طالبان تعلن الاستقلال وترغب بعلاقة جيدة مع أمريكا.. ماذا قال مجلس الأمن؟

مع اكتمال انسحاب آخر جندي أمريكي

مع منتصف الليلة الماضية أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انسحاب آخر جندي لها من أفغانستان بعد 20 عاما من الغزو عقب أحداث سبتمبر 2001، في الوقت الذي أعلنت فيه حركة طالبان الاستقلال عن أمريكا وفي والوقت نفسه كشفت عن رغبته في استمرار علاقتها معه.

فقد أعلنت الولايات المتحدة انسحاب آخر جنودها من أفغانستان مساء الإثنين، في وقت أعلنت فيه إدارة الطيران الفيدرالية، من منع الطائرات المدنية من الهبوط في أفغانستان دون موافقة مسبقة.

اقرأ أيضًا/ الساعات القادمة تطوي 20 عاما من الغزو الأمريكي.. والمشاورات جارية بين طالبان وتركيا

وقال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إن انسحاب قواته اكتمل من أفغانستان، مضيفًا أن  “طالبان لم تكن على علم بموعد انسحاب قواتنا من مطار كابل لكنها لعبت دورا مساعدا بعملية الإجلاء”.

وأضاف ماكنزي أنه يتوقع استمرار الاتصالات مع حركة طالبان من قبل الولايات المتحدة وبقية دول العالم، مشيرا الى أن “انسحاب الليلة يؤكد نهاية المهمة التي استمرت في أفغانستان حوالي 20 عامًا، والتي بدأت بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001”.

طالبان تعلن الاستقلال

بدورها اعتبرت حركة طالبان أن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان “درس كبير للغزاة الآخرين ولجيلنا المستقبلي، ودرس للعالم”، فيما أعلنت واشنطن تعليق عمل سفارتها لدى كابول.

وجاء تصريح الحركة على لسان المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، من على مدرج مطار كابول مهنئًا الأفغان بانتصارهم بعد ساعات من مغادرة آخر القوات الأمريكية البلاد بعد تدخل عسكري دام عشرين عاما.

وقال مجاهد في كلمته إن الحركة “تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعا”.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، : “الحمد لله أولا و آخرا. ألف مبروك لكل أبناء الوطن والشعب المجاهد العزیز: اليوم خرجت جميع القوات الأجنبية من أرضنا الطاهرة، عرین الشهداء”.

وأضاف: “ألف مبروك شعبنا الکریم! نرجو الله أن یرزقنا التوفیق والسداد لنبني بلدنا جمیعا معا”، متوقعا  استمرار الاتصالات مع حركة طالبان من قبل الولايات المتحدة وبقية دول العالم.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ليل الاثنين الثلاثاء بعيد إنجاز قوات بلاده انسحابها من أفغانستان، أن الولايات المتحدة “ستعمل” مع حركة طالبان إذا “وفت بتعهّداتها”.

وقال بلينكن للصحفيين إن “كل خطوة سنتخذها لن تستند إلى ما تقوله حكومة طالبان وإنما إلى ما تفعله للوفاء بتعهداتها”، مشددا على أن ما تطلبه الحركة من المجتمع الدولي من اعتراف ودعم يجب أن “تكتسبه” عن جدارة واستحقاق.

وذكرت السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول، عبر موقعها الإلكتروني، أنها علقت عملياتها اعتبارا من اليوم الثلاثاء 31 آب/ أغسطس 2021.

وقالت السفارة: “في حين سحبت الحكومة الأمريكية جنودها من كابول، فسنواصل مساعدة المواطنين الأمريكيين وأسرهم في أفغانستان من الدوحة”.

قرار لمجلس الأمن

وبالتزامن مع خروج آخر الجنود الأمريكيين، تبنى مجلس الأمن قرارا يدعو حركة طالبان إلى احترام “التزاماتها” من أجل خروج “آمن” لكل الذين يردون مغادرة أفغانستان، بدون المطالبة بمنطقة آمنة دعت فرنسا إلى إقامتها لمواصلة العمليات الإنسانية.

وصوتت 13  من الدول 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مع القرار الذي وضعته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بينما امتنعت الصين وروسيا عن التصويت.

وقالت الصين إن الوضع الحالي في أفغانستان هو “نتيجة مباشرة لانسحاب متسرع وغير منظم” للقوات الغربية.

أما روسيا فقد أعربت عن أسفها لأن واضعي القرار لم يأخذوا في الاعتبار تحفظاتها على “هجرة العقول” الناجمة عن عمليات إجلاء ورحيل الأفغان الذين عملوا مع دول أجنبية أو مع الحكومة السابقة الموالية للغرب.

كما أشارت إلى “الآثار الضارة” لتجميد الأصول المالية لأفغانستان الذي قرره الغرب بعد استيلاء طالبان على السلطة.

وقال مجلس الأمن في قراره إنه “يتوقع” من طالبان أن تفي بكل “التزاماتها”، لا سيما في ما يتعلق بـ”المغادرة الآمنة” و”المنظمة” من أفغانستان “لمواطنين أفغان ورعايا أجانب” بعد انسحاب الولايات المتحدة الذي أجز الثلاثاء.

في المقابل لا يشير القرار إلى “منطقة آمنة” أو محمية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن باريس ولندن ستدعوان في الأمم المتحدة إلى إنشائها في كابول للسماح خصوصا بمواصلة “العمليات الإنسانية”.

المصدر: تركيا الآن+ وكالات

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.