عائلة “أوزكان” التركية الموقوفة بإسرائيل: ابنتنا ستصبح صوت فلسطين الحر

أعربت عائلة المواطنة التركية “إبرو أوزكان” الموقوفة في السجون الإسرائيلية منذ 11 يونيو/حزيران الماضي، عن إيمانها بأن ابنتهم ستصبح “الصوت الحر” لفلسطين، والقدس، والمسجد الأقصى، وكافة الأمهات الفلسطينيات المكلومات.

جاء ذلك في مقابلات أجراها مراسل الأناضول مع عائلة أوزكان، حيث قالت والدتها، آيتن أوزكان، إن ابنتها مظلومة، وموقوفة من قبل السلطات الإسرائيلية من غير وجه حق.

وأوقفت السلطات الإسرائيلية، “إبرو”، في 11 يونيو الماضي، بعد احتجازها في مطار بن غوريون بتل أبيب أثناء عودتها من زيارة القدس.

وقررت المحكمة العسكرية الإسرائيلية، قبل أيام، تمديد فترة توقيف إبرو أوزكان حتى اليوم، موجهة لها اتهامات “تهديد أمن دولة إسرائيل والاشتباه باتصالها مع تنظيم إرهابي”، وهو ما ترفضه أوزكان باستمرار.

ولفتت “آيتن”، إلى أن “إبرو” زارت القدس مرتين سابقا، وأنها تحب كثيرا كلا من هذه المدينة، والأطفال الفلسطينيين، والشعب الفلسطيني، وتصر على الوقوف بجانبه.

وأضافت أنها لم تتحدث إلى ابنتها منذ 19 يوما، قائلة “هذا الأمر صعب جدا علي، لكن الله عز وجل يمدني بالقوة والطاقة، وكثيرا ما أقول لنفسي لا تكوني أنانية، فأنا لست وحيدة، حيث هنالك الكثير من الأمهات الفلسطينيات اللاتي يعشن آلاما أكبر”.

وأكدت على أن “توقيف السلطات الإسرائيلية لإبرو، لن يعيق الأخريات من زيارة القدس، حيث سيزورها بدلا منها ألف إبرو، وإن كانت السلطات تعتقد أنها ستخيفنا بمثل هذه الممارسات، فإنها مخطئة، فنحن لا نعرف الخوف إطلاقا”.

وأعربت عن إيمانها الكامل بعودة ابنتها إليها في النهاية، قائلة: “إن هذا امتحان لإبرو، وإننا في اختبار في كل لحظة، وإن شاء ستجتاز هذا الامتحان بفضل الله”.

وأردفت: “أرجو من الله عز وجل أن تصبح ابنتي صوتا لفلسطين، والقدس، والمسجد الأقصى، وكافة الأمهات الفلسطينيات المكلومات”.

من جانبها، أوضحت إليف أوزكان، شقيقة إبرو، للأناضول، أن شقيقتها تخرجت من قسم علم الاجتماع، وأنها كانت تعمل سكرتيرة في شركة خاصة.

وقالت: “أختي تحب القدس، والشعب الفلسطيني كثيرا، وتسعى منذ 3 سنوات لقضاء شهر رمضان الكريم هناك، وحظيت بفرصة قضاء ليلة القدر في القدس هذا العام”.

ووفق إليف، “سافرت إبرو مع صديقتها إلى القدس عبر شركة سياحية خاصة، والدافع الرئيسي لهذه الزيارة هو محبتها للمدينة، ولكي تؤدي فروض العبادة هناك، ولقد أخذت معها الكثير من الهدايا لأطفال القدس، كالحلوى والألعاب والكتب وأقلام التلوين.. إنها تحب الأطفال كثيرا”.

وتابعت إليف أنها اتصلت بصديقة شقيقتها، وعلمت منها أن “إبرو” لم تغادر القدس مطلقا خلال الزيارة، وأنها قضت معظم أوقاتها بالعبادة، ومع الأطفال، مضيفة: “لقد تفاجأنا بشدة من قرار التوقيف لدى عودتنا”.

وأشارت إلى أن المحكمة الإسرائيلية قررت تمديد توقيف شقيقتها 4 مرات، بتهمة ” تشكيل تهديد على الأمن الإسرائيلي”، و”التواصل مع تنظيم إرهابي”، دون أن تبرز أي أدلة ووثائق تثبت صحة ادعاءاتها.

إليف، أكدت أن قرار التوقيف تعسفي جدا، حيث يتم اتهام “إبرو” بالاتصال بتنظيم إرهابي، دون تحديد اسم التنظيم، لافتة إلى أن السلطات الإسرائيلية تنفذ بذلك ضغوطات نفسية على شقيقتها.

وأوضحت أن عائلتها لم تتحدث مع إبرو منذ توقيفها بتاريخ 11 يونيو، مشيرة إلى أن شقيقتها التقت خلال هذه المدة بموظف في السفارة التركية، ومحاميها فقط.

وأردفت أنه بالرغم من تقدمهم بطلب للسلطات الإسرائيلية عبر السفارة للتحدث إلى إبرو، إلا أن السلطات رفضت ذلك، مؤكدة على أن هذا الأمر يتعارض مع القانون الدولي الذي يضمن حتى لأبشع المجرمين مقابلة المحامي الخاص به، على عكس أختها التي لم يُسمح لها بمقابلة محاميها منذ 15 يوما.

إليف علّلت ذلك قائلة: “لأنهم لا يريدون لها الدفاع عن نفسها، ويمارسون عليها ضغوطا نفسية في هذا السبيل، وأن هذه الممارسات تتعارض مع الحقوق والقوانين، ولا يمكن لها أن تجري في دولة قانون”.

وقالت إن الجنود الإسرائيليين أساءوا لتركيا خلال التحقيق مع إبرو، إلا أن شقيقتها دافعت عن بلادها، وأكدت للقاضي خلال المحاكمة على أنه لا يحق لأحد الإساءة لبلادها.

وشددت إليف على أن السطات الإسرائيلية تعتقل المواطنين الأتراك بشكل كيفي، بهدف ثني عزيمة الأتراك من زيارة القدس، وأن أختها واحدة من أولئك الأشخاص، مؤكدة على أن قرارات التوقيف لن تثبط من همتهم وسيواصلون زيارة القدس رغم كل هذه الضغوطات.

وأكملت: “أختي ستخضع لجلسة محاكمة مرة أخرى بتاريخ 1 يوليو/ تموز (اليوم)”، مؤكدة أنهم نظموا قبل يوم من المحاكمة وقفة تضامنية مع إبرو في إسطنبول، بحضور وسائل إعلام ومنظمات مدنية.

عبد القادر أوزكان، شقيق إبرو، أعرب من جانبه، خلال لقائه الأناضول، عن أمله في ألا تظل انتهاكات إسرائيل هذه دون رد، مضيفا: “المسؤولون الأتراك يتابعون قضية شقيقتي عن كثب”.

وانتقد عبد القادر توقيف شقيقته بهذه الطريقة، دون امتلاك أدلة ووثائق، قائلا: “لقد أخذت معها (في رحلتها للقدس) حلويات وشوكولا وألعاب للأطفال”.

وتساءل: “هل هذه الأشياء تعتبر أسلحة وتشكل تهديدا على الأمن الإسرائيلي؟”، مؤكدا على أن “إسرائيل دولة جبانة لأبعد الحدود”.

 

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.