زيارة يلدريم لكوريا الجنوبية.. “ميلاد جديد” لعلاقات البلدين

زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إلى كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، ولمدة 3 أيام، ستكون بمثابة “ميلاد جديد” في العلاقات بين البلدين في الذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ولن تقتصر العلاقات التركية الكورية الجنوبية على جانبها المعنوي، حيث تعد الذكرى الستون في الثقافة الكورية بمثابة “ميلاد جديد” وإنما ستتصدر العلاقات الاقتصادية والاستثمار المتبادل، جدول أعمال يلدريم، في لقاءاته مع المسؤولين الكوريين.

وفي حديث للأناضول، أوضح رئيس مجلس الأعمال الكوري-التركي، التابع لهيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية (DEİK) تامر ساكا، أنّ الاستثمارات الكورية الجنوبية في تركيا تشكل أرضية صلبة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقال ساكا: “تساهم الاستثمارات الكورية الجنوبية في زيادة فرص العمل والإنتاج والصادرات بالنسبة للاقتصاد التركي، علاوة على عائدات الضرائب التي نجنيها”.

وأضاف: “ثمة فارق كبير في حجم التجارة المتبادلة بين البلدين لصالح سيول، علينا في هذا الصدد زيادة صادراتنا بقدر الإمكان، أما الواردات فيجب أن تنعكس بشكل إيجابي على الإنتاج التركي فائق التقنية”.

وتابع “يجب التركز في علاقاتنا مع كوريا (الجنوبية) على جوانب متعددة، وألا تقتصر على جلب الاستثمارات أو التجارة المتبادلة”.

وأشار ساكا، أنّ الفجوة التجارية بين تركيا وكوريا الجنوبية وصلت إلى 7 مليارات دولار لصالح سيؤول في 2014، وبدأت هذه الفجوة تنكمش رويدا رويدا في السنوات الثلاث الماضية.

وبحسب ساكا، فإن مقابل كل دولار تصدره تركيا إلى كوريا الجنوبية تستورد منتجات من هذا البلد بقيمة 12.3 دولار.

ولفت إلى أنّ الفجوة لا يمكن إغلاقها على المدى القصير والمتوسط.

وقال: “في مجال الصادرات يمكن لنا أنّ نصل إلى تجارة متوازنة مع كوريا الجنوبية، عن طريق اختيار المنتجات المناسبة والأسواق الملائمة واتباع الشكل الأمثل في التوزيع”.

وبيّن أنّ حجم الاستثمارات الكورية الجنوبية في تركيا، يبلغ أكثر من ملياري دولار، عن طريق أكثر من 300 شركة، على رأسها شركات “هونداي و”إل جي” وسامسونغ.

وأضاف: “المهم في هذا الموضوع ليس العائدات المالية من الاستثمار بل اكتساب تركيا للتكنولوجيا في المستقبل”.

وأردف ساكا، في في تعليقه على مسألة نقل التكنولوجيا المتطورة إلى تركيا، وأن “شركة سامسونغ الكورية فتحت في 2016، أول مركز ابتكار لها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مدينة إسطنبول. عبر هذه القنوات يمكن ربط تركيا أكثر وأكثر مع كوريا الجنوبية”.

وعلى صعيد السياحة، دعا ساكا، إلى اتباع تركيا سياسة خاصة في الترويج لمقاصدها السياحية عند أكبر شريحة من الكوريين الجنوبيين.

وأضاف في هذا السياق: “كوريا الجنوبية تعد من بين البلدان مرتفعة الأجور، والسياحة مطلب أساسي عند شعبها، وفي 2016 دخل تركيا 25.4 مليون سائح أجنبي، بينهم 106 آلاف كوري جنوبي فقط، علينا العمل من أجل جعل تركيا خيارا سياحيا مفضلا أمام الكوريين”.

وبحسب معطيات هيئة الإحصاء التركية، بدأت اتفاقية التجارة الحرة بين أنقرة وسيول، بالسريان في مايو/أيار 2013، وبلغ حجم التجارة بين البلدين في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري 5.8 مليار دولار، بلغت الواردات التركية من هذا البلد 5.4 مليار دولار مقابل 440 مليون دولار حجم الصادرات.

واعتبارا من 2016 تأتي كوريا الجنوبية في المرتبة 49 في قائمة الأسواق العالمية التي تصدر إليها تركيا منتجاتها، وتأتي في المرتبة السابعة في قائمة الدول التي تستورد منها، وفي السنوات الخمس الأخيرة بلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 35.3 مليار دولار.

وألغت أنقرة وسيؤول تأشيرة الدخول بينهما، وزار تركيا في السنوات الخمس الأخيرة 930 ألف كوري جنوبي، بمقابل زيارة 110 آلاف تركيا لكوريا خلال نفس الفترة، بحسب معطيات منظمة السياحة الكورية.

وسيلتقي يلدريم، المسؤولين الكوريين، ومن المنتظر أن يزور مقبرة الشهداء الأتراك في مدينة بوسان، إلى جانب مسؤولي الشركات التركية، كما سيفتتح المبنى الجديد للسفارة التركية في سيول.

آخر زيارة لرئيس وزراء تركي لكوريا الجنوبية كانت 2012، وأجريت من قبل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وتأتي زيارة يلدريم، اليوم، في الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبحسب الثقافة الكورية تعد الذكرى الستين، بمثابة “ميلاد جديد” حيث أعلن 2017 عام الثقافة بين البلدين، وجرى تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية فيهما.

الأناضول


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.