تعرف علي قصة أول امرأة تركية “دبلوماسية” من ذوي الاحتياجات الخاصة

التركيّة ديلاك إرتورك، المرأة الأولى والوحيدة التي تعمل في السلك الدبلوماسي رغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أنها تعاني فقدانًا للنظر أقرب للعمى، وعلى الرغم من ذلك أكملت دراستها ونجحت في دخول السلك الدبلوماسي، وبل وتولت مهامًا عديدة كمبتعثة عن تركيا في الكثير من البلدان حول العالم.

صحيفة “بي.بي.سي” التركية، أجرت حوارًا مع إرتورك، واستمعت لحكايتها ومعاناتها ونجاحاتها الباهرة، وعن ذلك تقول إرتورك “ولدتُ في العاصمة أنقرة عام 1974، وعندما كنت في الخامسة من عمري وقعت عن الأرجوحة ممّا سبب تلفًا بالعصب المتصل بالعين في الدماغ، على إثره فقدت بصري، وهذا بدوره جعلني وعائلتي نعيش ظروفًا صعبة للغاية”.

إلا أنّ إرتورك، أصرّت على خوض مرحلة التعليم بدءًا من المرحلة الابتدائية وصولًا للثانوية ومن ثمّ الجامعة، حيث تخرجت بنجاح في جامعة أنقرة، كلية العلوم السياسية.

الراحل أوزال أوصاها بذلك

تتابع السيدة إرتورك قائلة “حكايتي المثيرة بدأت عام 1986 كنت في آخر سنة من المرحلة الابتدائية، وخلال اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة أقامت المدارس فعالية للطلاب، وتمّ إرسالي إلى رئيس الوزراء ممثلة عن الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، في ذلك الوقت كان تورغوت أوزال (الراحل) رئيس الوزراء، عندما التقيت به سألني: ماذا ستكونين في المستقبل؟، أجبته: محامية، سألني: لمَ محامية؟، أخبرته بأنّ زملائي في الصف يقولون لي أنّني أجيد التعبير عن أفكاري ومشاعري ومن حولي بقوة، فأجابني رئيس الوزراء الراحل أوزال: نحن نعلم أنّ ذوي الاحتياجات الخاصة مبدعون في مجال القانون، ولكنّني أريدك أن تسلكي مهنة أخرى وتكونين الأولى بها، فسألته بشغف: وما هي؟، فقال لي: يجب أن تكوني المرأة التركية الأولى من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تعمل في السلك الدبلوماسيّ”.

وتضيف الدبلوماسية التركية الأولى التي تعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، “في ذلك الوقت وكطفلة أبوها كهربائيّ وأمها ربّة منزل، لم أكن أعلم معنى دبلوماسية وما العمل الذي يقوم به الدبلوماسيّون، فسألت: وماذا يعمل الدبلوماسيّون؟، فأجابني أوزال: يتقنون على الأقل لغة واحدة بشكل جيد، يمثّلون بلدهم في المحافل الدولية ويحفظون مصالحه”.

شغلت مناصب عدّة ومهمة

وبعد تلك المحادثة بينها وبين رئيس الوزراء التركي الراحل أوزال، عزمت إرتورك على أن تكون دبلوماسية تعمل لبلدها وتمثّله في المحافل البلدية، ولذا تخصصت بالعلاقات الدولية، وعملت منذ عام 2000 حتى 2010 موظفة في الخارجية التركية.

تقول إرتورك عن مراحل عملها في السلك الدبلوماسيّ “في العام 2010 شعرت بسعادة كبيرة، حيث صدر قانون جديد وسّع المجالات التي من الممكن أن أعمل بها كموظفة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من فقدان البصر، كنت أبلغ 36 عامًا من العمر آنذاك، وتمّ اختياري كمستشارة في مجال حقوق الإنسان”.

أردوغان يختارها

وعملت إرتورك، ضمن اللجنة التركية للتعاون والأمن الأوروبيّ في فيينا عاصمة النمسا، بين عامي 2012 و2015، وفي ذلك العام ترشحت كنائبة برلمانية ولكن لم تتمكن من كسب أصوات كافية ممّا دفعها للرجوع إلى السلك الدبلوماسي ضمن الخارجية التركية، ومنذ ذلك العام أي 2015 حتى أوائل 2017 شغلت منصب المدير العام للبعثة التركية في إفريقيا.

وتحكي إرتورك خلال لقائها مع بي.بي.سي التركية، أنّها في شهر مارس/آذار 2017، تم اختيارها من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كعضو في منظمة المساواة وحقوق الإنسان التركية.

.

المصدر:يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.