تحتاج إلى 6 ساعات للنضج.. أطباق لا تغيب عن موائد العلائلات الكويتية في رمضان

تقضي الكويتية أم بدر ساعات من نهار رمضان في المطبخ، تعكف على إعداد ما لذّ وطاب من الأطباق التي اعتادت عائلتها -كسائر العائلات الكويتية- تناولها في الشهر الفضيل. تبدأ أم بدر بطبخ “الهريس” الذي يحتاج إلى 6 ساعات للنضج على نار هادئة قبل أن تنتقل إلى سلق اللحم والخضار ممزوجين بألوان مختلفة من التوابل لتعدّ “الثريد” المسمى في الكويت بـ”التشريب”.

ولا تنسى أم بدر تزيين مائدة الإفطار بأنواع المقليات من “سمبوسة” و”كبب” بأصنافها، مصطفة إلى جانبها صحون الحساء “الشوربة” والتمر والعصائر المنتشرة على امتداد المائدة.

“الهريس” و”الثريد”(التشريب)

لا تخلو مائدة الإفطار الكويتية من طبقي “الهريس” و”الثريد” أو “التشريب”، بحسب الشيف أسامة القصار الذي شرع يشرح للجزيرة نت طرائق إعدادها.

وعن “الهريس” يقول القصار إنه سلطان المائدة الكويتية، ويطبخ من القمح مع اللحم ساعات طويلة حتى يذوبان معا، ويضاف إليه عند إفراغه في الصحون السمن العربي المذاب، ويرش عليه الدارسين أي “القرفة” المطحونة والسكر.

ويضيف أن المائدة الرمضانية الكويتية يتصدرها كذلك “التشريب” أو “الثريد” وهو عبارة عن لحم مسلوق مع الخضار والخبز المقطع قطعا صغيرة.

المجبوس والشوربة

ويتابع القصار أن “مجبوس” اللحم أو الدجاج أيضا من الوجبات الرئيسة في إفطار الكويتيين، إذ يطهى الأرز أو “العيش” كما يسمى في الكويت، ويُزيّن بالدجاج أو اللحم المشوي.

ويفضل الكويتيون على موائد إفطارهم تناول أنواع الحساء “الشوربة” المعروفة كالعدس أو القمح أو الخضار، كما لا يمكن الاستغناء عن خبز “العروق” الذي يعدّ من طحين القمح الممزوج بطحين الحمص، ويضاف إلى المزيج البصل والخضراوات الورقية كالكزبرة والشبت والتوابل، ومن ثم يقلى في الزيت.

حلويات “بر الوالدين”.. و”الإلبة”

وبحسب الشيف القصار؛ فإن منقوع “المشمش” المجفف المعروف بـ”عصير قمر الدين” يتسيد المشروبات التي يفضلها الكويتيون فضلا عن الحلويات الشهيرة كاللقيمات أو لقمة القاضي والمحلبية “بر الوالدين”، و”الإلبة” التي تشبه “الكريم كراميل” لكنها تصنع منزليا.

عادات رمضان في ظل كورونا

لكن القصار لم يفلح في إخفاء أسى اعتصره أثناء روايته تفاصيل مكونات الطبخات، بسبب غياب العادات الرمضانية جراء جائحة كورونا وتداعياتها، رغم التزام أهل الكويت بها جيلا تلو آخر.

فالقصار وجيران الحي الذي يقطنه كانوا يتبادلون أطباق الطعام قبل وقت قصير من مدفع الإفطار، لكن هذا الأمر لم يعد متاحا في ظل كورونا.

كذلك فإن القصار وأهالي منطقته لم يستطيعوا للعام الثاني على التوالي نصب الخيام الرمضانية بالقرب من المسجد، إذ اعتادوا على تفطير الصائمين من الفقراء والمساكين فيها.

ويسهب القصار في سرد ما يفتقده، فيقول إنه يشتاق إلى الإفطار الجماعي مع شقيقه سليمان وشقيقتيه وعائلاتهم، لكنهم اكتفوا بتبادل صور طبخاتهم ضمن مجموعة أسسوها في تطبيق واتساب عبر الهاتف.

هذا ما تحتاج إليه على مائدة الإفطار

وفي زمن كورونا؛ لا بد من أن تزخر المائدة الرمضانية بوجبات تزيد مناعة الجسم بحسب الدكتور عبد الله المطوع المتخصص في التغذية العلاجية والرياضية. ويؤكد المطوع -في حديثه للجزيرة نت- أن مائدة الإفطار الكويتية تفي بنحو 70% من القيمة الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.

فطبق “التشريب” أو “الثريد” يعدّ غذاء متكاملا للصائم لاحتوائه على “البُر الأسمر” (القمح) نتيجة استخدام الخبز أو الرقاق الأسمر، ومن ثم يزود الجسم بالألياف المفيدة إلى جانب البروتين والدهون الطبيعية من اللحم أو الدجاج التي تمد الجسم بالطاقة، فضلا عن الفيتامينات التي تحتوي عليها الخضار كالقرع والكوسا والبطاطا.

وعن طبق “الهريس”؛ يبين المطوع أنه طعام صحي ذو قيمة غذائية عالية، فهو يحتوي على حبوب كاملة غنية بالألياف وسهلة الهضم، عدا عن الدهون الطبيعية من اللحم والدجاج.

4 ألوان تغيب عن المائدة الرمضانية الكويتية

وأشار المطوع إلى عادة تغيب عن المائدة الرمضانية الكويتية، هي 4 ألوان يحتاج إليها الجسم.

وبين المطوع أن أول هذه الألوان هو الأخضر، إذ إن الصائم ينشغل عادة بصنوف الطعام وينسى الخضراوات، سواء المطبوخة أو التي في السلطات.

كما يهمل الصائم اللون الأبيض في ليالي رمضان، ويُقصد به “منتجات الألبان” كالحليب والجبن واللبن، وخاصة قليلة الصوديوم “الملح”، التي ينصح المطوع بتناولها في وجبة السحور.

وثالث الألوان التي يهملها الصائم هو اللون الأصفر المتمثل في زيت السمك والمأكولات البحرية، إذ يقول المطوع إنه من النادر وجوده على السفرة الرمضانية بحجة أنه يسبب العطش.

وهنا يشرح المطوع أن الأسماك لها تأثير قوي في الصحة لما بها من دهون أحادية غير مشبعة مهمة لصحة القلب والشرايين وقوة الذاكرة وخلايا الدماغ وصحة العظام والمفاصل، فضلا عن قدرتها على تحسين المزاج.

أما رابع وآخر الألوان التي يتغافل عنها الناس في رمضان -بحسب المطوع- فهو اللون الأحمر المتوفر في الفواكه كالبطيخ والفراولة وغيرهما، داعيا إلى تناولها وعدم الانشغال عنها بالحلويات.

ما أفضل وقت لتناول الفواكه والحلويات؟

ويؤكد المطوع أن الوقت الأفضل لتناول الفواكه في رمضان هو بين الإفطار والسحور بعد أن تكون المعدة هضمت طعام الإفطار، ويلفت إلى أهمية الموز الغني بالفيتامينات والبوتاسيوم المهم لصحة القلب، فهو يعمل على تنظيم ضرباته، وضبط ضغط الدم، والتقليل من الشعور بالعطش.

أما الحلويات التي يعدّها المطوع مضرة في رمضان وغيره، فإن أفضل وقت لتناولها يكون بعد ساعتين من تناول وجبة الإفطار، عندما تكون المعدة خالية بعد انتقال الطعام إلى الأمعاء، فيقلّ حجم الضرر الناتج عن السكريات، كزيادة الوزن، والتخمة، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والإحساس بالخمول، وتخزين الدهون في منطقة البطن.

المصدر: قناة الجزيرة

 

تعليق 1
  1. فراس يقول

    كيف يتم نسخ هذا مقال من شبكة الجزيرة بدون تحديد المرجع؟ أين مصداقية عملكم؟ ارجو الإشارة إلى مصدر المقال لإنوه من أكبر العيوب استنساخ مقالات الغير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.