تضخم سجل “بي كا كا” الإرهابي الأمريكي

تتابع تركيا لحظة بلحظة الشحنات التي ترسلها الولايات المتحدة إلى تنظيم بي كا كا/ب ي د الإرهابي في سوريا، وتحدّث ملف البراهين باستمرار وفق التطورات الميدانية. ، فإن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لم تعد تدافع عن تنظيم ب ي د الإرهابي كما كان في السابق، وذلك نتيجة الوثائق التي طرحت في الاجتماعات المغلقة.

لقد بدأت المساعي الدبلوماسية التركية بشأن كيان بي كا كا في سوريا تؤتي ثمارها. كما بدأنا نلاحظ تغيرا في تصريحات “الحلفاء” الغربيين لتركيا فيما يتعلق بالفرضية التي طرحتها أنقرة بإصرار ومن خلال الوثائق على المستوى الدولي والتي مفادها أن “ب ي د/ي ب ج هو امتداد لتنظيم بي كا كا الإرهابي في سوريا”. فبعض الدول التي لم تكن تعتبر ب ي د/ي ب ج تنظيما إرهابيا حتى فترة قصيرة مضت، تخلت عن الدفاع عن الإرهابيين بعدما طرحت تركيا عددا لانهائيا من البراهين التي تثبت صحة هذه الفرضية. وتشير المصادر إلى أن تلك الدول لم تعد تدافع عن التنظيم في اللقاءات التي تعقد بعيدا عن أعين الصحافة، كما كانت تفعل في السابق، وأنها عندما ترى الوثائق التي تثبت ذلك لا تقدر على أن تقول إن “ب ي د/ي ب ج ليس تنظيما إرهابيا”، بل إنها بدأت تتقبل حقيقة أنه امتداد لبي كا كا. وقد طرحت هذه الوثائق للنقاش مؤخرا خلال زيارة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ لأنقرة. وفي الوقت الذي يكون فيه المشهد على هذا النحو على طاولة المفاوضات، فإنه مختلف تماما على الساحة. إذ يستمر التنظيم في تلقي جميع أنواع الدعم وفي مقدمتها الأسلحة والذخائر.

**تضخم ملف الأدلة

تعمل الحكومة التركية باستمرار على تحديث ملف الأدلى التي تثبت الدعم المقدم بالسلاح والذخيرة إلى ب ي د/ي ب ج، وذلك وفقا للتطورات التي تشهدها الساحة. ولهذا فغن “ملف ب ي د” تضخم بشكل كبير للغاية. ولا تزال واشنطن، بالرغم من كل ما يحدث، تدعم امتداد بي كا كا في سوريا، وذلك بعدما ألمحت بفرض حظر على بيع طائرات إف-35 إلى تركيا ردا على اعتزامها شراء أنظمة دفاع جوي إس-400 من روسيا لمواجهة التهديدات المتزايدة. والآن صارت فرنسا هي الأخرى، بعد الولايات المتحدة، مصدر دعم مهم بالنسبة لتنظيم ب ي د/ي ب ج في سوريا. فالجنود الفرنسيون يتولون مهمة حماية عناصر ب ي د الإرهابية من خلال دوريات حماية مكثفة في منبج غربي نهر الفرات.

**أنقرة تمهل

من المنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة المحادثات التركية-الأمريكية حول مصير منبج السورية. وقد صرح وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، الذي التقى نظيره الأمريكي المعين حديثا مايك بومبيو للمرة الأولى في بروكسل، بأن آلية العمل بين البلدين ستبدأ في المرحلة المقبلة. وعقب هذا اللقاء مباشرة، جمع اتصال هاتفي رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي أكار بنظيره الأمريكي جوزيف دنفورد. وتناول الطرفان خلال هذا الاتصال الأنشطة الإرهابية التي يمارسها ذراع بي كا كا في سوريا. وكانت أنقرة قد أمهلت حلفاءها حتى يوفوا بوعودهم بشأن انسحاب الإرهابيين من منبج. وهي تتابع عن كثب الخطوات التي تتم في شرقي الفرات بخلاف منبج.

.

م.يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.