بذكرى الثورة السورية.. تركيا عربية ونص

حمزة تكين – خاص تركيا الان

يحيي السوريون والعالم الحر اليوم الإثنين، الذكرى السنوية العاشرة للثورة السورية، وبهذه المناسبة نطرح سؤالا واحد اليوم، ضمن مئات الأسئلة التي تجول في خاطرنا.

 

السؤال: هل هناك من يصدق أن تركيا تحب العرب؟!

سؤال يروج له متبعو السياسة الصهيونية في الشرق الأوسط، ليس حبا بالعرب ولا دفاعا عن العرب ولا لأجل كرامة العرب، بل من باب تطبيق أهداف الصهيونية بزرع الفتن والشقاق والكره بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة.. التي تجاوزت بعظمة دينها المصطلحات الضيقة من تركي إلى عربي إلى كردي إلى تركماني إلى وإلى.. فكيف نصف من يصدق أن تركيا تحب العرب؟

 

تركيا اليوم، عربية أكثر من كثير من العرب أو بتعبير أدق ممن يرفعون شعار العرب وهم ليسوا بعرب!

 

تركيا اليوم حاضنة العروبة التي تخلت عنها أنظمة عديدة ومنظمات إقليمية تم تأسيسها لأجل العرب منذ عقود من الزمن، ولكنها لم تقدم للعرب إلا كل ما يضر العرب، وما ترك الشعب السوري العربي من قبل تلك المؤسسات العربية إلا دليل واضح على هذه الحقيقة.

 

ولذلك ننصح من يرفع شعار العروبة بهدف تجييش العرب ضد تركيا أن يكف عن ذلك لأن هذه الورقة خاسرة.. والحديث موجه بالدرجة الأولى لجامعة الدول العربية.

 

هل قدمت هذه الجامعة أي إيجابية للعرب؟

أليس كل ذي عقل وقلب منير يدرك ما قدمته هذه الجامعة للعرب طيلة العقود الماضية؟

هل أحتاج لمزيد شرح وبراهين وأدلة؟

أم أن الواقع العربي الذي يدمي قلوبنا خير شاهد وخير دليل!

أم أن واقع الشعب السوري العربي الذي تخلت عنه المؤسسات العربية الرسيمة خير دليل؟!

 

يرفعون شعار العروبة بوجه تركيا ويحرضون أن تركيا تكره العرب.. تركيا تقتل العرب.. تركيا تضطهد العرب.

 

سيمفونية باتت معروفة.. يروج لها أذناب القومجيين، وأقذر ما أنتجته مواقع التواصل الاجتماعي من الذباب الإلكتروني وأتفه ما خرجت بعض وسائل الإعلام من إعلاميين صنع في معامل السفاهة والانحطاط الأخلاقي والديني.

 

هل تعرف عزيز المتابع أن كل يوم هناك مئات العرب يهاجرون لاجئين إلى تركيا أو إلى الدول الأوروبية، هربًا من حكوماتهم وأنظمة دولهم؟

هل تركيا التي تهجرهم؟

هل تركيا التي تعتقلهم في بلادهم؟

هل تركيا التي تجوعهم في بلادهم؟

هل تركيا التي تضطهدهم في بلادهم؟

هل تركيا التي تظلمهم في بلادهم؟

من ماذا يفرون ويلجؤون إلى تركيا أو دول أوروبية أخرى؟

 

ثم السؤال الآخر، لماذا يختار الكثير الكثير منهم تركيا بلد لجوء؟

كيف يختارون تركيا.. وهي تقتل وتضطهد وتكره العرب!

 

أسئلة يجب أن نطرحها لنعلم الفرق بين تركيا العروبة والأنظمة التي تقتل العرب باسم العروبة.

 

نحو 4 ملايين سوري عربي (غير الأكراد والتركمان) اختاروا تركيا بلد لجوء هربا من نظامهم الذي يرفع شعار العروبة وحماية العرب والدفاع عن العرب!

لماذا لم يختر هؤلاء دولا عربية؟!.. لماذا لا نرى دولة عربية واحدة ـ فقط واحدة ـ تستقبل مثل هذا العدد من السوريين العرب الفارين من واقعهم المؤلم!

 

لماذا لم تستنفر جامعة الدول العربية لحماية العرب في سوريا من ظلم نظامهم، فضلا عن ظلم التنظيمات الإرهابية التي أحرقت مئات القرى العربية شمال شرقي سوريا!

 

يكفي الكثير من الأنظمة التي ترفع شعار العروبة وكذلك جامعة الدول العربية عارا أن كل هذه الملايين من العرب لم تختارهم (وهم أنظمة ومؤسسات عربية) بل اختارت تركيا ودولا أخرى غير عربية.

 

هل تعلم أن في تركيا نحو 15 مليون عربي ما بين مواطنين، ومهاجرين لجأوا إلى تركيا، فضلًا عن 6 ملايين سوري عربي لاجئ في المناطق السورية الحدودية مع تركيا، تهتم بهم تركيا.. أي أن تركيا حاليا الآن في هذا الوقت تهتم بنحو 21 مليون عربي!

 

وإلى جانب هذا الرقم، هناك عشرات الآلاف من السوريين العرب عادوا إلى مدنهم وقراهم التي حررها الجيش التركي مع السوريين في الشمال السوري وطهروها من تنظيم PKK الإرهابي.. لم تقتل تلك هؤلاء العرب بل حررت مناطقهم ورممت منشآتها وبنيتها التحتية، فعادوا إليها معززين مكرمين!

 

ثم يأتي أرعن حاقد يعمل لحساب الفكر الصهيوني الخبيث الفتنوي ليقول “هل هناك من يصدق أن تركيا تحب العرب؟”.

 

هل تعلم أيضا عزيز المتابع أن العروبة التركية لا تقتصر عند هذا الحد، بل تصل أيضا لاحتضان العرب الذين هاجروا إلى تركيا، تحتضنهم المؤسسات التركية والتركية العربية المشتركة، إذ في كثير من الأحيان حتى سفاراتهم التابعة لأنظمة ترفع شعارات العروبة، لا تقدم لهم أي دعم أو مساعدة داخل تركيا!

 

هل وصلك خبر أن الإعلاميين والصحفيين العرب المقموعين في بلادهم يعملون بكل حرية في الداخل التركي، وبعضهم يعمل لحساب مؤسسات إعلامية معادية للحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان، ورغم ذلك يعملون ويعيشون بكل حرية!

 

ثم يأتي أرعن ليقول “هل هناك من يصدق أن تركيا تحب العرب؟”.

وكذلك، عزيز القارئ أدعوك لتأتي إلى تركيا وتبحث في جامعاتها لتجد أن هناك نحو 20 ألف طالب عربي يدرسون في أروقتها وعلى مقاعدها! جلهم بمنح كبيرة ورسوم رمزية!

ثم يأتي خبيث دمه تنجس بدم الصهاينة ليقول “هل هناك من يصدق أن تركيا تحب العرب؟”.

 

نعم تركيا عربية أكثر من كثير من الأنظمة التي ترفع شعار العروبة.. نعم تركيا عربية أكثر من جامعة الدول العربية.. نعم تركيا تدرك مفهوم العروبة المشرف العظيم أكثر بكثير ممن يتاجر بهذا المصطلح الشريف العريق.

 

كونوا عروبيين بقدر عروبة تركيا قبل أن تكذبوا عليها بأكاذيبكم التي لم تعد تنطلي على أهل الفهم والعقل والعروبة الحقة، والتي لم تعد تنطلي على الشعب السوري العربي الواعي الذي تخلت عنه المؤسسات العربية الرسمية.

 

أقرأ المزيد/

تعليق 1
  1. امازيغي حر يقول

    الامازيغ قادموووون رغما عن انوفكم يا ناشري التخلف والتبعية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.