مسؤول أممي: لولا تركيا لما استمر “تحالف الحضارات”

قال الممثل السامي لـ”تحالف الحضارات” ميغيل أنخيل موراتينوس، إنه لولا تركيا وارتباطها بإخلاص بالتحالف، لما استمر في نشاطه تحت مظلة الأمم المتحدة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها موراتينوس للأناضول، على هامش زيارته إلى العاصمة أنقرة، أمس الاثنين، تلبية لدعوة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو.

وفي عام 2005 أطلق كل من رئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، ونظيره الإسباني، خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو، “مبادرة تحالف الحضارات”، بناءً على الاقتراح الذي تقدم به الأخير.

وتهدف المبادرة إلى تكوين إرادة سياسية مشتركة من أجل مواجهة الأحكام المسبقة، والفهم الخاطئ، والاستقطاب الناجم عن أجواء الشك المتبادل، والخوف السائد بين الدول الإسلامية، والمجتمعات الغربية.

واكتسبت المبادرة طابعًا أمميًا في وقت لاحق بعد اعتمادها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.

واستهل موراتينوس حديثه بتقديم الشكر إلى كل من الرئيس أردوغان، والحكومة التركية، ووزير الخارجية تشاووش أوغلو، إزاء الدعم الذي قدموه له خلال مراحل ترشحه وتعيينه ممثلا ساميا لـ”التحالف”، أواخر العام الماضي.

وقال المسؤول الأممي، في هذا الصدد، “أن كلا من تركيا وإسبانيا تبذلان جهودا كبيرة في سبيل المحافظة على تحالف الحضارات، وأتقدم هنا بجزيل الشكر للرئيس أردوغان الذي بذل جهودا كبيرة في سبيل الحفاظ على التحالف خلال الظروف الصعبة العام الماضي “.

وأوضح قائلا “إن تركيا بصفتها راع مشارك للتحالف، لا تقدم الدعم المالي فقط، بل الدعم السياسي والدبلوماسي أيضا، وقد نلتُ دعم تركيا التام خلال زيارتي إلى أنقرة، وأنا سعيد جدا إزاء ذلك، وسنعد قريبا خطة تنفيذية مشتركة في المستقبل القريب”.

وأكّد موراتينوس على أن تحالف الحضارات يهدف لإطلاق مشاريع إيجابية، لافتا إلى رغبته في إظهار تحالف الحضارات على أنه أداة مهمة في سبيل إحلال الاستقرار والسلام الدوليين، أمام الرأي العام الدولي.

وتابع قائلا: “أهدف للحد من سوء الفهم الثقافي والديني بين الحضارات، الأمر الذي سيؤدي لفهم الناس لبعضها البعض واحترامهم لبعض، أمامي امتحان كبير لكنني أثق بنفسي، حيث ارتفع عدد الدول المؤسسات الدولية العضو في مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات إلى 146 عضو، إضافة إلى الدعم الكبير الذي تقدمانه تركيا وإسبانيا للتحالف”.

وأشار إلى أنه سيتبع خلال أداء مهامه، نوعين من أساليب العمل، هي “الدبلوماسية الوقائية”، و”إيجاد حلول ملموسة” من خلال العمل على فهم أسباب حالات سوء الفهم لدى ظهور مشكلة ما.

وشدد على ضرورة التركيز على تغيير المجتمعات للأفضل في مجالات التعليم، وحقوق المرأة، والقضاء، والهجرة، والإعلام، بهدف تحقيق الدبلوماسية الوقائية.

وأوضح أن التحالف يسعى لإطلاق برنامج للتبادل الطلابي أسوة ببرنامج “ايراسموس” الأوروبي، والبرامج الأخرى للتبادل الطلابي حول العالم.

في سياق آخر، أكد موراتينوس على أن “المنتديات العالمية” تعتبر الاجتماعات الأعلى من حيث المستوى بالنسبة لتحالف الحضارات، مضيفا بأن المنتدى العالمي الثامن للتحالف انعقد العام الماضي في نيويورك الأمريكية.

واستطرد بأن التحضيرات للنسخة القادمة من المنتدى ما زالت جارية، إذ ستنعقد العام المقبل، لافتا إلى احتمال انعقادها في إحدى دول القارة الإفريقية، باعتبار أن القارة لم تستقبل أيا من أعمال المنتديات السابقة.

كما أكد موراتينوس على ضرورة ابتعاد وسائل الإعلام عن خطابات الكراهية في مواضيع الأزمات، الأمر الذي سيساهم في نجاح أعمال تحالف الحضارات.

 

 

.

المصدر/الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.