صحيفة تكشف السبب الأخطر من وراء تنفيد تركيا عملية عفرين

قالت صحيفة تركية ان السبب الحقيفي وراء تنفيذ الجيش التركي لعملية عفرين هو الدعم الذى تقدمه الولايات المتحدة لتنظيم “ي ب ك” (بي كا كا) الارهابي  وسعيها لتطويق تركيا من الجنوب.

وقال الكاتب التركي فخر الدين التون انه “لا داعي للدهشة! فالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم “ي ب ك” (بي كا كا)، من أجل هذا بالضبط. حيث تهدف واشنطن إلى محاصرة تركيا من الجنوب عبر ممر إرهابي. الأمر الذي يجعل تركيا في مواجهة دائمة مع تنظيم إرهابي يهددها دوماً، ومن جهة أخرى يقطع صلتها بالمنطقة” .

واضاف الكاتب “إقدام الولايات المتحدة على إنشاء قوة حدودية مكونة من 30 ألف عنصر من ميليشيات تنظيم “ي ب ك”، يعد مؤشراً ملموساً يثبت نية السياسة الأمريكية في تطويق تركيا من الجنوب”.

واستذكر الكاتب “قبل خمسة أعوام من اليوم، احتل تنظيم “ي ب ك” مدينة عفرين. وفي عام 2014، أعلنت هذه المدينة “منطقة حكم ذاتي مستقلة” إلى جانب عين العرب والجزيرة. ومنذ ذلك الحين يحاول التنظيم أن يشكّل لنفسه دولة في شمالي سوريا. وتحت غطاء محاربة تنظيم “داعش” يعمل للسيطرة على جميع المناطق الواقعة بين عفرين والجزيرة. وكانت واشنطن من أكبر الداعمين للتنظيم خلال هذه الفترة. حيث قامت الولايات المتحدة بتجهيز “ي ب ك” بالأسلحة الخفيفة أولاً، ومن ثم بالثقيلة منها. كما تدرب إرهابيو التنظيم المذكور على يد الضباط الأمريكان. الأكثر من ذلك، قدمت واشنطن دعماً دبلوماسياً كبيراً للتنظيم كي تنفي صلة “ي ب ك/ب ي د” بمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، ويظهر بدلاً من ذلك على أنه قوة مشروعة على الساحة السورية”.

واوضح “في بدايات الأزمة السورية، نظرت الولايات المتحدة إلى الأزمة السورية على أنها أزمة حول الأسد ونظامه، وخلال فترة قصيرة بدأت باعتبار الأزمة السورية أزمة “داعش”. وفوضت تنظيم “ي ب ك” لمحاربة “داعش”. إلا أن هذه الخطوة كانت بمثابة حجة فقط. وللأسف فإن تركيا لم تتدخل على أرض الواقع لفترة طويلة، في السياسة التوسعية لـ ي ب ك”.

واضاف “حاولت عرقلتها، إلا أنها لم تستخدم ضدها القوة الخشنة، ولم تستطع فعل ذلك. وقد ذكرنا أسبابه بشكل مطول قبل هذا ولا داعي لتكرارها مرة أخرى. استطاعت تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016، إطلاق عملية درع الفرات، ما اعتُبر انعكاساً مباشراً على أرض الواقع لتطهير الجيش من عناصر “غولن” الإرهابية”.

واكد ” أن درع الفرات كانت بمثابة الضربة الأولى التي أنزلتها تركيا على مشروع الممر الإرهابي الذي تحاول إنشاءه منظمة “بي كا كا” المدعومة أمريكياً. وفي حال لم تقم تركيا بهذه العملية، كان سيناريو عفرين سيُطبّق نفسه في جرابلس أيضاً، وكانت تركيا ستُطوّق تماماً من الجنوب عبر ممر إرهابي. حيث كان المخطط فعله هو تحرير جرابلس من “داعش” على يد “ي ب ك”، ليتحول هذا الأخير فيما بعد إلى عنصر دائم في جرابلس. لذا أقدمت تركيا على خطوة تاريخية بإطلاقها عملية درع الفرات”.

وقال “طالبت الولايات المتحدة لفترة طويلة من تركيا، تجاهلها السياسة التوسعية التي تتبعها منظمة “بي كا كا” في سوريا. وحاولت بشدة إقناع تركيا بتقبّل هذا عبر القول لها: “عليكِ أن تتصالحي مع أكراد شمالي سوريا، كما أنت متصالحة مع أكراد شمالي العراق.”

واوضح الكاتب التركي “عقب التدخل التركي ضد مشروع الانفصال في شمالي العراق، تخلت واشنطن عن فكرتها هذه لإقناع تركيا بهذه الطريقة. لتبدأ بعدها باتخاذ خطوات عدوانية مباشرة على أرض الواقع. وفي هذه الأيام تستعد تركيا لإنزال ضربة ثانية على مشروع الممر الإرهابي المدعوم أمريكياً. إذ أن الجيش التركي يستمر منذ أيام بقصف مواقع “ي ب ك” في عفرين. لكن استراتيجية التدخل في عفرين لن تقتصر على القصف المدفعي فقط”.

وبين  “لا شك أن التمركز التركي في إدلب، شكل إسهاماً كبيراً فيما يتعلق بتطويق عفرين. إضافة إلى هذا، فإن زحف جيش النظام من الجنوب باتجاه حلب وإدلب، يقتضي إحكام التمركز في إدلب وزيادة التدابير المتخذة هناك”.

وختم نهاية مقاله قائلا ” الأهم من هذا، أن الخطوة الأمريكية لتحويل “ي ب ك” إلى جيش نظامي، حتّم التدخل التركي في عفرين واستهداف منظمة “بي كا كا” فيها٬ علينا ألا ننسى أن استراتيجية إنهاء الإرهاب في أماكن تواجده قبل الوصول إلى تركيا، هي استراتيجية أنقرة الجديدة في محاربة الإرهاب.
هذه الخطوة ليست بمثابة استراتيجية توسعية أو مطامع وطموح للسياسة الخارجية. بل عبارة عن خطوة واقعية ضرورية لحماية الأمن القومي التركي والدفاع عن مصالحها..

فخر الدين التون – صحيفة صباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.