انتخابات المغرب.. هزيمة قاسية لـ”العدالة والتنمية” ونصف المغربيين لم ينتخبوا

تداولت وسائل إعلام مغربية النتائج الأولية التي أظهرتها انتخابات البرلمان في المغرب، فقد أظهرت مفارقات كبيرة عن آخر انتخابات جرت في المملكة قبل 5 سنوات على مستوى الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة.

فقد كشفت النتائج الأولية تعرض حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 10 سنوات لهزيمة قاسية إذ لم يحصد سوى 12 مقعدًا من أصل 125 فاز بها في انتخابات 2016.

وأعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت عن نتائج أولية اليوم بعد فرز أكثر من 97 في المئة من الأصوات، فقد اكتسح حزب “التجمّع الوطني للأحرار”، برئاسة رجل الأعمال “عزيز أخنوش، الذي يوصف بالمقرّب من القصر.

وحصد حزب التجمع 97 مقعدًا من مقاعد البرلمان القريبة من الأربعمئة، في حين جاء بعدهحزب الأصالة والمعاصرة في المرتبة الثانية بـ82 مقعدا، يليه حزب الاستقلال (يمين وسط)، فحلّ في المرتبة الثالثة بنيله 78 مقعدا.

وبهذه النتائج أصبح حزب العدالة والتنمية الإسلامي خارج اللعبة السياسية في المغرب بعد عشر سنوات من تصدرهم في البرلمان والحكومة، في حين أن الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني نفسه لم يستطع الحفاظ على مقعده النيابي عن العاصمة الرباط.

وذكرت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة في الانتخابات وصلت إلى 50.18 بالمئة، في حين يرتقب الجميع  أن يعيّن الملك محمد السادس خلال الأيام المقبلة رئيس وزراء من حزب يكلّف بتشكيل فريق حكومي جديد لخمسة أعوام، خلفاً لسعد الدين العثماني.

وأوضحت الوزارة أن الاقتراع شمل للمرة الأولى في تاريخ المملكة في اليوم نفسه الانتخابات البرلمانية (395 مقعدا)، والمحلية والجهوية (أكثر من 31 ألفاً)، ما ساهم في رفع نسبة المشاركة.

العدالة والتنمية يتفاجأ

من جانبه أعرب العثماني قبيل اعلان نتائج انتخابات المغرب عن تفاجؤ حزبه بعدم تسليم ممثليه محاضر التصويت في عدد مهم من الدوائر والأقاليم، مؤكدا رفضه ذلك.

وأوضح العثماني في تصريح له أنهم تفاجأوا بخبر أن أغلب محاضر التصويت لم تُسلّم إلى ممثلي مرشحي الأحزاب، خصوصا في عدد مهم من الدوائر وعدد مهم من الأقاليم.

وقال : “لا يمكن أن نتصور نتائج دون محاضر، ما زلنا ننتظر هذه المحاضر كي نقول رأينا في النتائج، ونعتبر أن عدم تسليمنا هذه المحاضر عمل مرفوض؛ لأنه مناف للمقتضيات القانونية التي تفرض تسليمها إلى ممثلي الأحزاب السياسية”.

وأشار العثماني إلى أن عدم تسليم محاضر التصويت لممثلي الأحزاب “لا يتيح التأكد من النتائج الحقيقية للعملية الانتخابية”، لافتا إلى أن الأمانة العامة لحزبه ستعقد لقاء استثنائيا صباح الخميس؛ لجمع مزيد من المعطيات في هذا الموضوع.

إقرار بالهزيمة في انتخابات المغرب

أما القيادي في الحزب لحسن العمراني فقد أقر بالهزيمة قائلا إن حزبه “هزم انتخابيا”، داعيا إلى استخلاص ما يلزم من نتائج.

وأضاف عبر حسابه في فيس بوك أن حزبه “هزم انتخابيا ويلزمه الاعتراف بذلك واستخلاص ما يلزم من نتائج، والأهم اتخاذ الخطوات العملية الضرورية”، مؤكدا أن الهزيمة مؤلمة، ولكنها ليست نهاية المسار.

بالمقابل، قال حزب الأصالة والمعاصرة (أكبر أحزاب المعارضة) إنه حقق نتائج إيجابية جدا في الانتخابية، وتمكن من المحافظة على المرتبة الثانية رغم الخلافات التنظيمية التي عانى منها الحزب، وأضاف الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي في تصريح نشره الموقع الإلكتروني لحزبه أن حزبه سيجتمع الأيام المقبلة من أجل تقييم الانتخابات واتخاذ القرار، في انتظار تعيين الملك محمد السادس رئيسا للحكومة.

وقدمت أحزاب سياسية عدة -من بينها حزب العدالة والتنمية وتحالف فدرالية اليسار والحزب الاشتراكي الموحد- بلاغات تحدثت فيها عما وصفته بخروق وانتهاكات شابت عملية الاقتراع، أبرزها استخدام الأموال وتوجيه الناخبين وعدم التأكد من هوياتهم، حسب وصف تلك البلاغات.

ودعت تلك الأحزاب السلطات الرسمية إلى التدخل لوقف هذه الممارسات، في حين قالت أحزاب أخرى، بينها الحركة الشعبية، إنها لم تسجل أي خروقات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.