بلومبيرغ: تركيا حققت نجاحات في ليبيا.. ولكن

قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، إن الدور التركي في ليبيا، قدّم بعض الأخبار السارة للرئيس رجب طيب أردوغان، ولكن التطورات المحلية قد تجعل من تواصل الدعم العسكري الخارجي أمرا صعبا.

 

وأضافت الوكالة الأمريكية، في تقرير ، أن التدخل كان أقرب شيء لنجاح سياسة أردوغان الخارجية التي اتبعها في السنوات الأخيرة، وبعد سلسلة من المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق الوطني في طرابلس اضطر اللواء المتقاعد خليفة حفتر متعللا بشهر رمضان لعرض هدنة.

 

وأكدت أن الفضل في كل هذا يعود بلا شك إلى أردوغان، فحكومة الوفاق كانت نهاية العام الماضي تعاني من مخاطر السقوط حتى هبت تركيا لنجدتها، بالوقت الذي سيطرت فيه قوات حفتر على معظم البلاد، مع أن حكومة فائز السراج ظلت الجهة التي يتعامل معها المجتمع الدولي، ولم تكن تسيطر إلا على العاصمة طرابلس وما يحيط بها.

 

وأشارت إلى أن المشهد بدا بأن سقوط العاصمة كان مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع، ولكن القوات التركية والدعم بالسلاح، والمقاتلين السوريين، سمحت لحكومة الوفاق بنقل المعركة إلى ساحة حفتر.

 

وأضافت أنه وفي تحول مثير لدورة الحرب أصبح المحاصرون محاصرين، ورفضت حكومة الوفاق عرض الهدنة. وكان التطور في مسار الأحداث وتغير الميزان مثيرا إن أخذنا بعين الاعتبار الدول والأطراف التي تدعم حفتر، مصر والإمارات اللتين قدمتا دعما جوهريا، فيما وفرت روسيا مرتزقة شركة واغنر.

 

ولفتت إلى أن النجاح في ليبيا، ذكر الأتراك بالوضع المتجمد في سوريا، كما أن تركيا ليست على حافة الإعلان عن النصر في ليبيا بعد، “وإذا كان هدف أردوغان إجبار حفتر على التفاوض مع السراح فهذا حلم في الصحراء، فقد أصبح السراج مدعوما بالمكاسب التي حققتها قواته، ولن يجبر حفتر على التفاوض إلا بعد تكبيده خسائر جديدة. وهذا يعني وقتا أطول” وفق وصفها.

 

وحذرت الوكالة من التدهور بالاقتصاد التركي، مشيرة إلى أنه قد يساهم في رفع الأصوات المعارضة المعبرة عن قلقها من مغامرة ليبيا، والكلفة التي تضعها على تركيا.

 

وقالت إن الرئيس التركي يتعرض للهجوم من أحزاب المعارضة، حول الطريقة التي عالج فيها الاقتصاد، وربما عول أردوغان على فرص الغاز والنفط التي سيحصل عليها من اتفاقه مع حكومة الوفاق الوطني، ولكنه لن يحصل على ثمار الاتفاق إلا بعد سنوات، هذا إذا استطاع تجاوز المعارضة الإسرائيلية والمصرية والأوروبية للتنقيب في مياه شرق المتوسط. ومثل هذا الحديث عن استفادة الشركات التركية من الفرص في ليبيا يعد سابقا لأوانه.

 

وأضافت أن الفيروس ترك أثره على الاقتصاد التركي، الذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط وفقدت الليرة التركية قيمتها أمام الدولار.

 

ورأت الوكالة الأمريكية، أن الفرص أمام الحكومة التركية لتقوية النشاط الاقتصادي محدودة في ظل معدلات الفائدة التي تصل إلى صفر، ومع انخفاض الاحتياطي الأجنبي، وعدم رغبة تركيا طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، فهي تحاول الصمود ومقايضة عملتها مع الاحتياطي الأمريكي والبنوك المركزية الأوروبية.

 

وأضافت أن حلفاء حفتر، خاصة السعودية والإمارات لن يسمحوا له بالسقوط، وسيوفرون له المساعدات حينما تسنح الفرصة لكي يعود للقتال من جديد.

 

وختمت الوكالة، بأن التنافس في ليبيا طويل ولم ينته بعد، ويمكن لأردوغان التمتع بثمار تدخل خارجي يمكن أن يعتبره نجاحا.

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.