محللون أتراك: هذا ما يمكن فهمه من سوتشي

علّق محللون أتراك، الأربعاء، على اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، مشيرين إلى أن الجديد هذه المرة دخول رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى المعادلة طرفا ثالثا فعّالا.

وقال الكاتب التركي، سيدات إرجين، في مقال له على صحيفة “حرييت”،  إنه على الرغم من أن قمم الزعيمين الروسي والتركي، شكلت انعطافة بالأزمة السورية، إلا أن قمة سوتشي أمس أضفت عنصرا جديدا، بإدخال نظام الأسد بقوة مع المتغيرات.

وسبق أن أكد كلا الطرفين التركي والروسي على أهمية اتفاقية أضنة بين أنقرة ودمشق، وأن تسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.

ويتخوف معارضون للأسد، من عودة الاتصال بين أنقرة ودمشق.

وفي تقييمه لاتفاق سوتشي، أشار الكاتب التركي إرجين إلى أن روسيا دعمت الاتفاق الأمريكي التركي، بإنشاء منطقة آمنة لعمق 32 كيلومترا مربعا، على طول 120 كيلومترا، تشمل رأس العين وتل أبيض، حيث كانت تطالب بسيطرة النظام السوري على الحدود، ليتحمل مسؤولية حمايتها، وهذا يشكل خطوة للوراء من الرئيس بوتين.

 

تركيا حصلت أكثر مما تريده

وحول مساحة المنطقة الآمنة، أوضح أن تركيا كانت تهدف لإنشاء منطقة آمنة حتى الحدود العراقية بعرض يصل إلى 440 كيلومترا، إلا أنه في هذه المرحلة، سيقتصر على عرض 120 كيلومترا، ولكنها قد حققت غرضها من خلال تسيير دوريات مشتركة مع روسيا حتى عمق 10 كيلومترات مربعة، خارج نطاق عملية “نبع السلام”.

ورأى الكاتب أن تركيا تمكنت من تحقيق أحد أهم أهدافها الاستراتيجية، المتمثل بإزالة الوحدات الكردية المسلحة، ففي اتفاق الـ120 ساعة، كان القرار إزالة تلك الوحدات المسلحة حتى عمق 30 كيلومترا مربعا، في نطاق رأس العين وتل أبيض.

إلا أن اتفاق الـ150 ساعة، يوجب عليها الانسحاب حتى في الـ320 كيلومترا المربعة المتبقية من الحدود السورية التركية، ولن يقتصر الأمر فقط على شرقي الفرات، بل يمتد ذلك لمناطق الغرب من درع الفرات وعفرين وتل رفعت ومنبج.

وأشار الكاتب إلى أن أحد أهم جوانب الاتفاق، أن أردوغان وبوتين اتفقا على تولي الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري مهمة إزالة الوحدات الكردية المسلحة من الحدود، وهذا يعني أن نظام الأسد سيكون له دور كبير بالتعاون مع روسيا، وعليه فإن هيمنة النظام ستعود على حوالي 320 كيلومترا مربعة من الحدود، كما أنه ستكون هناك نقاط عسكرية للقوات التركية والنظام قريبة جدا من بعضها.

ونوّه الكاتب إلى حديث الرئيس الروسي، عن الحاجة إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، الذي قال فيه، إن “تركيا وسوريا ستحققان سويا الاستقرار والسلام في المنطقة، وهذا من غير الممكن تحقيقه من دون الاحترام المتبادل”.

تطبيع بين دمشق وأنقرة

وتابع الكاتب بأن روسيا تتطلع لتطبيع العلاقات السورية التركية، كما أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يفسح المجال أمام التعاون المباشر وغير المباشر بين تركيا ونظام الأسد، حيث إن التقاء الطرفين لهدف إخراج الوحدات الكردية المسلحة، حتى مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية، يعد هاما للغاية، ومن الممكن القول إن كل الطرق تسير نحو التطبيع بين أنقرة ودمشق.

ولفت إلى أن تركيا ستكون “الجسر” بين دمشق وأنقرة لمراجعة اتفاق أضنة، كما أن الحوار بينهما، سيكون عبر آلية تعاون ثلاثية مشتركة.

عصر جديد بسوريا

 
بدوره، قال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إن اتفاق سوتشي، أنشأ أسسا للعصر الجديد في سوريا، لافتا إلى أن الـ150 ساعة، ستنتهي بالتزامن مع ذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وأضاف في مقال له على صحيفة “حرييت”، أن سوريا تنتقل لمرحلة تاريخية بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية، لافتا إلى أن اتفاق سوتشي، يسمع في صداه خطوات “التطبيع” بين أنقرة ودمشق.

واستنتج الكاتب التركي، من تصريحات بوتين أن “ظل الأسد وروح الأكراد كانتا تحلقان في قاعة سوتشي”، موضحا أن بوتين يلوح بيده ورقة الأكراد بعد الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الرئيس التركي، بعملية “نبع السلام”، ساهم بشكل كبير نحو الدفع بالملف السوري، بتدمير مشروع انفصالي كانت تسعى إليه الوحدات الكردية المسلحة بأيام قليلة.

وحول منطقة قامشلي، لفت الكاتب إلى أن هناك التباسا حولها، ومن الواضح أن تشكل وضعا خاصا بخصوص المدينة بطلب من موسكو، إلا أن تصريح الرئاسة التركية أزال ذلك الالتباس، بأن الدوريات الروسية التركية على الخط بعمق 10 كيلومترات يشمل المنطقة الممتدة من محيط القامشلي حتى الحدود العراقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.