قال أردوغان ضد الجامعات قال!

تركيا الان ـ حمزة تكين

خلال الأسبوع الماضي، كلنا تابعنا أحداث الشغب في جامعة البوسفور (بوغازيتشيه) بمدينة إسطنبول التركية، ليصل الأمر أن عدد من الشاذين جنسيا تعمدوا إحضار صورة كبيرة للكعبة المشرفة إلى أمام باب الجامعة والإساءة إليها من خلال رسومات مسيئة.

وإلى جانب هذا الأمر، شهدت بعض الشوارع الفرعية في إسطنبول تجمعات وأعمال شغب وتكسير للممتلكات العامة وسيارات الشرطة، فضلا عن تعمد هذه الفئة من المشاغبين (تحت شعار طلاب جامعات) خطر حظر التجول المفروض ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس “كورونا”.

لماذا حصلت بعض المظاهرات والاعتصامات في الجامعة وحولها؟

أولا، لابد من الإشارة إلى أن هذه الجامعة تعتبر من أِد معاقل العلمانية المتطرفة ليس في تركيا فحسب بل ربما في العالم، وهي أول جامعة أمريكية أسست خارج حدود الولايات المتحدة، وذلك عام 1863.

يبلغ عدد طلاب الجامعة التي أًبحت اليوم تحت إدارة تركية كاملة، نحو 15 ألف طالب، إلى جانب 700 أكاديمي وأستاذ.

ثانيا، بدأت الاعتراضات بعيد تعيين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيسا للجامعة، وفق صلاحيات رئيس الجمهورية التركية، ولكن هذه المرة كان الرئيس المعين من خارج الهيئة التعليمية للجامعة (أيضا أمر لا يخالف القانون)، وطبعا عندما نقول إنه “من خارج الهيئة التعليمية”، فهذا يعني أن الرئيس الجديد لا يحمل أفكارا مشابهة لمنهج الجامعة الذي أشرنا إليه آنفا، وهنا انفجرت القصة وبدأت الاعتراضات.

ثالثا، شهدت الجامعة اعتراضات واعتصامات وتحركات طلابية سليمة حضارية لم تتعرض لها الشرطة أو الحكومة، فالتعبير عن الرأي مكفول لا يستطيع أحد المساس به، ولكن عندما بدأت أعمال الشغب والإساءة للرموز الدينية ورفع شعارات الشذوذ الجنسي واستقدام شباب من خارج الجامعة لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد، وعند تعمد خرق حظر التجول ضمن إجراءات مكافحة “كورونا”، هنا وجب تدخل الأجهزة المعنية لحفظ القانون ضمن مؤسسات القانون، وليس لحفظ شخص واحد في تركيا أو حزب أو فكر أو منهج.

خلال كل تلك الإساءات اعتقلت الشرطة العشرات ليتبين لاحقا أن أكثر من 50% منهم ليسوا طلابا لا في هذه الجامعة ولا في غيرها.. الأمر أصبح أكثر وضوحا!

تبين أن العديد منهم ينتمون لتنظيمات يسارية محظورة لا تدعوا إلا لخل ما ينافي الفطرة البشرية السليمة، فضلا أن بعضهم تبين تأييدهم المطلق ودعمهم لتنظيمات إرهابية قتلت عشرات الآلاف خلال السنوات الماضية، مثل تنظيم PKK الإرهابي.

القضاء التركي، أمر بتوقيف الفئات المشاغبة والفئات غير الطلابية، وإطلاق سراح البقية، وهذا ما حصل فعلا.

رابعا، هنا بدأ الفيلم المعتاد (في الداخل والخارج)، الذي بدأ يصور أن الحكومة التركية وأردوغان بالتحديد، ضد الجامعات وضد الطلاب وضد العلم وضد الفكر والتنمية والتعليم.

هل يعلم هؤلاء المستوى الذي حققه قطاع التعليم في تركيا، منذ تسلم حزب “العدالة والتنمية” إدارة تركيا بقيادة أردوغان ارتقى لمستويات عالمية متقدمة جدا.

هل يعلم هؤلاء أنه قبل عام 2002 كانت ميزانية التعليم في تركيا 9.9 مليار ليرة تركية فقط لا غير، وفي عام 2020 وصلت ميزانية التعليم التركية إلى أكثر من 256 مليار ليرة تركية.

هل يعلم هؤلاء أنه تم خلال الأعوام الثمانية عشرة من حكم حزب “العدالة والتنمية” زيادة عدد الجامعات في تركيا من 76 جامعة فقط، إلى 207 جامعات منتشرة في الولايات التركية الـ 81.

هل يعلم هؤلاء أن عدد الطلاب في الجامعات التركية ارتفع منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة، من 1.6 مليون طالب إلى 8.4 مليون طالب.

هل يعلم هؤلاء أن تركيا في المرتبة الأولى فيما يتعلق بسهولة الالتحاق بالجامعات، في أوروبا.

هل يعلم هؤلاء، أن أردوغان أصدر في 5 شباط/فبراير 2021 مرسوما لإنشاء كليتي الحقوق والاتصالات في جامعة البوسفور (بوغازيتشيه) التي نحن بصدد الحديث عنها، رغم كل ما حدث من احتجاجات أو شغب.

ثم يأتي هؤلاء ليدّعوا زورا وبهتانا أن الحكومة التركية وأردوغان ضد الجامعات وضد الطلاب وضد التعليم وضد النهضة.. والحقيقة أنهم يرفضون القانون يرفضون ما حققه أردوغان من نهضة كبرى لا تتوافق مع أفكارهم التي تنافي الفطرة البشرية السليمة.

وكما قال أردوغان: قلوبنا وأبوابنا وسواعدنا مفتوحة لكل من يقف بجانبنا في نضالنا من أجل تحقيق انتصارات تاريخية لتركيا.. أمامنا طريق طويل، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، سنبني معا وبعون الله مستقبل تركيا القوية العظيمة.

تعليق 1
  1. الشمالية الغربية يقول

    اردوغان أكبر خازوووق اخذه الشعب التركي المسكين واللي ما يشوف من الغربال يبقا أعمى
    كل كلامه أوهام في أوهام والتقارير أكبر دليل الإقتصاد التركي طايح وخربان والحريات معدومة
    جمهورية تركيا ليست مملكة يعني يجي يوم ويروح السلطان ويجي غيره شاء من شاء واباء من أباء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.