أنباء عن اعتزام روسيا استئجار مطار القامشلي

كشفت مجلة الطيران الروسية “آفيا برو”، أن موسكو بصدد دراسة استئجار مطار القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، لمدة 49 عاما.

يأتي ذلك، بعد أيام قليلة، على سيطرة القوات الروسية على منتجع “النادي الزراعي” القريب من المطار، لاتخاذه مقرا لقواتها هناك.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد تحدث قبل أيام قليلة، عن نية النظام السوري تأجير مطار القامشلي إلى القوات الروسية لتتخذه مقرا لها لمدة 49 عاما، على غرار ما حدث في قاعدة حميميم في الساحل السوري.

وليست الخطوة ذاتها، هي التي أثارت استغراب المراقبين، بل قرب مطار القامشلي من قواعد أمريكية في المنطقة ذاتها، وكذلك قربه من الشريط الحدودي التركي، وهو ما طرح تساؤلات عن أهداف روسيا من السيطرة على هذا المطار.


إحكام السيطرة

الباحث بالشأن الاقتصادي السوري يونس الكريم، ذكر أن لروسيا أهدافا عدة من وراء السيطرة على مطار القامشلي الدولي، أبرزها إحكام سيطرتها اقتصاديا وسياسيا على منطقة شمال شرق سوريا، المنطقة الغنية بالنفط والحبوب، وهي الثروات التي تحتاجها روسيا لتفعيل استثماراتها في سوريا، أي ميناء طرطوس، وكذلك المطاحن.

وقال الكريم  إن “تدهور شبكة الطرق السورية الواصلة بين الشرق والغرب بسبب الحرب، وكذلك وجود بقايا تنظيم الدولة في مقاطع من الطرق البرية، ووجود العديد من المليشيات غير المنضبطة، تجعل للمطارات أهمية كبيرة في التنقل بين الجغرافيا السورية”.

أما على الصعيد السياسي، وفق الكريم، فإن قرب المطار من العراق وتركيا وكذلك من القواعد الأمريكية، يجعل منه محطة حيوية لروسيا، التي تتطلع إلى بقاء طويل في سوريا.


هل سيوافق النظام السوري؟

ومجيبا على هذا التساؤل، قال الكريم: للآن لم يصدر أي تأكيد رسمي من روسيا أو من النظام لهذه الأنباء، غير أن الأخير لن يتنازل بهذه السهولة عن المطار، وخصوصا أن المطار كان ولا زال صلة وصل الأسد بالمنطقة الشرقية.

وأضاف أن خصوصية القامشلي من الناحية الدينية، ووجود المكون المسيحي فيها، تجعل النظام السوري متمسكا بالسيطرة على هذا المطار، لتصوير نفسه على أنه الطرف الحامي للأقليات السورية.

ماذا عن القواعد الأمريكية؟

من جانب آخر، استبعد الكريم أن يكون هناك حسابات روسية متعلقة بالصراع على النفوذ مع الولايات المتحدة أو مع تركيا، وراء السيطرة على المطار، “وقال ليست موسكو بوارد الدخول في صراع مع واشنطن وأنقرة، وإنما هي تستفيد من ذلك، كضامن للنظام السوري، ومنعا لحدوث اشتباك”.
واستدرك بالقول: “لكن هذا لا يعني أن لروسيا مصلحة في إظهار نفسها لاعبا في ملفات ذات بعد إقليمي”.

ومشاطرا الكريم في الرأي، استبعد الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن تكون هذه الخطوة وجهة ضد الوجود الأمريكي أو التركي في المنطقة.

ولم يستبعد ، أن يكون ذلك من ضمن البنود المتفق عليها، ضمن مذكرة التفاهم التركية الروسية الأخيرة في سوتشي، مبينا أن “تركيا لا تعارض سيطرة روسيا على مطار القامشلي، نظرا للتحالف القوي فيما بينهما”.

كما أشار السعيد إلى استثناء اتفاق سوتشي، للقامشلي من تسيير دوريات مشتركة تركية روسية، وقال “إن القامشلي أساسا خارج نطاق عمل تركيا، ولذلك لا تمانع تركيا في وجود روسيا فيها، بدلا عن وجود النظام المترهل، أو وجود قسد التي تتهمها تركيا بالإرهاب”.

يذكر أن النظام السوري احتفظ بالسيطرة على مطار القامشلي، إلى جانب مربع أمني داخل مركز المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.