العالم التركي شاهين: لقاح كورونا الألماني لن يتأثر بسلالة جديدة

 

قال الشريك المؤسس لشركة “بيون تك” الألمانية، البروفيسور التركي أوغور شاهين، إن “ظهور سلالة جديدة من كورونا في إنجلترا، لن يؤثر على فعالية اللقاح المضاد للفيروس، الذي تنتجه الشركة”.

وأشاد شاهين، في مقابلة مع الأناضول، بحصول لقاح “بي إن تي 162 بي 2” الذي طورته الشركة لمواجهة كورونا. على موافقة دول الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن “وكالة الأدوية الأوروبية تمثل نموذجا للدول الأخرى، وسوف نرسل اللقاح إلى 27 دولة. وستبدأ عملية التطعيم بمجرد وصوله”.

وتابع: “بالطبع لا تتوافر لدينا جرعات كافية من اللقاح الآن، لذا سنرسل مئات آلاف الجرعات لكل دولة. وبعدها سيكون لدينا فرصة لزيادتها بين 10 و15 مليون جرعة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) القادمين”.

ومنذ الكشف عن المصل، يتلقى شاهين رسائل تهنئة من تركيا والأتراك الموجودين في ألمانيا. وقال: “بالطبع كلهم فخورون ومتحمسون، وهو أمر جميل للغاية، وأسعد كثيرا لهذا، وأنا أفهم ما يشعرون به”.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت “بيون تك”، إنتاج لقاح مضاد لكورونا برفقة شريكتها “فايزر” الأمريكية. تزيد نسبة فاعليته على 90 بالمئة، وبدأت مؤخرا عدة دول تطعيم مواطنيها به.

– السلالة الجديدة

وعن طفرات كورونا، قال البروفيسور التركي، إن العلماء في الشركة “لا يرون أي مشكلة .فيما يتعلق بتأثير لقاح بي إن تي 162 بي 2 على السلالة الجديدة للفيروس”.

وبيّن أن هذه “ليست الطفرة الأولى التي يمر بها الفيروس. إذ مر بطفرات وتغيرات مختلفة فحصناها جميعا ولم نجد أي مشكلة، ونحتاج لأسبوعين لندرس الطفرات الجديدة، الأمر لا يقلقنا كثيرا. ولا شك أن لقاحنا سيكون فعالا ضد هذه الطفرات أيضا”.

ويرجع ذلك، وفق شاهين، إلى أن “الطفرات طرأت على 1 بالمئة فقط من الشفرة الجينية للفيروس. ولأن لقاحنا يمكنه التكيف مع مختلف المواقف. فنرى أنه حتى لو طرأت تغيرات على واحد بالمئة فسيمكنه التعامل مع 99 بالمئة الباقية”.

وشدد على أنه “ليس هناك دراسات كافية عن الفيروس بعد أن طرأت عليه هذه الطفرات في إنجلترا. يقول البعض إنه ينتقل من إنسان لآخر بشكل أسرع، ولكننا لا نعرف لأنه لم يتضح هذا بشكل علمي بعد”.

– تركيا والعالم

وعن مباحثات “بيون تك” مع تركيا بشأن اللقاح، قال شاهين إنها “مستمرة. وإنه من المحتمل توقيع عقد خلال وقت قصير” لم يحدده.

وأشاد بعزم الشركة إرسال اللقاح إلى أنقرة، وأوضح أنها قامت بالفعل “بتخزين جرعات كافية لتركيا، ويمكننا تسليمها بسرعة”.

أما باقي دول العالم، فتواصل الشركة، وفق شاهين، “إنتاج اللقاح في ألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة”. مشددا على أنها “تولي أهمية كبيرة لتسليم الكميات المتفق عليها، حتى يمكن للناس البدء بالتطعيم”.

فهناك أكثر من 500 مليون أوروبي يحتاجون إلى التطعيم، وهناك كثير من الإجراءات والأعمال اللوجيستية. لذا لن يتم هذا الأمر بسرعة، بل سيمتد لشهور الصيف لتحقيق معدل تطعيم مرتفع، فالصيف يمر أسهل. والحياة كانت طبيعية إلى حد ما خلاله، بحسب شاهين.

وأضاف، أنه “لا يمنع ذلك أنه من المهم جدا تجاوز الشتاء بأمان. ويمكن هذا في حالة انضباط الجميع ورعايتهم لأنفسهم وللآخرين”.

كما يمكن الوصول لهذه الحالة أيضا، عبر “تطعيم 60 إلى 70 بالمئة من الناس قبل الشتاء القادم. وعندها يمكننا القول إننا لن نضطر إلى الإغلاق مرة أخرى”، وفق البروفيسور التركي.

وبشأن موعد القضاء على الفيروس، أوضح أنه “لا يمكن القضاء على كورونا بصورة نهائية. ولكنهم يطمحون إلى ألا يعود الناس للفترة التي لا يستطيعون فيها الخروج من منازلهم”.

– جائزة نوبل

وعن تكريمه وترشيحه للجوائز العالمية، قال البروفيسور التركي إنه “لا يريد التعليق على ما إذا كان سيتم ترشيحه لجائزة نوبل. وإنه يرى أن الأهم هو النجاح فيما يحاولون القيام به”.

وتابع: “إذا نجحتم في إحداث فرق بالطبع ستنالون التقدير، لكن لا أفكر بذلك حاليا. التفكير في نيل التقدير دائما في المرتبة الثانية بالنسبة إلي”.

وطالب شاهين بـ”ضرورة توعية الأشخاص الذين يعارضون اللقاح ولا يثقون به. وضرورة إطلاعهم على المعلومات اللازمة بشفافية، ودحض أفكارهم الخاطئة”.

ولمزيد من طمأنة الناس، شدد شاهين على “أنه والعاملين في الشركة، على استعداد لتلقي اللقاح. لكن الشركة تنتظر إنتاج عدد كاف يمكنها من السماح لهم بالحصول عليه”.

واختتم حديثه، بأن بعض الحسابات المزيفة على مواقع التواصل تستخدم صورته. مشددا على أنه لا يملك سوى حساب واحد لا يضع به صورته، بل صورة منزله القديم في منطقة إسكندرون جنوبي تركيا. مشيرا إلى أنه لم يذهب إليه منذ 30 عاما.

.

المصدر/A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.