السفير التركي بعمان: علاقاتنا مع الأردن قائمة على روابط تاريخية راسخة

قال السفير التركي في العاصمة الأردنية عمان، مراد قره غوز، إن علاقات بلاده مع الأردن قائمة على روابط تاريخية راسخة، وثقافية عميقة، وأنها تمضي في مستوى ممتاز خاصة في المجال السياسي.

جاء ذلك في مقابلة أجراها مع الأناضول، حيث أفاد بأن الأردن يقع في منطقة جغرافية تسودها الخلافات والنزاعات، وأنه يتمتع بأهمية حرجة على المستوى الإقليمي.

وأشار إلى أن هناك اختلافًا ديموغرافيًا كبيرًا في الأردن، حيث يعد أكثر من نصف الشعب من أصل فلسطيني، كما تستضيف البلاد حوالي 1.3 مليون لاجئ سوري، فضلًا عن مواطنين آخرين من نحو 44 دولة مثل العراق، وليبيا، واليمن.

ولفت قره غوز إلى أن موقع الأردن في المنطقة جعله يتعرض لأزمات عديدة، بدءًا من الإرهاب العالمي، وتأثرها بالاضطرابات السياسية وموجة اللاجئين في المنطقة بشكل كبير.

وأضاف أن عدم وجود مصادر طبيعية غنية في الأردن، دفع البلاد للتفكير بالدرجة الأولى حول المستقبل والاستمرارية، حيث يعتمد اقتصاده بنسبة كبيرة على تلقي المساعدات الخارجية.

وأكد السفير التركي على متانة العلاقات السياسية بين بلاده والمملكة الأردنية، حيث تعد اللقاءات الثنائية المتكررة التي انعقدت على مستوى القادة خلال العام الأخير أكبر دليل على ذلك.

وأشار قره غوز إلى التغييرات الحكومية الأخيرة في البلدين. لافتًا إلى أن العلاقات تمضي في مستويات متقدمة على مستوى الحكومتين.

وأوضح أن الملف الوحيد الذي لم يتفق عليه البلدان حتى اليوم، هو اتفاقية التجارة الحرة، حيث يشتكي الجانب الأردني من عدم توازن التبادل التجاري مع تركيا، فضلًا عن نقصان الاستثمارات التركية المباشرة في الأردن، إلى جانب رغبته في تلقي المزيد من المساعدات التقنية والمالية من نظيره التركي.

وتوقع المسؤول التركي أن تثمر اللقاءات الثنائية المقبلة بين البلدين إلى نتائج إيجابية في هذا الصدد.

وأوضح أنه رغم الصعوبات السياسية والجغرافية في المنطقة، إلا أن العلاقات التجارية بين البلدين تعتبر جيدة، حيث يبلغ حجم التجارة الحالي بين الجانبين نحو 800 مليون دولار. مشيرًا إلى أن العقبة الأكبر في وجه التبادل التجاري هي انقطاع خطوط الشحن البري بسبب الأزمات السياسية في المنطقة.

وأشار إلى أن منطقة العقبة في الأردن تعتبر ملائمة للاستثمارات بشكل أكبر من سواها، حيث الضرائب فيها قريبة من الصفر.

وشدد قره غوز على ضرورة تعرّف المستثمرين الأتراك على مناخ الاستثمار في الأردن عن كثب، حيث قال “يجب ألا ننسى أن الأردن يمتلك إمكانيات محدودة، ولكونه معتمدًا بدرجة كبيرة على المساعدات، فإن نحو 70 بالمئة من اقتصاده قائم على قطاع الخدمات”.

ولفت إلى وجود نقص في قطاعي الصناعة والزراعة الأردني، وأنه بإمكان تركيا أن تكمل هذا النقص.

وأكد على ضرورة تعرّف مواطني البلدين إلى بعضهما البعض بشكل أكبر، حيث توجد أرضية مناسبة لهذا الأمر. داعيًا المواطنين الأتراك لتكثيف زياراتهم إلى المملكة الأردنية.

وفيما يخص إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، قال قره غوز إن إجراءات الإعادة يجب أن تكون بشكل طوعي، وأنه لا يجب الإسراع في هذا الإطار، والتحضير جيدًا له، وعدم اللجوء لإجبار اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم عنوة.

وشدد على أن كلا من بلاده والأردن تسعيان بجد لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، وأنهما سيواصلان العمل على نفس المنوال بالمستقبل.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.