خبير أمني: هجوم “الوطية” رسالة لتركيا.. تم بالتنسيق مع هذه الدول

أكد خبير أمني تركي، أن الهجوم الذي نفذ على قاعدة الوطية الجوية، حمل رسائل مباشرة لتركيا، لافتا إلى أنه لا يمكن للإمارات تنفيذ الهجوم دون تنسيق روسي وفرنسي، أو دون علم الولايات المتحدة.

 

وقال الجنرال التركي المتقاعد، نعيم باباور أوغلو، في حوار مع صحيفة “جمهورييت”، إن الهجوم الذي نفذ على قاعدة الوطية الجوية، التي تبعد حوالي 125 كم عن العاصمة طرابلس، وأدى لتدمير بعض الأنظمة الجوية، كان رسالة إلى تركيا بشكل واضح.

 

ما هي الرسالة الموجهة لتركيا؟

 

وأوضح أن الرسالة التي يراد توجيهها من خلال هذا الهجوم، تكمن، بأن “لا تنتشروا في هذه القاعدة (الوطية)، وتراجعوا عن العملية على الجبهة الشرقية (سرت والجفرة)، ووجودكم العسكري في ليبيا مدرج على قائمتنا، ونملك القدرة على القصف بأي لحظة”.

 

وكان المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب، عبد المالك المدني، أشار إلى إن طيرانا من نوع “ميراج 2000-9” مملوكا لدولة الإمارات متورط في القصف، وإنه أقلع من قاعدة براني الجوية المصرية القريبة من الحدود الشرقية لليبيا.

 

من يقف خلف الهجوم؟

 

وأشار الخبير التركي، إلى تغريدة الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، والتي قال فيها، إن “الإمارات لقّنت تركيا الدرس الذي تستحق نيابة عن كل العرب الشرفاء”.

 

ولفت إلى أن عبد الخالق عبد الله، قام بحذف التغريدة بعد تحذير وجهته له السلطات الإماراتية.

 

ونوه الخبير، إلى أن هناك مزاعم من مصدر ليبي لوكالة “تاس” الروسية، بأن الطائرة التي قصفت “الوطية”، انطلقت من قاعدة الجفرة”، ويعد ذلك احتمالا.

 

وأضاف، أنه وفقا لتلك المزاعم، فإن الهجوم نفذ من الطائرات الروسية التي أرسلتها موسكو إلى حفتر مؤخرا.

 

وأشار إلى أن الخبير والمحلل الروسي أندريه تشوبريجين، أكد أن الهجوم نفذ بطائرة من نوع “ميغ”، والتي منحتها موسكو لحفتر، وزعم أنها نفذت ثماني ضربات بقاعدة الوطية.

 

ونوه إلى أنه من المعروف، أن طائرات “ميراج” الفرنسية موجودة في تشاد، وأن فرنسا تستهدف بها التنظيمات المتطرفة هناك على الحدود الليبية، مستبعدا بالوقت ذاته بأن تقوم طائرات ميراج الفرنسية بالإقلاع من تشاد لاستهداف الأتراك في الوطية، رغم قدرتها على ذلك.

 

هجوم نفذ بتنسيق مشترك

 

وأشار إلى أن هناك احتمالية أيضا، بأن الهجوم نفذته الإمارات باستخدام قاعدة مصرية، وطائرة فرنسية، مؤكدا أن هذا الموقف العدائي يتطلب ردا بالمثل.

 

وأكد الخبير التركي، أن الهجوم نفذ بتنسيق مشترك بين روسيا وفرنسا ومصر والإمارات والسعودية، مستبعدا بالوقت ذاته بأن الولايات المتحدة ليس لها أي علم بشأنه.

 

وأوضح، أنه لا يمكن للإمارات تنفيذ الهجوم دون تنسيق مع روسيا أو دون علم الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق أيضا على مصر في استخدام قاعدة لها لانطلاق الهجوم منها.

 

وشدد على أن الهجوم الإماراتي تم بتنسيق مشترك مع مصر وفرنسا وروسيا.

 

وأضاف، أن الهجوم في نهاية المطاف هو موقف عدائي، بغض النظر عن البلد الذي يقف خلفه، وهو انعكاس للإرادة المشتركة للبلدان الداعمة لحفتر، لافتا إلى أن الجبهة ضد تركيا باتت واضحة في ليبيا.

 

وأشار إلى أن تركيا أكدت بعد الهجوم على “الوطية”، أنها ستواصل دعمها لحكومة الوفاق الوطني، وأنها لن تغير من سياستها بليبيا، في رسالة إلى داعمي حفتر.

 

هل تتفق تركيا وروسيا في سرت؟

 

وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أن أنقرة وموسكو تعملان على وقف إطلاق النار في ليبيا، أكد الخبير الأمني، أن روسيا تعتبر مدينة سرت والجفرة خطا أحمر، وتطمح لاستخدام سرت كقاعدة بحرية لها، والجفرة كقاعدة جوية، وفي هذا الصدد تتعارض أهداف البلدين هنا.

 

ورأى الخبير التركي، أن أنقرة وموسكو قد يسقطا اتفاق إدلب بينهما على “سرت والجفرة”، مستدركا بالوقت ذاته أن نهاية هكذا فكرة الفشل.

 

وأشار إلى أن روسيا عملت على شرخ العلاقة بين تركيا والناتو، من خلال التعاون مع أنقرة في سوريا، ومنظومة “أس400″، والآن تمكنت من إيجاد شرخ بين فرنسا والناتو، عن طريق سحب باريس لجانبها في ليبيا، ولديها قواعد جوية وبحرية في سوريا، وتسعى لإنشاء أخرى في ليبيا أي “سرت والجفرة”.

 

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستخدم كافة الأدوات لمنع سيطرة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، على سرت والجفرة.

 

وأكد الخبير الأمني، أن المطلوب من تركيا، بدبلوماسيتها، إضعاف الجبهة المضادة لها في ليبيا.

 

 

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.