أكاديمي تركي: عقب تحرير عفرين ..سيستهدف الجيش التركي جميع أوكار ” بي كا كا” الإرهابي

قال البروفيسور التركي، فخر الدين ألتون، المنسق العام  لـ “وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية/ سيتا” في إسطنبول، إن قوات بلاده ستستهدف عقب تحرير عفرين، أوكار بي كا كا الإرهابية في كل من منبج، وشمال العراق، والجزيرة، وعين العرب شمال شرق سوريا.

وأكد أن عمليات القوات المسلحة التركية ضد أوكار تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي، ستُظهر للعالم أجمع الوجه الحقيقي لهذا التنظيم.

جاء ذلك في تصريح أدلى به لمراسل الأناضول، تطرق فيه إلى عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات المسلحة التركية بتاريخ 20 يناير/ كانون الثاني لتطهير مدينة عفرين شمالي سوريا من ميليشيات “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابية.

وأشار ألتون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مستاءة جدا من إطلاق القوات المسلحة التركية لعملية ثانية في الأراضي السورية، بعد عملية درع الفرات، إلا أنها عاجزة عن فعل أي شيء حيال العملية.

وأضاف “إن نجاح العملية التركية في عفرين سيجعل سياسة الولايات المتحدة في وضع صعب، حيث ستضطر للزج بـ “ي ب ك” (ذراع ب ي د المسلح) في الصراع”.

ولفت إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى إفشال مساعي واشنطن الرامية للفصل بين “بي كا كا” و “ي ب ك” بحجة أنهما تنظيمان منفصلان، ما سيجعلها تفقد الحجة الأخيرة بين أيديها في هذا الإطار.

وشدد ألتون من جهة أخرى على أن عفرين تعد نقطة انفتاح بي كا كا على البحر الأبيض المتوسط، ما يجعل من عملية غصن الزيتون ذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لتركيا، بمعزل عن الأسباب الأخرى.

وفيما يخص بقية الأسباب، أكد ألتون أن “العملية ستؤدي إلى تدمير معسكرات بي كا كا الإرهابي في عفرين، والوقوف في وجه تسرب الإرهابيين منها إلى تركيا، كما أنها تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لعمليات تركيا ضد بي كا كا في المناطق الأخرى من سوريا”.

أشار ألتون إلى أن بلاده أطلقت عملية غصن الزيتون ضمن إطار مكافة الإرهاب، بما يتفق مع المعاهدات والقوانين الدولية.

وأوضح أن الأطراف المعادية لتركيا تواصل حملاتها الإعلامية ضد العملية، إذ تستخدم مصطلحات مثل “تركيا تحارب الأكراد، وتركيا وإيران في نفس المعسكر، وإمكانيات العملية محدودة”.

وشدد على أنه بالرغم من هذه الحملات، فإن تركيا تقف بصمود على كل من الأرض وساحة البروباغندا الإعلامية، بفضل تطوير نفسها كثيرا في هذا المجال”.

ولفت إلى أن تركيا باتت تبين موقفها بشكل أوضح، حيث تتمتع بثقة كبيرة في تحركاتها بسبب استخدامها حق الدفاع المشروع عن النفس، وهو ما أكد عليه الرئيس رجب طيب أردوغان عندما أشار إلى مدى أهمية عملية عفرين.

وفي سياق آخر، قال ألتون إن روسيا تسعى لجعل التواجد التركي في الأراضي السورية فعال من جهة ومحدود من جهة أخرى.

وأشار إلى أن روسيا تريد لتركيا أن تسيطر على قوات المعارضة السورية من ناحية، مقابل أن يكون تواجد تلك القوات على الساحة السورية محدود.

وأفاد أن الولايات المتحدة شكلت خطرا كبيرا على الحدود الجنوبية التركية من خلال تسليحها لميليشيات “ي ب ك”، ما دفع تركيا لاتخاذ موقف أكثر صرامة، ولأن روسيا تعرف هذا الأمر جيدا فإنها تُدرك أن مساعيها الرامية لتحديد التواجد التركي في سوريا لن تجد نفعا.

ولفت إلى أن روسيا لم تعارض عملية عفرين بسبب علاقات التعاون التي تربطها مع تركيا والتي شهدت تحسنا كبيرا في الفترات الأخيرة.

من جهة أخرى، أوضح ألتون أنه بالرغم من إعلان واشنطن النصر على تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها تواصل تسليح “ي ب ك” تحت ذريعة محاربة داعش.

وأكد على أن واشنطن لا تهتم بوحدة الأراضي السورية، إنما همها الوحيد هو تشكيل ممر لقوات بي كا كا في شمالي سوريا، وتطويق تركيا من حدودها الجنوبية.

من جانبه، رئيس قسم الأبحاث الأمنية في سيتا، وعضو الهيئة التدريسية في قسم العلاقات الدولية بجامعة صقاريا، مراد يشيل طاش، أجرى تقييما للمواقف الأمريكية والروسية والإيرانية من غصن الزيتون.

وقال يشيل طاش، إن موقف الولايات المتحدة يميل نحو الليونة التكتيكية، لكن الأهم من ذلك ماذا سيكون موقفها عقب عملية عفرين.

ولفت فيما يخص الموقف الروسي أن من الواضح أن أنقرة وموسكو توصلتا لاتفاق بشأن عفرين.

وبخصوص موقف طهران، أشار الأكاديمي التركي إلى أن إيران هي أقل عنصر معني بالعملية، لكن مع ذلك دورها مهم، لكن عندما يكون المستهدف بي كا كا، لا شك أنها تؤيد العملية.

وأوضح أن روسيا ستواصل اتباع سياسات براغماتية طالما يجري الحديث عن مصالحها في سوريا، حيث تعد دائما قابلة للتباحث والتفاوض في سبيل الحفاظ على مصالحها.

وأضاف أنه بالرغم من عدم امتنان إيران من عملية عفرين إلا أنها مستاءة أيضا اكتساب بي كا كا قوة في سوريا.

ومضى قائلا أن إيران تفضل الصمت إزاء عملية عفرين لقلقها من تسليح واشنطن لميليشيات “ب ي د/ بي كا كا”، لأنها تدرك أن ستتعرض لإرهاب هذه الميليشيات في حال عدم إضعاف وجودها في المنطقة، ولأنها ما زالت تشهد بعض المشاكل الناجمة عن الاحتجاجات الأخيرة فيها.

وأردف يشيل طاش أن تركيا تواصل عملياتها ضمن إطار مكافحة الإرهاب، إذ أطلقت عمليتها انطلاقا من مبدأ الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة التهديدات الأمنية، بشكل يتفق مع القوانين الدولية.

وشدد في ختام حديثه على ضرورة استمرار الوجود العسكري التركي على الأرض في سبيل الحفاظ على أمنها القومي ووحدة أراضيها وسلامة حدودها ومستقبل سوريا.

 

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.