لاجئ سوري عالق في مطار كوالا لمبور منذ 6 أشهر .. عشرات النساء حول العالم يعرضن عليه الزواج.. لماذا؟

مازال المهاجر السوري حسان القنطار، الذي شغلت قصته وسائل الإعلام العالمية وشبهتها بأفلام السينما، عالقا في مطار كوالالمبور الماليزي منذ ستة أشهر. قضية حسان، وفقا له، عرضة للتجاذبات البيروقراطية والإهمال من قبل المنظمات الأممية. ما الجديد الذي طرأ على قصة هذا المهاجر الشاب وما هي توقعاته للمستقبل؟

مضت ستة أشهر على وجوده في مطار كوالالمبور الدولي، المهاجر السوري حسان القنطار توالت فصول معاناته مع الهجرة من بلاده إلى الإمارات العربية ومنها إلى ماليزيا، بحثا عن الأمان والمستقبل الأفضل. قصة حسان تتشابه كثيرا مع قصص سمعناها مرارا، ولكنها جميعها تدور أحداثها خلف عدسات كاميرات السينما، وغالبا ما تكون نهاياتها سعيدة. إلا أن قصة هذا المهاجر السوري لم تصل إلى خواتيمها بعد، على العكس، فكلما طالت به مدة مكوثه في المطار، كلما تعقدت قصته وباتت الخواتيم المرجوة أبعد.

مهاجر نيوز كان قد تواصل مع حسان في شهر أيار/مايو الماضي، حينها أكد المهاجر الشاب عزمه على مواصلة كفاحه من أجل تحقيق مبتغاه.

لاجئ سوري عالق في مطار العاصمة الماليزية منذ نحو ثلاثة أشهر

اليوم، وبعد مضي ثلاثة أشهر على حديثنا معه، لم يتغير شيء في وضعه.

يشكو حسان من قلة اهتمام مفوضية شؤون اللاجئين بحالته الصعبة، بل يتهم مكتب المنظمة الأممية في كوالالمبور بالمسؤولية بشكل أو بآخر عن وضعه الآن.

يوميات متشابهة

يقضي معظم وقته في المطار تحت أحد الأدراج، بعيدا عن الناس وأسئلتهم التي تعب من الإجابة عنها. ولكن، مع مرور الأيام، تحولت شهرة هذا المهاجر، ضحية الإجراءات الدبلوماسية والبيروقراطية، إلى إحدى أكثر القصص مشاركة وتفاعلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

“بعد يومين أتمم شهري السادس في المطار”، يقول القنطار. جملة جاءت اعتراضية خلال سرده للتطورات التي طرأت على وضعه منذ تواصلنا الأخير معه.

في خلفية صوته على الهاتف، تسمع بوضوح الجلبة والحركة التي لا تهدأ لمطار كوالالمبور، ولكن مع كل تلك الحركة، يعيش القنطار في المطار حياة شديدة الوحدة. “تعبت ومللت ولكني لن أستكين، أريد أن أجد حلا قانونيا وشرعيا لوضعي”، يؤكد المهاجر، ويضيف “أريد أن أحظى بوضعية لجوء بشكل قانوني، لا أريد أن أعبر حدودا وأركب سفنا أو مراكب وألقى على شواطئ بلدان غريبة لتبدأ بعدها رحلة معاناة أخرى”.

“المنظمات الأممية لا تكترث لوضعي”

وتعود قصة القنطار إلى بداية الأحداث في سوريا عام 2011. حينها كان يعمل في الإمارات العربية المتحدة منذ 2006، وحين انتهت صلاحية جواز سفره لم يستطع العودة إلى بلاده ليجدده خوفا من التجنيد الإجباري، فانتهت إقامته ولم يستطع تجديدها. حول ذلك يقول القنطار “رفضت لأنه ليس هناك عدو واضح المعالم في هذه الحرب… هدفي في الحياة ليس القتال، وأنا أرفض أن أشارك في آلة القتل التي أدت إلى هدم وطني ومنزلي، حالي في ذلك حال آلاف السوريين الآخرين”.

وافقت السلطات الإماراتية على ترحيله إلى ماليزيا بدل سوريا، ومن هناك بدأت رحلة معاناته مع الهجرة.

وناشد القنطار كافة المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان للنظر في وضعه، خاصة وأنه يعتبر أنه تم خذلانه من قبل المنظمات الأممية والدولية التي تعنى بشؤون المهاجرين واللاجئين، وخاصة مفوضية شؤون اللاجئين. “بعد أن انتشرت قصتي، زارني وفد من المفوضية في المطار، عرضوا علي حينها أن يؤمنوا لي تأشيرة دخول لماليزيا لشهر واحد”، رفض حسان العرض كون ماليزيا غير موقعه على شرعة حقوق اللاجئين الخاصة بالعام 1951، وبالتالي بعد مضي الشهر ستقوم السلطات بترحيله.

وأضاف “آخر مرة زاروني فيها كانت في 24 نيسان/أبريل الماضي… أصدرت المفوضية هنا في ماليزيا بيانات أكدت فيها قيام طواقمها بمساعدتي، ولكن هذا الكلام غير صحيح”.

لن أحقق أهدافي على حساب أشخاص آخرين

“الدعم المعنوي أستمده من المتابعين لي على مواقع التواصل. أتلقى الكثير من الرسائل يوميا”، ويضيف “أحاول أن أحافظ على روح إيجابية في كل ما أمر به خلال يومياتي، الحفاظ على الأمل هو وسيلتي الوحيدة لمواجهة الوضع القائم”.

وحول كيفية قضائه حاجاته اليومية قال لمهاجر نيوز “لم يتغير الكثير من التفاصيل، مازلت أتلقى وجبات الطعام من شركات الطيران، أحيانا يقوم بعض عمال المطار بجلب أشياء خاصة لي إما من المطاعم أو من خارج حرم المطار”.

خلال المكالمة، قال القنطار ضاحكا “رفضت الكثير من عروض الزواج من نساء من حول العالم… إحداهن عرضت المجيء فورا للزواج بي”.

إلا أن المهاجر السوري القادم من السويداء رفض الفكرة تماما، مشددا على أنه يسعى “للجوء بطريقة شرعية. لست من الأشخاص الذين يسعون لتحقيق مآربهم من خلال استخدام أشخاص آخرين، حتى ولو أن هؤلاء الأشخاص موافقون على ذلك”.

ويؤكد القنطار أن “المهتمين لا قوة لهم، لا يستطيعون تغيير شيء في وضعي الحالي، وأنا ممتن لهم كثيرا. القادرون على ذلك هم المسؤولون، المنظمات الدولية، وهؤلاء لا يهتمون لما يحصل أو سيحصل معي”.

 

 

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.