فريق طبي تركي يدخل التاريخ!!

دخل رجل تركي يبلغ من العمر 63 عامًا، التاريخ الطبي بعد أن أصبح الناجي الوحيد المعروف إثر عملية جراحية معقدة في الشريان الأبهر البطني، في أول عملية جراحية ناجحة لاستئصال ورم وعائي دموي بهذا الحجم. ونشرت الواقعة في مجلة معهد تكساس لطب القلب والأوعية، التي تصدر كل شهرين.

فبعد ساعات فقط من إطفاء شموع كعكة عيد ميلاده الثالثة والستين، في كانون الأول / ديسمبر 2016، بدأ عازف البوق وعضو الاوركسترا العريق، “إحسان أوزكايا”، يشعر بألم شديد في بطنه.

وبعد 12 ساعة من الألم المتواصل، وصل “أوزكايا” إلى غرفة الطوارئ في مستشفى” حميدية إتفال” للتدريب والبحث العلمي، في منطقة “شيشلي” في إسطنبول، حيث اكتشف الأطباء المفاجأة السيئة، إذ وجدوا “أم الدم الأبهرية” ضخمة بقطر 13 سم، على الجانب الأيمن من بطنه، أسفل كليته، وقد بدت على استعداد للانفجار في أية لحظة.

وبسبب اكتشاف الكتلة، وتقييم أن خطر تمزقها بشكل آني، كان وارداً للغاية، قام جراح القلب والأوعية الدموية “مجيد بيتارغيل” وفريقه الجراحي المكون من الدكتور المساعد “إسماعيل كوراماز”، والدكتورة “نيلوفر بكتاش”، والدكتور”سنان عمر أوغلو”، بنقل “أوزكايا” فوراً إلى غرفة العمليات، لإجراء عملية جراحية له.

لكن مشكلة كبيرة أخرى ظهرت، فقد تبين أن شريانه الأبهري ينفتح بشكل غير طبيعي على الوريد الأجوف السفلي، وهو أكبر وريد في الجسم، والذي يحمل دمًا محملاً بنواتج الاستقلاب أو ما يسمى بالدم القاتم، إلى الأذين الأيمن للقلب، ثم إلى الرئتين. هذه المضاعفات النادرة تسمى الناسور الأبهري.

وهذا يعني أن الدم المؤكسج والدم المكربن يختلطان بشكل جزئي، وهو ما يمكن أن يكون قاتلاً ويحتاج إلى تدخل طبي.

بعد عملية استغرقت 10 ساعات، تم إنقاذ “أوزكايا”. ودخلت تلك العملية الجراحية النادرة في التاريخ، باعتبارها أكبر عملية استئصال ورم وعائي في الشريان الأبهري، مع تعقيدات الناسور الأبهري، يتم إجراؤها بالجراحة المفتوحة.

وقال “بيتارغيل” في مقابلة مع إحدى المجلات الطبية المحكمة، إنهم كانوا سعداء للغاية لإنقاذ حياة المريض، وكذلك لتقديمهم كمثال تاريخي، في واحدة من أهم المجلات الطبية الأمريكية، وإنه يدين بهذا النجاح لتفاني فريقه وموظفيه في المستشفى، الذين عملوا ليل نهار.

وأضاف “بيتارغيل” أن تشكل أمهات الدم في الشريان الأبهري خطير للغاية، ودقة التشخيص أمر حاسم للمحافظة على حياة المريض، مشيرا إلى أن ورم الأوعية الدموية عند “أوزكايا” كان في المرحلة الأخيرة، وكان قابلاً للتمزق أو الانفجار بسهولة بمجرد نهوضه عن كرسيه بشكل أسرع من المعتاد.

وقال “بيتارغيل”: “إن أكثر من 15 ألف شخص يموتون كل عام بسبب تمزق الشريان الأبهري البطني، ويبلغ معدل انتشار هذه الاصابة 4٪ إلى 8٪ عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عامًا”. مضيفًا أن الرجال معرضون لخطر الإصابة بأربعة أو ستة أضعاف من النساء .

وحذّر الجراح من أنه “يجب استئصال أي ورم دموي إذا بلغ قطره أكثر من ستة سنتيمترات” وكلما زاد ارتفاعه كلما زاد خطر حدوث تمزق أو موت.

وقال إن الورم الدموي عند “أوزكايا” نادر الحدوث، لأن مثل هذه الأورام الشريانية التي يزيد قطرها عن 10 سنتيمترات، عادة ما تنفجر أو تتمزق، مما يؤدي إلى الوفاة قبل فترة طويلة من بلوغ هذه النسب.

يذكر أنه في عام 2013، صنفت مراكز العلاج الطبية مرض الإصابة بأم الدم الأبهرية، على أنه السبب الرئيسي الخامس عشر للوفاة في الولايات المتحدة، بين البالغين من 60 إلى 64 عامًا.

 

 

 

.

المصدر/ديلي الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.