“مسجد أونلاين”.. مصريون بتركيا يقيمون شعائر رمضان افتراضيا

قام عدد من الشباب المصري في دولة تركيا بتدشين منصة إلكترونية لمحاولة إحياء بعض شعائر شهر رمضان الكريم في ظل إغلاق المساجد، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وذلك عبر استضافة بعض العلماء والمشايخ من خلال تطبيق زوم (Zoom).

ووضع الشباب المصري برنامجا يوميا للعبادات والشعائر الجماعية التي يقومون بإحيائها “افتراضيا” في شهر رمضان.

ومن بين تلك الشعائر: خاطرة الفجر، وأذكار الصباح، ودرس العلم، وأذكار المساء والدعاء، وكلمة التراويح، بالإضافة إلى خطبة يوم الجمعة.

وضمّ فريق الشباب المصري القائم على فكرة “مسجد أونلاين” كل من: أسامة عصام، وأحمد رمضان، وبلال محمد، ومحمود شاهين، وعبد الله جميل.

من جهته، قال الشاب المصري أحمد رمضان إن الفكرة بدأت قبل أيام بينه وبين مجموعة من زملائه المقيمون جميعا بمجمع “برستيج بارك” في منطقة اسنيورت بمدينة إسطنبول التركية، حيث رأوا أنه ينبغي عليهم محاولة إحياء شعائر شهر رمضان في ضوء الواقع الجديد، وتجاوز عقبة إغلاق المساجد الأمر الذي حال دون إقبالهم على المساجد، ومنعهم من أداء صلاة الجماعة، وإقامة الشعائر، مثلما اعتادوا في كل عام.

وأضاف،  أن “الفكرة بدأت عبر استضافة أحد دعاة مجمع (برستيج بارك) من خلال تطبيق زووم (Zoom)، وحدّدنا معه المواعيد والشعائر التي نأمل إحيائها، ثم قمنا بإرسال الرابط لأصدقائنا وزملائنا داخل المجمع، ووجدنا تفاعلا وحضورا ملموسا الأمر الذي جعلنا نعمل على تطوير الفكرة، واقترحنا استضافة علماء ودعاة بارزين دون أن نقتصر على دعاة المجمع السكني الخاص بنا فقط، فرحب الجميع بالمقترح، وكان التحدي هو موافقة الدعاة والعلماء البارزين”.

 

“دعاة بارزون”

 

وأردف رمضان: “على الفور تواصلت مع مجموعة من الدعاة المعروفين قبل بدء شهر رمضان بيوم واحد، وفوجئت بترحابهم وموافقتهم السريعة على الفكرة التي شكرونا عليها كثيرا، وكنّا سعداء للغاية بتلك الموافقة”، منوها إلى أنهم بدأوا بالفعل مع الدعاة المعروفين منذ أول يوم في شهر رمضان.

ومن بين العلماء الذي نجحوا في الاتفاق معهم: الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، والداعية المصري عمر عبد الكافي، والداعية السوري راتب النابلسي، وشيخ عموم المقارئ المصرية السابق أحمد عيسى حسن المعصراوي، والداعية محمد عبد المقصود، والداعية المعروفة أبو إسحاق الحويني، ونائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب، والداعية المصري نشأت أحمد، والداعية والخبير التربوي خالد حمدي، والمقرئ والداعية الإسلامي حسن صالح، والداعية شكري نور الدين، والأكاديمي والباحث الشرعي أكرم كساب، والداعية نجيب الظريف، والمنشد محمد عباس، والمنشد عصام فتحي، وآخرين.

ولفت الشاب المصري المُقيم بإسطنبول قبل نحو 4 أعوام، إلى أنهم حدّدوا مع كل داعية وعالم إسلامي يوما بعينه يقوم فيه بإحياء الشعائر التي اتفقوا عليها معه، وتتراوح مدة كل شعيرة في حدود نصف ساعة تقريبا، مُعبّرا عن سعادته الكبيرة في نجاحهم في استغلال الواقع الجديد وتحويله إلى فرصة عبر استخدام التكنولوجيا والتقنيات الافتراضية.

 

 

واستطرد قائلا: “كان هناك بعض الأصدقاء في المجمع السكني يقومون بمشاركة رابط دعوة محادثات الفيديو بتطبيق زووم مع مَن يعرفونهم خارج المجمع السكني، وكان الإقبال كبيرا جدا. ومن المعروف أن محادثات تطبيق زووم المجانية لا تتسع لأكثر من 100 شخص، ولذلك اضطررنا للاشتراكات المدفوعة في التطبيق، كي يتسع الحضور لـ 500 شخص، وبعضهم من دول خارج تركيا”.

كما أشار إلى أنهم بدأوا أمس الأحد بتسجيل بعض شعائر شهر رمضان التي يقوم الدعاة بإحيائها عبر تطبيق زووم الخاص بهم، وأنشأوا قناة على موقع اليوتيوب “مسجد أونلاين” يقومون بنشر مقاطع الفيديو عليها عقب الانتهاء من تسجيلها، فضلا عن أنهم أنشأوا جروب وصفحة على موقع الفيسبوك بعنوان “مسجد أونلاين – إسطنبول”، ويسعون حاليا إلى أن يكون هناك (بث مباشر) على الفيسبوك أيضا لتلك الشعائر. وكذلك هناك 5 مجموعات على تطبيق المحادثات الشهير “واتس آب”، وكل مجموعة تضم 250 شخصا.

 

وأشار رمضان إلى أن “فكرة نقل أداء الشعائر الإسلامية المعروفة، والتي يتميز بها شهر رمضان، إلى الإنترنت ليست بالجديدة، وقام بها بعض المسلمين في بعض البلدان المختلفة، إلا أن ما ميّز فكرة (مسجد أونلاين) هي النجاح في إحضار بعض العلماء والدعاة المعروفين، ما أدى لزيادة طلبات الإقبال على الحضور والمشاركة الافتراضية عبر الانترنت”.

بدوره، وصف الأكاديمي والباحث الشرعي أكرم كساب، في تصريح لـ”عربي21″، فكرة “مسجد أونلاين” بالفكرة الرائدة من شباب ناضج وواعي، لافتا إلى أنه سيلقي بعض الشعائر كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.