب التاريخية، إلا أن الممر مغلق في الوقت الراهن”.

وبيّن أن سعر إقامة الليلة في الفندق يتراوح ما بين 120- 180 ليرة تركية أي ما يعادل (31 -47 دولار أمريكي).

وأوضح قليج أن ولاية غازي عنتاب يقصدها السياح بكثافة خلال شهري أكتوبر/تشرين أول، ونوفمبر/تشرين ثان من كل عام، وذلك لانخفاض درجات الحرارة .

من جانبه قال مراد مرسينبنار، أحد النزلاء، إنه جاء إلى غازي عنتاب برفقة زوجته للسياحة واستكشاف المدينة، مبيناً أنهم كانوا يعيشون في لندن وقبل عدة أشهر قرروا العودة والعيش في تركيا بشكل نهائي.

وأردف “نفضل الإقامة في فنادق البوتيك الصغيرة، لأنها تقدم أجواءً جميلة ودافئة للمقيم، كما أن الفنادق الكبيرة لا تستهوينا”.

وتابع “من الأسباب التي تدعونا للإقامة في فنادق البوتيك هذه، هو شعورنا وكأننا في منزلنا، حيث أن النظر إلى سقف الغرفة وأجزاء الفندق، يُشعر الإنسان كأنه داخل حكاية من الماضي”.

من جانب آخر قال “أوغور كيمينصو”، إنه طالب دكتوراه يدرس في جنيف، جاء بصحبة زميلته للسياحة في غازي عنتاب.

وأضاف أنهم فضلوا الإقامة في فنادق البوتيك التي كانت منازل في الماضي، بدلاً من الإقامة في الفنادق الكبيرة.

وأردف “الإقامة في هذه الفنادق والنظر إلى طرازها المعماري، يبعث الراحة للمقيم، حيث بإمكان المرء مشاهدة الجمال هنا”.

الأناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.