بعد زيارة أردوغان.. هذه ملامح العلاقة بين تركيا ودول البلقان

تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجبل الأسود من باب تأكيد العلاقة القوية بين تركيا ودول البلقان .

ومن المؤكد أن هذه الزيارة صورة من صور العلاقات العريقة بين تركيا والجبل الأسود التي تستند إلى الصداقة التي كانت قائمة بين السلطان عبد الحميد الثاني، والملك نيكولا.

وفي هذا السياق قال الرئيس أردوغان: إن تركيا والجبل الأسود جزآن مهمان من البلقان وأوروبا، وتقدمان مساهمات كبيرة لإحلال السلام والاستقرار.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش، على هامش زيارة رسمية يقوم بها إلى مدينة ستنيي، السبت.

وأكد أن البلدين حرصا على زيادة التضامن والتعاون بينهما في ظل التحديات التي تمر بها دول العالم أجمع جراء وباء كورونا.

وبيّن أن الصداقة تعززت بفضل المساعدات الصحية التي أرسلناها إلى الجبل الأسود، والتسهيلات التي أظهرتها الأخيرة في إجلاء المواطنين الأتراك.

علاقة تاريخية بين تركيا ودول البلقان

تعد منطقة البلقان امتدادا طبيعيا وجغرافيًا لتركيا في القارة الأوربية، وتكتسب أهميتها بسبب موقعها الخاص في العملية التاريخية لتكوين الأمة التركية، والتكامل الإقليمي، ومن المتوقع أن تنعكس العلاقات مستقبلًا على الهدف التركي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

في تسعينيات القرن الماضي شهدت منطقة البلقان في التسعينيات حروبا مدمرة وتطهيرا عرقيا، ولم يتم إحلال السلام والاستقرار الذي نشهده اليوم إلا بواسطة التدخل الدولي.

اقرأ أيضا/ وثيقة عثمانية تؤكد مساعدة مسلمي الروهنغيا للدولة العثمانية إبان حروب البلقان

يشكل الحوار السياسي العالي المستوى، والأمن للجميع، والتكامل الاقتصادي الأعظمي، والمحافظة على بنية المجتمعات ذات التركيبة الاثنية والثقافية والدينية المتعددة، المحاور الأساسية الأربعة للسياسة التركية المتعلقة بمنطقة البلقان

لقد أقامت تركيا علاقاتها الثنائية استنادا إلى مبادئ الاستقلال والسيادة واحترام وحدة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتطورت أكثر فأكثر على ضوء الروابط التاريخية ومبدأ حسن الجوار.

تمتد الروابط التاريخية الموجودة بين الشعب التركي وشعوب دول البلقان إلى أيامنا هذه. ويعيش في البلقان مجتمعات من الأقليات ومن ذوي الأصول التركية والتي تملك صلة قرابة مع المجتمع التركي. وبالمقابل يعيش في تركيا مواطنون من أصول بلقانية، ولهذا السبب فإن من شأن المشاكل التي تواجه دول البلقان أن تؤثر على تركيا بشكل مباشر. كما أن إحلال السلام والاستقرار في منطقة البلقان ذات أهمية بالغة بالنسبة لتركيا.

تواجد تركيا مهم

تؤمن تركيا بأهمية وضرورة التواجد الدولي في البلقان من أجل تعزيز بنية الدولة في هذه المنطقة وخاصة في كوسوفو والبوسنة والهرسك، ولإحلال الاستقرار الإقليمي في هذه المنطقة، وانطلاقا من هذا المفهوم فإن تركيا تشارك في كافة المبادرات والتواجدات الدولية في دول البلقان.

وقد شاركت تركيا بعناصر من الجنود والشرطة في القوات الدولية المتواجدة في البوسنة والهرسك وكوسوفو سواء كانت العسكرية منها (قوات حفظ السلام في كوسوفو KFOR وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأوربي في البوسنة والهرسك EUFOR) أو المدنية منها (بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو UNMIK وبعثة سيادة القانون في كوسوفو التابعة للاتحاد الأوربي EULEX) وذلك كانعكاس للدعم التركي الفعال للآليات الدولية المطبقة في هذه المنطقة.

وفي موازاة ذلك، تؤمن تركيا بأن دول البلقان هي أكثر من تستطيع المساهمة في بناء مستقبل المنطقة، ولذلك فإن تركيا تولي أهمية كبرى لتطوير آليات التعاون في منطقة البلقان. وفي هذا السياق، تكتسب عملية التعاون في جنوب شرق أوربا أهمية لجهة كونها المبادرة الوحيدة التي أطلقتها هذه المنطقة. وقد بلغت عدد الدول المشاركة في هذه المبادرة التي تعتبر تركيا إحدى أعضائها المؤسسين، 12 دولة إضافة إلى سلوفينيا. وقد أدت تركيا مهامها بنجاح كرئيس دوري لعملية التعاون في جنوب شرق أوربا في الفترة ما بين حزيران 2009- حزيران 2010، وأعطت بذلك إحدى أجمل أمثلة الانتماء الإقليمي.

تؤكد تركيا على وجوب تحقيق التكامل بين كافة دول المنطقة ومؤسسات أوربا وأوربا-الأطلسي وذلك من أجل ضمان إحلال السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة، وتواصل دعمها لدول المنطقة في هذا المنحى.

وإضافة إلى مجال العلاقات السياسية تقدم تركيا دعما لدول المنطقة في بقية المجالات أيضا. إن هذه المساعدات التي تشمل العديد من المجالات كالاقتصاد والثقافة والتراث التاريخي المشترك والتربية والمجال العسكري والأمني، تقدم من قبل المؤسسات الحكومية التركية المعنية وفقا للاتفاقيات الثنائية وفي روح من التضامن.

المصدر: تركيا الان + وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.