الدعم الغربي للمعارضة التركية يعزز قوة أردوغان في الداخل

 

بعد فشلها في مواجهة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي فاز بجميع الانتخابات والاستفتاءات منذ 19 عاماً، تلقت المعارضة التركية صفعةً أخرى قبل انتخابات عام 2023، باستقالة “محرم إنجة” أحد الشخصيات الرئيسية في حزب الشعب الجمهوري المعارض. والذي أعلن عزمه على تشكيل حزب جديد.

 

كما استقال حتى الآن ثلاثة آخرون من نواب حزب الشعب الجمهوري للانضمام إلى حزب “إنجة” الجديد الذي لم يتم الكشف عن اسمه بعد. ومن المتوقع أن تزداد أعداد المستقيلين من الحزب في الأيام المقبلة.

 

ومع ذلك، فإن المقياس الأكثر أهمية في هذا الحدث هو نقد “إنجة” الموجه إلى الفكر البنيوي لحزب الشعب الجمهوري وكتلة المعارضة. الذي عكس بوضوح حالة عدم الارتياح لدى الشعب التركي من سعي المعارضة. لإنشاء تحالفات داخل البلاد وخارجها تمهيداً لانتخابات عام 2023.

 

ومن أهم ما قاله “إنجة” في خطاب استقالته في وقت سابق من هذا الأسبوع عبارةً جذبت اهتمام وسائل الإعلام بشكل كبير. وأوجزت باختصار شديد تصور الناخبين الأتراك تجاه المعارضة حيث قال: “أنا أختلف مع أولئك الذين يحمون أتباع حركة إرهابية كمنظمة غولن الارهابية. أنا أختلف مع الذين يتأسفون لأن تركيا ساعدت أذربيجان. أنا أختلف مع الذين يستجدون الديمقراطية من الولايات المتحدة. وأنا على خلاف مع من يتساءلون ماذا نفعل في ليبيا؟”

 

لقد سلطت انتقادات “إنجة” الضوء بوضوح على عملية التحول المحتملة للمعارضة التركية في الفترة المقبلة. كما أن موقف الاستقالة الذي اتخذه “إنجة” وتصريحاته تعتبر دروساً هامةً يجب على دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعلمها. قبل أن تنحاز بشكل علني وغير منصف في السباق على السلطة في تركيا.

 

فالحقيقة الجلية الفاصلة هي أن الناخبين الأتراك ينزعجون جداً من الدعم والتدخلات الخارجية، بغض النظر عن الحزب الذي يصوتون له.

وأقرب مثال على ذلك أن وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية بأن إدارته تنوي دعم المعارضة في تركيا. خيب أمل حتى الناخبين المعارضين في البلاد.

 

علاوة على ذلك، فإن دعم البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي للاحتجاجات التي بدأها الطلاب الأسبوع الماضي. بسبب تعيين عميد جديد لجامعة “بوغازجي”، يُنظر إليه أيضاً على أنه “تدخل في شؤوننا الداخلية”.

 

وأنا كصحفي وكمواطن أنتمي لهذا البلد مندهش من الغرب الذي اتخذ موقفاً مشابهاً لتشكيل السياسة والحكومة التركية لسنوات عديدة. لأنه ما زال غافلاً عن إدراك نفسية ووجدان الناخبين الأتراك. ومن المؤكد أن الغرب لم يفهم حتى الآن أن هناك نزعة قوية مناهضة للإمبريالية في هذه الجغرافيا كما هو الحال في أمريكا اللاتينية.

 

لقد أظهرت نتائج الانتخابات منذ تحول البلاد إلى الحياة الديمقراطية التعددية بوضوح أن المعيار الأول للشعب التركي. عند اختيار الشخصيات السياسية التي ستقود البلاد هو “المحلية”.

وهذا المعيار ينطبق أيضاً على ناخبي حزب الشعب الجمهوري، فقد تسببت استقالة “إنجة” وأسبابها بشرخ عميق في وعي أتباع حزب الشعب الجمهوري. وليس يخفى على أحد أن السبب الذي جعل مصطفى كمال أتاتورك الزعيم المؤسس لتركيا والزعيم الأسطوري لحزب الشعب الجمهوري الذي أسس الجمهورية الحديثة. يحظى بالاحترام بعد 73 عاماً من وفاته، هو الموقف المستقل الذي أشرت إليه.

 

والأتراك يدركون جيداً نوايا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان يدعمان تنظيم ي ب ك/بي كا كا الإرهابي. المسؤول عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين أو حتى منظمة غولن الإرهابية بزعم أنها “معارضة مشروعة”. ولن يتم تبديل صورة هذه التنظيمات أوغيرها من التنظيمات الإرهابية بسهولة في نظر الناخبين الأتراك.

 

لذلك، فإن أكبر دعم يقدمه الغرب للمعارضة المتخلفة عن قطار الفعالية وسداد رؤية الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات منذ سنوات. هو كشفها وتوصيفها وعدم تغطية مساعيها.

 

وفي النهاية، في كل مرة يقدم فيها الغرب الدعم للمعارضة أو يلتمس فيها المبررات للتنظيمات الإرهابية. يعزز من حيث لا يقصد صورة أردوغان المحلية والوطنية المستقلة.

مليح التنوك  بواسطة / مليح التنوك   

تعليق 1
  1. Amr يقول

    الشعب التركى ضد اردوغان ومقالات رحال اردوغان لا تدل ابا على الرعب الذى يعيشه النظام التركى ،وكلنا مع المعارضة التركياة حتى سقوط الطاغية قردوغان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.