تنامي دور المرأة التركية في اقتصادات المستقبل القوية والمستدامة

تشهد معظم دول العالم حالة من عدم التكافؤ بين الجنسين، خصوصاً فيما يتعلق بإدارة الأعمال وتولي المناصب الادارية الرفيعة، الأمر الذي من شأنه التأثير سلباً على النمو الاقتصادي وأهداف الاستدامة التي تسعى لها الدول والمؤسسات. ويعتبر تمكين المرأة من الناحية التعليمية والعملية الحل الأسرع للنهوض بالاقتصاد وجعله قوياً ومستداماً.

وقد التقت صحيفة ديلي صباح مع رئيسة شركة “هيبسي بورادا” للتجارة الإلكترونية الأكثر شهرةً في تركيا، “خانزاده دوغان بوينر”، وتحدثت معها حول دور المرأة التركية في دفع عجلة الاقتصاد في البلاد.

وخلال اللقاء أوضحت “بوينر” أن العالم اليوم معني أكثر من أي وقت مضى بخلق اقتصادات أقوى وأكثر استدامة في المستقبل. وأن الدول سواء كانت متقدمة أو نامية لا تزال تكافح من أجل توفير ظروف ملائمة لمزيد من إشراك المرأة. وأوضحت “بوينر” أن عدم المساواة بين الجنسين لا يزال يسود قطاعي الأعمال والسياسة في معظم دول العالم، ولا تزال المرأة تأخذ أدواراً أقل بكثير من الرجل في عمليات صنع القرار. وأشارت إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي توقع في تقرير حديث عن المساواة بين الجنسين، أن تحقيق المساواة الكاملة في المشاركة الاقتصادية سيحتاج إلى 257 سنة حتى يتم سد الفجوة بين الرجال والنساء بينما يحتاج الأمر في قطاع السياسية إلى 95 عاماً. وأبرز التقرير انخفاض عدد النساء في المناصب الإدارية، وضعف أجورهن، وتراجع نسبهن في القوى العاملة.

وحول التحديات التي تواجهها المرأة التركية أثناء مشاركتها في القوى العاملة، شددت “بوينر” على أن النساء يواجهن عوائق تعليمية أو ثقافية تحول دون انخراطهن في العمل، بالإضافة إلى قضايا تتراوح بين مسؤوليات رعاية الأطفال والمسنين وتأثير العادات الاجتماعية التي لا تشجع النساء عموماً على العمل.

وفي محاولة للتأكيد على التأثيرات الأوسع للتمكين الاقتصادي للمرأة، قالت “بوينر”: “من المهم أن يدرك الناس أن دعم التمكين الاقتصادي للمرأة ليس مفيداً لها فحسب، بل هو مفيد للعائلات وجيد للاقتصاد أيضاً”.

وتحدثت “بوينر” من تجربتها الخاصة في شركة “هيبسي بورادا” قائلةً: “إن الأدلة تجعل من عمل النساء ضرورةً اقتصاديةً واضحةً ترتبط بالأداء والابتكار والنمو، كما يجلب عمل النساء قيمة مضافةً فريدةً وهامة. وهكذا، فإن مساهمة المرأة في مواجهة الاقتصاد العالمي سريع التغير، أمر بالغ الأهمية”.

وبدافع من اعتقادها القوي بضرورة إشراك المزيد من النساء في قطاع العمل وتسهيل التمكين الاقتصادي للمرأة، قادت “بوينر” عدداً من المبادرات في شركتها، التي يتم استخدامها كمنصة لتمكين المزيد من النساء من الحصول على الاستقلال الاقتصادي. ووفقاً لهذا المبدأ، أطلقت “هيبسي بورادا” برنامج التمكين التكنولوجي للنساء صاحبات المشاريع في عام 2017.

وقالت “بوينر”:”للاستفادة من القوة الرقمية والتكنولوجية لشركتنا في تطوير دور المرأة في الاقتصاد التركي، وفّر برنامج التمكين التكنولوجي للمشاركات، فرصةً لفتح متاجر افتراضية مجاناً بالإضافة إلى تلقي مجموعة من المزايا، بما في ذلك إسقاط ما يصل إلى 75% من رسوم العمولات، وتوفير شحن مجاني للبضائع لمدة ستة أشهر، ووضع لافتات إعلانية ثابتة على موقعنا الإلكتروني من أجل الحصول على ضوح أكبر للإعلان، والاستخدام المجاني لاستوديوهات الشركة لالتقاط صور المنتجات، ودعم العمليات والتسويق، والتدريب على التجارة الإلكترونية في الموقع، وتوفير خط ساخن لخدمة العملاء للحصول على المساعدة”. كما يسمح البرنامج للمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التي تدعم النساء بالتسجيل في الموقع والحصول على نفس المزايا التي تحصل عليها منظِّمات المشاريع.

وتحدثت “بوينر” عن النتائج الملموسة للبرنامج، حيث وصل برنامج التمكين التكنولوجي خلال فترة ثلاث سنوات، إلى أكثر من 5000 سيدة أعمال من 72 مدينة في جميع أنحاء تركيا. وأضافت: “واحد وعشرون في المئة من إجمالي قاعدة التجار لدينا تتكون من سيدات أعمال الآن”.

وأشارت إلى أن العديد من النساء بدأن بالانضمام أيضاً إلى “نموذج التصدير الإلكتروني السهل”، الذي أطلقته “هيبسي بورادا” مؤخراً وبالتالي أصبح لديهن الفرصة لتصدير سلعهن في جميع أنحاء العالم دون أية خبرة سابقة في التصدير.

هذا وستقوم “بوينر” بالتحدث أمام لجنة الأعمال خلال الاجتماعات السنوية الخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي، حول “إنشاء معايير مشتركة للتميز الاجتماعي”. وستكشف عن نتائج برنامج التمكين التكنولوجي الذي أطلقته شركتها وكيف أحدث فرقاً في حياة النساء التركيات مع خلق قيمة للاقتصاد التركي، وستركز “بوينر” أيضاً على الفوائد الهائلة التي يمكن أن توفرها المنصات الرقمية للأشخاص والشركات والاقتصادات، عند توظيفهم النساء والرجال على حد سواء وفق معايير المسؤولية والشمولية.

 

.

المصدر/ dailysabah

تعليق 1
  1. منتظر الحلي يقول

    مرحبا انا من العراق واحب اشارك في المؤتمرات التركي. هذا ولكم جزيل الشكر. الامتنان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.