“قلعة خان-أجداد”.. جولة تاريخية بنكهة سلجوقية عثمانية

رحلة مدهشة في عبق التاريخ، يخوضها زوّار حديقة “قلعة خان-أجداد” التي افتتحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ولاية “قونية” وسط البلاد، 28 أكتوبر الماضي، بفضل مظاهر وملامح تُجسّد العهدين السلجوقي والعثماني بأبهى الصور.

الحديقة المميزة، تتربع على مساحة 110 آلاف متر مربع، في منطقة “سلجوقلو”، قرب محطة الحافلات المركزية وملعب كرة القدم في قونية، حيث تتحلى بمزيج من الهندسة السلجوقية والعثمانية والحديثة في آن.

الرئيس أردوغان، حضر مراسم افتتاح الحديقة التي تضم داخل أسوارها مجسّم ميناء صغير وبحيرة بمساحة 12 ألفا و500 مترمربع، فضلًا عن قصر وزقاق عثماني وسبيل للماء وبرج ومنارة وبستان وخان سلجوقي.

وبعد انتهاء الأعمال بالكامل، سيكون بمقدور الزوّار المحليين والأجانب، الاستمتاع بتناول الطعام داخل الخان السلجوقي والتجوّل على متن قوارب صغيرة في مياة البحيرة التي توجد في محيطها مرافق اجتماعية وترفيهية.

المواطنون والأجانب، يدخلون الحديقة من بوابة رئيسية يحرسها شخصان يجسّدان جنود الدولة العثمانية، ثم ترافقهم في الداخل فرقا إنكشارية (قوات مشاة النخبة بالجيش العثماني) وجنودا سلاجقة يمتطون الخيول.

ويتمتع الخان الموجود في الحديقة بهندسة سلجوقية فريدة للغاية، لكون ولاية قونية شغلت في التاريخ عاصمة الدولة السلجوقية وتضم العديد من الآثار والمنشآت الأثرية المتبقية منذ تلك الحقبة التاريخية.

بوابة الخان مصممة من الحجارة وفقًا للهندسة السلجوقية، ومن المنتظر أن تُستخدم خلال الأيام القادمة كقاعة للاجتماعات، داخل الحديقة التي بلغت تكلفة إنشائها حوالي 30 مليون ليرة تركية (حوالي 7.85 مليون دولار).

قال رئيس بلدية قونية “طاهر أق يورك”، إن البلدية نظّمت مسابقة لتحديد اسم الحديقة، واختارت اللجنة المعنية “قلعة خان-أجداد” من بين 7194 اسمًا مقترحًا.

وأشار “أق يورك” إلى أن الحديقة أضفت جمالًا على الولاية وباتت مركز جذب للسياح لما تتمتع به من أهمية معنوية، ومظاهر تبعث في نفوس الزوار مشاعر فخر واعتزاز بتاريخ أجدادهم العريق.

وأضاف المسؤول التركي أن “الحديقة دخلت الخدمة خلال مراسم افتتاح لعدد من المشاريع في الولاية، بحضور الرئيس أردوغان، وباتت اليوم من بين مراكز الجذب الهامة بالنسبة لأهالي قونية وتركيا بشكل عام”.

وأوضح أن هناك قلعة بهندسة عثمانية ومنازل تاريخية داخل الحديقة سيتم فيها استعراض منتجات محلية، فضلًا عن مقهى عثماني سيكون مخصصًا للقهوة التركية والشاي.

وتابع: “هناك أيضا مبان أخرى في محيط البحيرة، وسيكون بمقدور الزوار التجول فيها وقضاء أوقات ممتعة برفقة عائلاتهم وأقاربهم”.

وأشار إلى أن بوابة الخان السلجوقي، عمرها حوالي 350 عامًا، وعليها كتابات تعبّر عن التاريخ العريق للأجداد وتحظى باهتمام كبير من المواطنين

الأناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.