احمد داوود اوغلو يهاجم اردوغان وحزب العدالة والتنمية

هاجم رئيس حزب “المستقبل” التركي المعارض (المؤسس حديثا)، أحمد داوود أوغلو، في لقاء مع صحيفة “اندبندنت عربية” حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، متهما إياه أنه “يعمل على إقصاء الآخر والدفع به خارج الحلبة من أجل تغيير قواعد اللعبة بطريقة غير ديمقراطية”.

وادعى داوود أوغلو أن “الأشخاص الذين كنا معهم يدا بيد قبل عدة سنوات، هم من يحاولون دفعنا إلى خارج الحلبة، لكن بشكل عام إن الذين يعبرون بجرأة عن أخطاء السلطة هم من رسموا شكل الفترة اللاحقة وليس المقتدرين”.

وتابع داوود أوغلو قائلا إن “أستاذنا الراحل أربكان دخل التاريخ بصفته الرجل المدافع، أخذت منه رئاسة الحكومة بعد عدد من العمليات المليئة بالمعاناة، لكن مَنْ حدد المرحلة اللاحقة هم الخارجون من ذلك الكادر، هذا هو الشيء الذي لا يعيه الرئيس (أردوغان) الآن أو نسيه، تم تجاهله هو نفسه (أردوغان) وقيل إنه لا يستطيع أن يصبح مختارا لحيّ، وأهين وعُمِل على تنحيته جانبا، والآن هو يحاول تطبيق الأساليب نفسها ضدنا”.

وزعم داوود أوغلو أنه “يرى أن مثل هذا الانقسام الآن وأن رؤية هذا الأمر مؤلم جدا، فالرئيس يهاجم حزب الشعب الجمهوري، لكن يبدو أن مهمة إهانتنا متروكة لـ (دولت باهتشالي) زعيم حزب الحركة القومية وبرينتشك (زعيم حزب الوطن)، هما بدورهما يهاجماننا.. وبهذه الطريقة يبدو الأمر كما لو أنه من الممكن دفع الأشخاص الذين حصلوا على مكانة في قلب الشعب خارج الحلبة، عندما تنظرون إلى هذا الماضي السياسي بأكمله، فإن أولئك الذين يصارعون من خلال تغيير قواعد اللعبة والدفع والعرقلة، والدفع خارج الحلبة كانوا هم الخاسرون دائماً، الذين يتعاملون بصبر في مواجهتهم ويواصلون طريقهم بغض النظر عن الوشايات من اليمين واليسار هم الذين فازوا، نحن مستمرون في طريقنا”.

وتابع أنه “كشخص قرأ فلسفة السياسة وتاريخها لا يستخدم جُملًا تنطوي على أحكام في موضوع القدر، ويتحاشى أن يتجاوز حدوده بالقول إننا منزّهون عن جميع الأخطاء وأصبحنا ملائكة، فجميع الناس ممتحنون، وسنمتحن أيضاً، ولقد عشنا امتحاناً في الماضي وربما نكون ارتكبنا أخطاء، لكن لعدم وجود انحراف حول المبادئ، لا يزال بإمكاننا أن نكون بين الشعب اليوم”.

واتهم داوود أوغلو حزب العدالة والتنمية أنه “يعاني من انقسامات داخلية، إضافة لعدم التزامه بوعوده”، قائلا “عندما أطلق الرئيس (أردوغان) مسيرته بدأها بالمبادئ الصحيحة.. على سبيل المثال مبدأ الفترات الثلاثة (لرئاسة الحزب)، ويضع الرئيس مبدأ الفترات الثلاثة من أجل نفسه، ولا معنى لتطبيقه على رؤساء فروع الحزب في المدن ما لم يطبق في الأعلى، وفي الحقيقة كانت الفترات الثلاثة للسيد الرئيس بتقدير إلهي قد انتهت عندما ترقّى إلى منصب أعلى أي رئيسا للجمهورية، لذلك كانت هناك ظروف مواتية لتطبيق هذا المبدأ”.

وادعى داوود أوغلو أن “لو تجذّر حزب العدالة والتنمية بأيدينا، وواصل طريقه، ولو بقي الرئيس في الأعلى بصفته رئيساً للجمهورية، ولم يتدخل في شؤون الحزب، ولو سلّمت أنا بعد فترتين هذه المهمة لواحد من رفاقي، ولو لم يحدث أي محسوبية وتمييز في أي من هذه العلاقات لكان حزب العدالة والتنمية تقليداً ينافس العصور”.

وتابع مدعيا أنة”هناك اتفاقاً ضمنياً بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ودوغو برينتشك، حيث يتخاصم الرئيس مع حزب الشعب الجمهوري من أجل الاحتفاظ بالشرائح المحافظة إلى جانبه، ويبدو أن مهمة مهاجمة حزب المستقبل لعرقلة ظهوره بديلاً، مُنحت لباهتشالي وبرينتشك”.

وقال داوود أوغلو “أنا أرى وأعلم أن أنصار حزب الحركة القومية صادقون، والناخبون الأكراد مخلصون يمنحون أصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطي، لأنهم لم يتمكنوا من رؤية أي بديل آخر، فهم يفهموننا ويحبوننا، وينظرون إلينا على أننا أمل، فعبارات باهتشالي وأصدقائه التي تصل إلى الإهانة لا علاقة لها بأعضاء حزب الحركة القومية، أينما نتقابل معهم يظهرون لنا المودة، وكذلك لا أعتقد أن انتقادات الأحزاب الأخرى تلقى قبولاً في القواعد الشعبية لتلك الأحزاب، الكل يعرف أننا أبناء هذه الأرض”.

ووصف داوود أوغلو أعضاء حزب العدالة والتمية بـ”الخاسرين”، وقال إن “حزبنا لم يأت ليتسبب بخسارة أحد، هم خاسرون بالفعل، وهل توقعون أن تنتظم الأمور في حزب العدالة والتنمية إن انزوينا وخنعت أصواتنا؟ إن كان العدالة والتنمية سيخسر فذلك بسبب أخطائه خرجنا عليه أم لا، وهل يأكل المرء إلا ما جنت يداه”.

وادعى أن “حزب العدالة والتنمية وزعيم زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت باهتشالي، ينظرون إلى الدولة بعين المصلحة الآنية، أما نحن فننظر بعين المعمار سنان باشا، وهو يتخيل جامع السليمية، ليكون كل شيء في مكانه المناسب”.

واتهم داوود أوغلو حزب العدالة والتممية بـ”الاستبدا”، وقال “إنهم نادمون الآن على عدم إنشائهم هيكلاً أكثر استبدادياً لا يترك للمعارضة هذا القدر من الحرية، إن ما يقومون به ليس إصلاحاً، إنما هو ترسيخ لمفهوم الدولة الاستبدادية الذي يجول في خلدهم، يراد تفصيل ثوب للبلاد، عبرت عن ذلك إلى الرئيس أردوغان في كانون الأول/ديسمبر 2016، حين قدمت إليه حزمة قانونية، وهذا الثوب المراد تفصيله ليس لأردوغان بالتأكيد، إنما لتركيا، فالنظام الاستبدادي الذي أخفقوا في تأسيسه خلال عملية الـ28 من شباط/فبراير يحاولون اليوم تأسيسه على نجاحات كواهل المضطهدين في العملية”.

يذكر أن حزب داوود أوغلو الجديد تشكل قبل أشهر في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية.

يشار إلى أنه في 13 من أيلول/سبتمبر 2019، أعلن داوود أوغلو استقالته من حزب العدالة والتنمية رسميا، وذلك بعد أسبوعين من قيام اللجنة التنفيذية في الحزب بإحالته و3 أعضاء آخرين إلى اللجنة التأديبية في الحزب، تمهيدا لاتخاذ قرار بفصلهم نهائيا.

تعليق 1
  1. فهمي حسن الزيدكي يقول

    فاشل اوغلو الايام التي ستأتي سيتم كشف ملفاتك التي تم طردك من منصب رئيس الوزراء وانت وعبدلله غول كنتم سبب تدمير سوريا وكل مأساة المنطقة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.