ماذا تعني سيطرة الجيش الليبي على قاعدة الوطية؟

تتجه الأنظار نحو قاعدة الوطية الجوية جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، مع بدء شن الجيش الليبي عملية واسعة للسيطرة عليها، وطرد قوات اللواء خليفة حفتر منها.

وللقاعدة التي تبعد حوالي 140 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس أهمية بالغة، بالنسبة لحسم المعارك التي يخوضها الجيش الليبي مع قوات حفتر في الغرب الليبي، ويعد السيطرة عليها مكسبا استراتيجيا جديدا لحكومة الوفاق، إذ تتمكن بذلك من إحكام قبضتها على كامل المنطقة الغربية، حال انتهت من السيطرة على مدينة ترهونة التي تعد آخر معاقل حفتر في الغرب الليبي.

وتمتد القاعدة على مساحة 50 كلم، وشكلت على مدار عام من الهجوم على طرابلس، نقطة تحشيد مهمة نحو جبهات القتال، فضلا عن كونها محور ارتكاز للعمليات والهجمات الجوية التي نفذتها طائرات داعمة لحفتر، وليس انتهاء باشرافها على الساحل الغربي بالكامل الذي يمتد من من غربي طرابلس مرورا بمدن صرمان وصبراته والعجيلات وزارة وحتى منطقة راس جدير الواقعة على الحدود التونسية في أقصى الغرب.

ودفع باتجاه شن الهجوم الثلاثاء، تمكن الجيش الليبي من السيطرة على ست مدن في الساحل الغربي، هي صرمان ومصراته والعجيلات، والجميل، ورقدالين، وزلطن، وما مثله ذلك من حرمان قوات حفتر المتركزة في القاعدة من الإشراف على أهم امتداد جغرافي لها على الساحل الغربي.

ومنذ سيطرته على الساحل الغربي، ضرب الجيش الليبي حصارا على القاعدة التي تتوسط منطقة جبلية وعرة، ومنع عنها الإمدادات فضلا عن تنفيذه ضربات جوية متواصلة على أكثر من شهر، وهو ما يرجح تسهيل مهمة السيطرة عليها.

وتعد القاعدة من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتضم مخازن أسلحة ومحطة وقود ومهبطا للطيران ومدينة سكنية وطائرات حربية.

وتتميز القاعدة بموقع إستراتيجي، حيث إن الطيران الحربي والمسير الذي يطير منها يغطي كامل المناطق الغربية لليبيا، وتعتبر القاعدة ملاذا لعناصر حفتر الفارين من جبهات القتال في منطقة الساحل الغربي.

ونفذ الجيش الليبي في 25 من آذار/ مارس الماضي هجوما مباغتا على القاعدة، تمكن خلاله من أسر عدد من الضباط التابعين لحفتر، إلى جانب مرتزقة آخرين، ولم يكن الهدف من الهجوم بسط السيطرة عليها في حينه، بل كان الهدف تحييدها ومنع الهجمات منها، إذ أن السيطرة عليها في ذلك الوقت قد يؤدي إلى ثغرات في صفوف الجيش الليبي الذي يقاتل على عدة جبهات في طرابلس، ما قد يؤدي إلى إحداث خلل في محاور القتال حول العاصمة. ولذلك اكتفى الجيش بتحييدها في تلك المرحلة.

ورغم ذلك، كان الهجوم على القاعدة كان أمر لا مفر منه، فمن ناحية، لعب عامل الوقت دورا مهما في منع إعادة ترتيب صفوف قوات حفتر بالمنطقة الغربية بعد الهزائم التي لحقت بها، واستغلال حالة التشتت في صفوفه، ومن ناحية كان الجيش يتطلع إلى استثمار المعنويات العالية التي تفشت في صفوف قواته مؤخرا، بفعل الانتصارات الأخيرة.

وكان الناطق باسم الجيش الليبي محمد قنونو، قال في تصريحات قبل أيام، إن قاعدة الوطية “تعد أخطر القواعد التي يستخدمها المتمردون في عدوانهم على العاصمة، وعملت الدول الداعمة لحفتر على أن تكون قاعدة إماراتية، على غرار قاعدة الخادم بالمرج (شرق)”.

وكشف أن “معظم الطائرات النفاثة والمسيرة أقلعت، في بداية العدوان على طرابلس، من هذه القاعدة، التي تحولت إلى غرفة عمليات رئيسية غربية لحفتر، بعد تحرير مدينة غريان”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.