شاهد.. مسلسل سوري يسوق للمثلية الجنسية في السويد يثير جدلاً واسعاً

انسحب مدير التصوير والإضاءة من مسلسل “ليالي الشمال” احتجاجاً على مضمونه، ولأنه يتغاضى عن جرائم النظام ويحاول تشويه صورة اللاجئين السوريين وإظهارهم كأذلاء في بلاد اللجوء.

وقال المصور “سلمة عبود” في منشور على صفحته الشخصية في “فيسبوك” “ليس من ضمن صلاحياتي أن أتدخل في تغيير أو توجيه نص المسلسل لأنني لست الكاتب أو المنتج، لكن العمل يحمل في نصوصه رسائل تتعارض مع مبادئي وقناعاتي الشخصية”.

وعمل عبود مصوراً سينمائياً ومدير تصوير وإضاءة في العديد من الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة والمسلسلات التلفزيونية ونال جائزة أحسن تصوير وإضاءة لعدة أفلام قبل أن يلجأ إلى ألمانيا منذ سنوات، قالوروى عبدو ،أن مدير إدارة انتاج مسلسل “ليالي الشمال” “عماد الحلاق” تواصل معه وطلب منه الانضمام إلى فريق المسلسل وبدأ العمل في تصوير المسلسل بالفعل.

وأضاف محدثنا أنه سأل الحلاق عن توجه العمل سياسياً فكان جوابه مبهماً وطلب منه مدير الإنتاج أن  يحذف اسمه من العمل إذا كان فيه ما يعارض قناعاته ومبادئه وعلى هذا الأساس تم إكمال التصوير، وأردف محدثنا أن الهدف من الانضمام لهذا المسلسل هو دعم باكورة المسلسلات السورية التي يتم تصويرها في أوروبا وخصوصاً أن هذا المسلسل برمته يُصوّر هناك.

بعد تصوير عدد من المشاهد لمس عبدو –كما يقول- أن المسلسل يحمل نفساً معارضاً ولكن في الوقت نفسه لا يتحدث عن مسؤولية النظام فيما جرى ويجري في سوريا وتابع المصور الشاب أن المسلسل استبعد الحديث عن فساد نظام الأسد وركز على فساد المعارضة وانتقاد رموز المعارضة سواء السياسيين منهم أو الإعلاميين أو حتى الرموز الدينية وهذا ما جعله–أي عبدو- ينفر من المسلسل وينسحب من تصويره وهذا الإنسحاب-حسب قوله- لا يعني أن من استمر في العمل سيئين  ويقفون مع النظام وخصوصاً من اللاجئين، لكن لكل منهم خياراته واعتباراته، وربما لم تتوضح صورة المسلسل لهم بعد.

ولفت المصدر إلى أن هناك أسباباً أخرى دفعته للانسحاب من تصوير المسلسل وهي تضمينه شتائم دينية للخالق ولسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل سافر، مضيفاً أن لكل إنسان مبادئه وطريقة حياته ولا يمكن فرضهما على غيره ولكنه وجد نفسه في عمل فني لا يحترم الدين الإسلامي رغم أن أكثرية المشاركين فيه مسلمون ففضل الانسحاب.

ويتحدث مسلسل “ليالي الشمال” الذي تم تصويره في مراكز لجوء في كل من السويد وبيروت عن حال اللاجئين، مظهراً الشباب السوريين منتمين سابقين لمنظمات كجبهة النصرة وتنظيم الدولة، ويلعبون على الحكومة الألمانية وأنهم أشخاص متزمتون يضربون زوجاتهم باستمرار، ويتضمن المسلسل-بحسب عبدو- قصة فتاتين سحاقيتين إحداهما سويدية والأخرى سورية وهذا أحد الأسباب التي دعته لترك العمل فيه لأن فيه تهوين للرذيلة، واستدرك أنه لا يعاني من مشكلة مع المثليين فكل شخص حر في أسلوب وطريقة حياته ولكنه لم يرغب بأن يكون ضمن مشروع يشوه صورة اللاجئين السوريين ويسوق للشاذين ويكون وسيلة لتهوين الرذيلة.

وحول تفسيره لكثافة الأعمال الفنية التي تحاول تلميع صورة النظام وتبرئته من الجرائم التي يرتكبها بحق السوريين أشار عبود إلى أن الدراما والأفلام هي أحد وسائل  كتابة التاريخ في الوقت الحاضر، ويمكن أن تكون بمتناول كل العالم أسهل بكثير من الكتب مثلاً أو الأخبار والفيديوهات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وخير مثال مسلسل “أخوة التراب” الذي يتحدث عن الحقبة العثمانية أو مسلسل “التغريبة الفلسطينية” الذي يتناول شتات الفلسطينيين.

ونوّه محدثنا إلى أن النظام لايزال يمتلك أدوات صناعة التاريخ أي ما يتعلق منها بالأفلام والمسلسلات ولديه السواد الأعظم من المخرجين والممثلين والفنيين وحتى وسائل التسويق والقنوات الفضائية التي يمكن أن تشتري أعماله وتعرضها وهي بالعشرات بينما لم تستطع المعارضة أن تنتج عملاً سينمائياً أو درامياً هاماً خلال 9 سنوات من تاريخ الثورة للأسف.

ودعا عبود أصحاب القرار في المعارضة السورية إلى الاهتمام بفكرة الإنتاج السينمائي والدرامي لأن أهميته بأهمية مراكز التوثيق التي توثق ما يجري في ظل طمس الحقائق والتدليس الذي يمارسه النظام جهاراً  نهاراً.

.

المصدر/ وطن

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.