هل يصل التسرب النفطي إلى سواحل قبرص التركية.. وما علاقة أمريكا؟

أدلى المسؤولون في قبرص التركية تصريحات جديدة حول التسرب النفطي القادم من السواحل السورية نتج عن محطة للطاقة الحرارية في مدينة بانياس المطلة على البحر المتوسط، في الوقت الذي ندد فيه وزير خارجية قبرص التركية بتصريحات سيناتور أمريكي كان قد زار الجزء الرومي من الجزيرة.

فقد صرح وزير السياحة والبيئة في جمهورية شمال قبرص التركية فكري أتا أوغلو بأن التسرب النفطي القادم من السواحل السورية، سيتجاوز مياه بلاده دون الوصول إليها.

وأوضح  أنهم ومنذ تلقيهم معلومات حول توجّه التسرب النفطي نحو سواحل بلاده، اتخذوا التدابير اللازمة وانتقلوا إلى حالة التأهب، مشيرًا إلى أنهم  أجروا مباحثات هاتفية مع وزيري البيئة والتخطيط العمراني، والنقل والبنية التحتية التركيين، لمناقشة سبل مواجهة الأزمة المحتملة.

ولفت أوغلو إلى أن الوزيرين التركيين أصدرا تعليماتهما بشأن تقديم الدعم اللازم لسلطات قبرص التركية، مع إرسال فرق مختصة من أجل ذلك.

وأردف: “تلقينا معلومات تفيد بأن التسرب النفطي سيتجاوز مياهنا دون الوصول إلينا، وهذا أمر يبعث السرور لدينا”.

فريق تركي يصل الجزيرة لمواجهة التسرب النفطي

بدوره قال رئيس وزراء قبرص التركية أرسان سنار، الثلاثاء، إن التسرب النفطي القادم من سوريا، بدأ يتجه مرة أخرى نحو السواحل السورية، موضحًا  أن الجزء الشمالي من البحر المتوسط، واجه تلوثاً بيئياً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، بسبب تسرب 15 ألف طن من النفط من محطة للطاقة الكهربائية بمدينة بانياس السورية.

وأشار إلى أنهم اتخذوا كافة التدابير اللازمة منذ اللحظة الأولى لمواجهة التسرب النفطي، وذلك عبر تشكيل خلية إدارة أزمة في رئاسة الوزراء، كما أكد على حصولهم على دعم تقني ولوجستي تركي لهذا الغرض، لافتاً إلى وصول فريق تركي، صباح الثلاثاء، إلى بلاده، لتقديم المساندة في مواجهة الأزمة.

فيما لفت سنار إلى أن المعلومات الأخيرة تفيد بتوجه التسرب النفطي نحو السواحل السورية، بفعل حركة الرياح.

يذكر أن تسريبا للنفط حدث قبل أيام في محطة للطاقة الحرارية في مدينة بانياس المطلة على البحر المتوسط، وتربط بين جمهورية شمال قبرص التركية وسوريا المطلتان على البحر المتوسط، حدود بحرية، وتبلغ المسافة بينهما 160 كيلومترا.

تنديد بتصريحات سيناتور أمريكي

وفي سياق آخر ندد وزير خارجية قبرص التركية، تحسين أرطغرل أوغلو، بتصريحات سيناتور أمريكي قال إنه يأمل برؤية “رحيل آخر جندي تركي من الجزيرة”.

جاء ذلك في بيان أصدره وزير الخارجية الثلاثاء، تعليقاً على تصريحات أدلى بها، السيناتور الأمريكي بوب مينينديز، خلال مراسم تقليده “وسام الصليب الأكبر لمكاريوس الثالث” من قبل إدارة قبرص الرومية.

اقرأ أيضا/ تشاووش أوغلو: تركيا تحمي حقوق قبرص التركية بصفتها دولة ضامنة

وأعرب أرطغرل أوغلو عن تنديده الشديد بتصريحات السيناتور الأمريكي، واصفاً إياه بأنه “عدو الأتراك”، مضيفًا أن تصريحاته المذكورة بمثابة “العدم” بالنسبة لبلاده، كما اعتبرها “تأتي في سياق تحقيق مصالحه الشخصية، وتضر بالعلاقات التركية الأمريكية”.

وأوضح أن تصريحات “مينينديز” تحطم الجهود الرامية إلى تأسيس الأمن والاستقرار في جزيرة قبرص وفي المنطقة، مذكرا مينينديز بأن الجنود الأتراك تدخلوا في الجزيرة القبرصية لمنع ممارسات الروم غير الإنسانية تجاه القبارصة الأتراك، بما فيها “الإبادة الجماعية”.

وفي عام 1974، أطلقت تركيا “عملية السلام” العسكرية في قبرص، بعد أن شهدت الجزيرة انقلابا عسكريا قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في حين ان الانقلاب كان بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة الرومية سكان الجزيرة من الأتراك.

وبعدها بشهر شرع الجيش التركي في عملية عسكرية ثانية، ونجحت العمليتان بتحقيق أهدافهما، حيث أبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 سبتمبر/ أيلول من نفس العام، كما  تعاني قبرص منذ 1974، انقساما بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004، رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.