تركيا.. مركز “أولوداغ” للتزلج يستقطب عشاق السياحة الشتوية

يواصل مركز “أولوداغ” التركي الشهير للتزلج، استقطاب الكثيرين من هواة الرياضات الشتوية، المحليين والأجانب منذ أكثر من نصف عقد.

مركز “أولوداغ” الواقع على بعد 40 كيلو مترا من مدينة بورصة شمال غربي تركيا، يعد من أول المراكز التي تحضر إلى الأذهان، الحديث عن التزلج والفعاليات الرياضية الشتوية.

ومع انتهاء عمليات الترميم في مسارات المركز وعدد من منشآته، عاد إقبال الزوار إلى سابق عهده. ويمكن الوصول إلى أولوداغ عبر خط التلفريك الممتد على مسافة تبلغ 9 كيلو مترات.

وعقب تدشين جسر السلطان عثمان غازي بين ولايتي كوجايلي ويالوفا، في يونيو/ حزيران من 2016، انخفضت مدة الرحلة بين إسطنبول وأولوداغ إلى ما يتراوح بين ساعتين ونصف و3 ساعات فقط.

المركز يقدّم خدماته لعشاق التزلج خلال 4 شهور سنويا، ويضم منطقتين؛ الأولى تحتوي على 12 فندقا، والثانية على 5 فنادق. ويصل إجمالي سعة هذه الفنادق من الأسرة أكثر من 6 آلاف سرير.

وبلغ عدد السياح المقيمين في الفنادق بمركز أولوداغ خلال الموسم الشتوي الماضي، 70 ألفا و400 بينهم قرابة 5 آلاف سائح أجنبي، في حين تجاوز عدد القادمين إلى مركز التزلج أكثر من 800 ألف شخص. ويضم المركز 20 مضمارا، يتراوح طولها ما بين 300 مترا وألف و980 مترا.

وفضلا عن التزلج على الثلج، يتيح مركز أولوداغ لزواره إقامة فعاليات رياضية أخرى متنوعة مثل لوح التزلج “سنو بورد”، وركوب السيارات الجبلية ذات العجلات الضخمة “بيغ فوت”، والدراجات الثلجية.

ويحظى المركز بأهمية كبرى في قطاع السياحة الشتوية، بفضل استضافته عددا لا يحصى من الأفلام التركية في فترتها الذهبية، التي يطلق عليها “يشيل تشام”.

وإلى الآن، ما زال المركز من أهم الوجهات التي يزورها منتجو المسلسلات لتصوير أعمالهم الفنية أسوة بالفترة الذهبية من صناعة الأفلام، في النصف الثاني من القرن الماضي.

اكتسب جبل أولوداغ اسمه الحالي في عام 1925، بعدما كان يطلق عليه سابقا في زمن الإمبراطورية العثمانية “جبل كشيش/ قسيس”.

وتعد قمة جبل أولوداغ النقطة الأكثر ارتفاعا فوق سطح بحر مرمرة، ما يجعلها في مقدمة مراكز التزلج والنشاطات الشتوية في المنطقة استقطابا للسياح.

وخلال ساعة واحدة، يمكن للمتواجدين في الحمامات التاريخية أو الفنادق ذات منتجعات المياه المعدنية الحارة، في مركز المدينة الانتقال إلى جبل بورصة.

وتجذب الحمامات التاريخية ومنتجعات المياه الحارة الكثير سنويا، لفائدتها في علاج عدة أمراض؛ كالروماتيزم، والتهابات الكبد، وأمراض الدم.

وقال رئيس جمعية أصحاب الفنادق ومشغليها في جنوب مرمرة “محمد خلوق بيجيرين”: “إن الطرقات إلى منطقة أولوداغ حتى مطلع الستينات كانت وعرة للغاية ويصعب الوصول إليها في فصل الشتاء.

وأشار إلى أن المديرية العامة للحدائق الوطنية أعادت تنظيم منطقة أولوداغ سنة 1963. وأضاف بيجيرين أنهم افتتحوا الفندق أمام خدمة النزلاء في 1971، ليصبح بذلك ثالث فندق في المنطقة خلال تلك الفترة.

ولفت إلى أن الفترة اللاحقة شهدت افتتاح عدد من الفنادق الأخرى، لتتحول فيما بعد إلى مركز للتزلج. واعتبر بيجيرين أن أولوداغ واحدة من عجائب الدنيا، مشيرا إلى أنها أكبر مركز تزلج في تركيا.

وأردف أنها أقرب مركز تزلج إلى إسطنبول، إذ ساهم افتتاح جسر السلطان عثمان غازي في تخفيض مدة الرحلة بينهما. وأوضح أن أكثر من نصف طرقات المنطقة قد تم تحديثها، ما أدى إلى زيادة جمال أولوداغ وسهولة الوصول إليها.

وأفاد أن هناك زيادة كبيرة جدا في عدد الزوار اليومي، إذ ساهم تمديد خط التلفريك حتى أولوداغ في زيادة هذه النسبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.