خطة “الجيش الأوروبي” وراء تصريحات ماكرون المعادية لتركيا

أدلت فرنسا بتصريحات مستفزة ضد تركيا وأثارت توترات في المنطقة، وذلك بعد تحقيق تركيا مكاسب عسكرية وسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا.

ويشار إلى أن فرقاطة تركية قد منعت في شرق البحر الأبيض المتوسط سفنًا حربية فرنسية كانت قد اعترضت سفينة شحن تركية متجهة إلى ليبيا.

وبدورها زعمت حكومة ماكرون أن تركيا تصرفت بعدوانية ضد سفنها الحربية ودعت حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى التحقيق بالحادثة المزعومة، لتقرر بعدها الانسحاب من مناورات حلف شمال الأطلسي بعد أن لم يتم دعم مزاعمها في التحقيق.

وحول التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط التي حدثت والتصريحات الفرنسية المستفزة ضد أنقرة بسبب التفوق العسكري والسياسي لتركيا، تحدث سنان أولغن، رئيس مركز بحوث السياسة الخارجية والاقتصاد (إي دي آي أم) والدبلوماسي السابق، إلى صحيفة يني شفق مشيرًا إلى أن هناك بعدين للتوتر الحالي بين فرنسا وتركيا .

فرنسا تعادي تركيا لسببين

وبدوره نوه أولغن أن تصريحات ماكرون السابقة، بأن حلف الشمال الأطلسي (الناتو) مات سريريًا، يعد جزءًا من المشروع السياسي الأوروبي الذي مفاده بأن أوروبا يجب ان تتمتع بحكم ذاتي استراتيجي مستقل عن الناتو.

وعلى صعيد آخر، أوضح أولغن أن هناك سببًا آخر للتوترات أيضًا وهو الصراع الشخصي بين ماكرون والرئيس أردوغان، مشيرًا إلى أن فرنسا منزعجة من السياسة الخارجية لتركيا والتي تعد الأكثر نشاطًا في المنطقة حيث أن فرنسا تدعم كل الكتل المعادية لتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ماكرون لديه خطة سياسية

وفي السياق ذاته، أشار أولغن إلى أن ماكرون صرح سابقًا بأن الولايات المتحدة الأمريكية شريك لا يمكن الاعتماد عليه، وبالتالي لا يمكنها أن تثق في الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتلبية الاحتياجات الأمنية للدول الأوروبية، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يتحمل المسؤولية ويزيد من قدراته الدفاعية وأن حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في حالة موت سريري .

وأوضح أولغن أن تصريحات ماكرون السابقة التي أدلى بها والرؤية السياسية في أوروبا التي تحدث عنها ما هي إلا لتحقيق حكم استقلالي استراتيجي مستقل عن الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي (الناتو).

ماكرون يستغل صراعه مع تركيا لتمرير مشروعه السياسي

وعلى صعيد آخر، أكد أولغن أن ماكرون ومشروعه السياسي لم يلق الدعم الكافي من الدول الأوروبية، وأشار إلى أن فرنسا لم تتمكن من جذب ألمانيا في هذه القضية، لذلك هو يستغل صراعه مع تركيا ويسيء استخدامه لإثبات أن رؤيته السياسية صحيحة.

.

المصدر/ Yeni Şafak

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.