كاتب تركي: هذه أولوية أوروبا في ليبيا عبر قمة برلين

تناول كاتب تركي، الثلاثاء، قمة برلين التي عقدت الأحد الماضي، بشأن الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن الغرض الأوروبي من القمة تجلى بأطماع كشفتها نتائجها.

وقال الكاتب التركي، اتشيتينار اتشيتين، في مقال له على صحيفة “خبر ترك“،  إنه من الصعب التفاؤل بمخرجات قمة برلين لأنها انتهت إلى “غموض بناء” باللغة الدبلوماسية، وسنرى بمرور الوقت أنه لا يمكن ترجمة القرارات المتخذة على الطاولة في الميدان.

وأضاف أنه بالنظر إلى الإعلان الختامي لمؤتمر برلين المكون من ست صفحات، نلحظ أن القضية الوحيدة التي تم الإجماع عليها هي حماية النفط الليبي.

وأوضح، أنه بالوقت الذي لم يتمكن المشاركون من الجمع بين أطراف النزاع، اتفقوا على “التوزيع العادل والشفاف لعائدات النفط”، ودعوا جميع الأطراف إلى “التوقف عن مهاجمة المنشآت النفطية”.

وتابع، بأن هذه المسألة ذات الأولوية بالنسبة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي تلبي 40 بالمئة من احتياجاتها النفطية من ليبيا.

وأكد على أنه لا يمكن تجاهل “النفاق المبطن” الأوروبي حول إحلال السلام في ليبيا، ومحاولة الدول الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة من روسيا، في تأمين نفسها من خلال البحث عن مصادر أخرى.

ولفت إلى أنه مع بدء انعقاد مؤتمر برلين للتأثير عليها، بدأت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بإغلاق حقول النفط الرئيسية بالبلاد، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج اليومي من 1.2 مليون برميل إلى 72 ألف برميل، وقد كان ذلك “ورقة رابحة” في يد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال القمة.

وأشار إلى أن المشاركين بالمؤتمر اتفقوا على عدة عمليات موازية لحل الأزمة، وقرروا إنشاء لجنة عسكرية تتألف من المسؤولين العسكريين من طرفي الصراع، للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع آليات لذلك.

وأضاف أنه لا يبدون من الممكن القدرة على الإشراف على ذلك في خطب جبهة بطول 1350 كم، متسائلا بالوقت ذاته أنه “على أي أساس سيتم اختيار اللجنة العسكرية من الطرفين في ظل وجود 19 وحدة عسكرية من ضمنها وحدات حفتر في البلاد؟”.

ولفت غلى أنه على الرغم من توجيه الأمين العام للأمم المتحدة دعوة للدول بالالتزام بالقرار الأممي بحظر ارسال الأسلحة إلى ليبيا، فإنه لم يوجه حتى الآن أي تحذير لمصر والسعودية والإمارات بسبب دعمها لحفتر، وللمجموعات السلفية هناك.

وأضاف أن تحويل الأزمة الليبية إلى مجلس الأمن ليس لصالح تركيا، محذرا بالوقت ذاته من الضغط الفرنسي، مشيرا إلى تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن باريس قد تستخدم مزايا عضويتها في مجلس الأمن بشأن الأزمة الليبية.
وأشار إلى أنه بالوقت الذي بدأت فرنسا لعبتها في ليبيا، “فتحت تركيا حوارا مع نحو 41 قبيلة من أصل 46 قبيلة”.

ولفت الكاتب إلى أن أوروبا لم تبد أي اهتمام بالملف الليبي منذ عام 2014 وطرح مسألة الوجود العسكري، ومع دخول تركيا وروسيا على خط الأزمة ليصبحا الطرفين الأكثر فاعلية هناك.

وأكد على أن تركيا وروسيا أحرجا الدبلوماسية الأوروبية في ليبيا، البلد التي تعد ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأوروبا من حيث الطاقة والهجرة غير الشرعية والامن ومكافحة الإرهاب.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.