الإمارات وتركيا.. من القطيعة إلى لقاءات واستثمارات كبيرة

في تطور ملموس في العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وتركيا أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإمارات ستقوم قريبا باستثمارات كبيرة في بلاده.

هذه التصريحات أطلقها الرئيس أردوغان عقب لقائه بأحد مستشاري ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وقال أردوغان خلال لقاء متلفز بالعاصمة أنقرة: إن “الإمارات ستقوم قريبا باستثمارات كبيرة في بلاده”، مضيفا أن أبوظبي لديها أهداف وخطط استثمارية جادة للغاية في تركيا.

والتقى بمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وبحثا العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية، كم تناولا خلال اللقاء استثمارات الإمارات في تركيا.

أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، فوصف اجتماع أردوغان وطحنون بأنه “تاريخي وإيجابي”، مشيرا إلى أن “التعاون والشراكة الاقتصادية كانا المحور الرئيسي للاجتماع”.

وأوضح قرقاش أن الإمارات مستمرة في بناء الجسور وتوطيد العلاقات، وكما أن أولويات الازدهار والتنمية محرك توجهنا الداخلي، فهي أيضا قاطرة سياستنا الخارجية”.

تطور العلاقات

وفي وقت سابق من شهر يونيو الماضي ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن الإمارات تعتزم إجراء سلسلة من التغييرات في سياستها الخارجية.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول إمارتي كبير اليوم، الثلاثاء 8 من حزيران، أن أبو ظبي ترغب بإقامة علاقات إيجابية مع تركيا وإسرائيل وحتى إيران.

وأوضح المسؤول للصحيفة، أن ذلك يأتي ضمن سلسلة من التغييرات التي تجريها الإمارات في سياستها الخارجية.

أردوغان يكشف عن تطورات إيجابية في العلاقات مع الإمارات

وقال المسؤول، إن “المفاوضات مستمرة مع تركيا، وكذلك مع إيران، للحد من التوترات”.

وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستتحول إلى الدبلوماسية “الاقتصادية”، بدلًا من السياسة الخارجية العدوانية بسبب التداعيات الاقتصادية السيئة لجائحة فيروس “كورونا المستجد” وانعكاساتها على التجارة العالمية.

وأكد أن الإمارات تريد تحسين علاقاتها مع إيران وتركيا في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى ان الموارد الإماراتية ستركز على آفاق جذب الاستثمار في الدولة المعتمدة على النفط، وقال المسؤول الإماراتي للصحيفة، “كنا نفكر في الأفضل بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والآن سيكون هناك تركيز أكبر على الاقتصاد”.

وسبق أن أبدت تركيا استعدادها لتحسين العلاقات مع الإمارات ومصر على أساس متبادل عقب المصالحة الخليجية هذا العام ورغبة تركيا بتحسين علاقاتها خلال 2021.

وتحدث وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، آنذاك للصحفيين مطلع العام الحالي أن تركيا تلقت “رسائل إيجابية” من هذه الدولة، لكنها ترغب في رؤية خطوات إيجابية ملموسة أيضًا.

وعُيّن، مطلع نيسان الماضي، سفير جديد في الإمارات ضمن 13 سفيرًا جرى تعيينهم في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والإفريقية.

وتضمّن القرار تعيين 13 سفيرًا، واستعادة عشرة آخرين إلى أنقرة، وكان لافتًا تغيير السفير التركي في الإمارات.

سبب التراجع

تراجعت العلاقات بين البلدين بسبب المواقف المختلفة إزاء الأزمة المصرية وتداعياتها، حيث عارضت تركيا تسلم السيسي للحكم، ودعمته الإمارات.

تُتهم الإمارات بدعم محاولة الانقلاب التركية 2016، مع تسريب سلسلة رسائل لسفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في 2017، ما يضفي مصداقية على هذا الادعاء.

في آب 2017، اتهمت الإمارات العربية المتحدة تركيا بـ”السلوك الاستعماري والتنافسي” عن طريق “محاولة الحد من سيادة الدولة السورية” من خلال وجودها العسكري في سوريا.

واستمر تدهور العلاقات في أواخر 2017، بعد أن شارك وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، تغريدة تدعي أن تركيا سلبت المدينة المنورة خلال الحكم العثماني، ورد أردوغان من خلال وصف نهيان بـ”الرجل السفيه” الذي كان “مدللًا بالنفط”.

المصدر: تركيا الآن+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.