بعد أن تجاوزها لفترة.. ماذا يخبئ كورونا لتركيا؟

بعد غياب عن الدول التي تفشى فيها فيروس كورونا، بدا الفيروس كأنه ينتشر بسرعة كبيرة منذ أسبوع في تركيا بالنظر إلى معدلات الزيادة اليومية في الإصابات والوفيات.

 فخلال آخر 48 ساعة تم إجراء 14935 فحصاً وتسجيل 3773 إصابة جديدة بنسبة مرتفعة جدا تزيد على %25، وبذلك يرتفع إجمالي عدد المصابين إلى 7402، بينما بلغ عدد الوفيات 108 حتى اللحظة.

نسبة الإصابة إلى الفحوصات

19 مارس/آذار 8.48%

20 مارس/آذار 8.5%

20 مارس/آذار 9.3%

23 مارس/آذار 7.97%

24 مارس/آذار 8.67%

25 مارس/آذار 11.4%

26 مارس/آذار 16.41%

27 مارس/آذار 27.46%

28 مارس/ آذار 22.37% .. إلخ

فما أسباب هذه الزيادة السريعة؟ وماذا عن الواقع الصحي التركي؟

النسبة المرتفعة في أعداد المصابين دفعت أنقرة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي تقييد الرحلات والحركة بين المدن التركية، ووقف الرحلات الخارجية، ومنح ولاة المدن صلاحية اتخاذ القرارات والإجراءات المطلوبة، وتقليل أعداد العاملين في القطاع الخاص إلى أدنى حد ممكن، وإغلاق المنتزهات والساحل.

إجراءات وقائية


وفي هذا السياق، ذكر المستشار السابق لوزير الصحة التركي واستشاري الأمراض الباطنية عبد اللطيف فاسلي “أن تركيا منذ البداية كانت تعرف أنه لا مفر من انتشار الفيروس وارتفاع عدد الإصابات والوفيات، فهي ليست بمعزل عن الدول الكبرى التي ضربها الوباء”.

وقال فاسلي  “كانت نسبة الإصابات وعدد الوفيات في تركيا أقل من معظم الدول بسبب الإجراءات التي اتخذتها الدولة منذ الوهلة الأولى لانتشار الوباء في الصين من تخفيف الرحلات الجوية، ونصب الكاميرا الحرارية في المطارات وتطبيق سياسة الحجر الصحي للقادمين من الخارج، إضافة لالتزام الشعب بالتعليمات والإرشادات الصادرة من المؤسسات الرسمية”.

وربط المستشار السابق لوزير الصحة التركي الزيادة السريعة في نسبة الإصابات بالفيروس مؤخرا “بالزيادة الكبيرة في عدد الفحوصات الطبية للأشخاص المشتبه بهم، وكذلك ازدياد نسبة الوعي بطبيعة أعراض المرض التي تدفع الناس الذين يشعرون بالأعراض لطلب إجراء الفحص”.

ولفت إلى أن تركيا استوردت مليون جهاز فحص سريع يعطي النتيجة بعد 15 دقيقة فقط ويستخدمه الآن كل المؤسسات الصحية بالبلاد لفحص أكبر عدد ممكن للحد من انتشار الوباء.

وأشار فاسلي إلى أن تضاعف عدد المصابين اليومي لا يعني ضعف الإجراءات التي تتخذها الدولة للحد من انتشار المرض، معتبرا هذا مؤشرا على أن تركيا تحاول الوصول إلى عدد أكبر من المشتبه بإصابتهم بالفيروس وإجراء الفحوصات اللازمة عليهم لحصرهم وعلاجهم وحماية الآخرين من العدوى.

أما بالنسبة للواقع الصحي في تركيا، فأكد المستشار السابق لوزير الصحة أن تركيا قبل انتشار هذا الوباء بسنين حققت تقدما كبيرا في المجال الصحي، انطلاقا من النظام الصحي المعمم في كل المراكز الصحية بكل المحافظات والمدن والقرى وانتهاء بإنشاء المدن الصحية وآخرها المدينة الصحية في أنقرة التي تحوي أربعة آلاف سرير.

وزاد فاسلي “الأطر الطبية جاهزة كما وكيفا، خاصة أن عدد غرف وأسرة العناية المركزة في تركيا هو الأكبر في أوروبا، وفي الوقت الذي تجهز فيه الدول الأوربية وأميركا الأماكن العامة لاستقبال المصابين بالوباء، فإن تركيا ما زالت قدرتها الاستيعابية في المستشفيات الحكومية مفتوحة أمام المصابين ولديها متسع لعدد كبير من الحالات المحتملة، علما أن المستشفيات الخاصة التي لم تبدأ في استقبال المصابين بالمرض في انتظار التعليمات من المسؤولين”.

إصابات غير مكتشفة


من جهته، قال طبيب المخ والأعصاب والأوبئة في مستشفى كورو بأنقرة باسل ترزي  إن “انتشار مرض فيروس كورونا في تركيا دخل هذا الأسبوع في مرحلة الصعود ثم سينتقل لمرحلة الهبوط، لكن كلما كان عدد الأشخاص المعرضين للعدوى أقل كانت درجة الصعود أقل عدديا وأقصر زمنيا”.

ورجح الطبيب ترزي احتمال وجود نسبة أكبر من المصابين لم تجر لهم الفحوصات بعد النظر إلى عدد المصابين الحالي الآخذ بالصعود، في ظل إجراء الفحص للمشتبه بإصابتهم فقط وليس لعموم المواطنين.

وأشار إلى أن نسبة الوفيات من المصابين ما زالت في الحد الطبيعي عالميا، أي لا تتجاوز 2%، مع مراعاة أن العدد الأكبر من المتوفين هم من المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.

ووصف طبيب المخ والأعصاب والأوبئة عدد الفحوصات اليومية بالقليل، رغم بذل الحكومة جهودا مضاعفة لاحتواء الأزمة من خلال تحويل مستشفيات كبيرة لمراكز للمصابين بالفيروس والاستعانة بأكبر عدد من الكادر الطبي.

وأكد أن الوضع الصحي في تركيا حاليا تحت السيطرة، خاصة أن الدولة لم تستخدم كل إمكانياتها المتاحة بعد، ولم تصل إلى حالة الطوارئ، لكن في المستقبل ستحتاج لرفع درجة الطوارئ والاستنفار العام في القطاع الصحي.

وينصح الطبيب ترزي المواطنين والمقيمين في تركيا بالالتزام بالحجر المنزلي، ومراجعة المراكز الصحية في حال الشعور بأعراض مشابهة للإصابة بالفيروس.

المصدر  / الجزيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.