قمة أردوغان وبوتين المنتظرة.. قضايا كبيرة وتحديات مرتقبة

تتجه أنظار المهتمين بالشان السوري نحو العاصمة الروسية موسكو يوم التاسع والعشرين من سبتمبر الجاري لمتابعة القمة التي ستقعد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في حين يرى محللون أن القمة ستشهد مناقشة قضايا كبيرة وتنتظرها تحديات مرتقبة.

وأوضح المحللون أن اللقاء المرتقب قد يسهم في تخفيف الهجمات الروسية على إدلب لا إيقافها، مشيرين إلى وجود تشابك الملفات الجيوساسية بين أنقرة وموسكو في مناطق عدة.

واستبعدوا أن يتم التوصل إلى حل لتسوية الوضع في إدلب، في ظل استمرار العداء بين الجماعات المسلحة هناك، وقوات النظام السوري، وفي ظل استمرار الصراع الطائفي والفتنة الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق يوضح الخبير الأمني والاستراتيجي الجنرال عبد الله أغار، في تصريحات صحفية له  أن الإشكالية تكمن الآن، في أن القوات الروسية زادت من هجماتها على إدلب وتفرض إرادتها على القوى الأخرى بما فيها قوات الأسد التي أصبحت وكيلا للأهداف السورية هناك.

اقرأ أيضا/ بوتين وأردوغان يبحثان الوضع في أفغانستان

 

وقال أغار : إن قوات النظام السوري قيدت إرادتها أو أهدافها بشأن إدلب بالمبادرة الروسية فقط، لافتا إلى ان روسيا لا تبدي أي رد فعل تجاه القصف الإسرائيلي والأمريكي للقوات السورية، ولاحتى إنها لا تشكل نظام حماية أو دفاع لتلك الجهات.

وأشار في المقابل إلى ان الهجمات الروسية على إدلب العام الماضي وصلت إلى أكثر من 30 هجمة، في حين أن عددها وصل خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي إلى حوالي خمسين هجمة.

واضاف الجنرال أنه في آخر ثلاثة أشهر فقط سجلت حوالي تسعين هجمة على إدلب، منوها إلى أن الكثير منها شنتها قوات الأسد بأوامر روسية، مشدد على أن صانع القرار في الصراع المحتمل في إدلب ليس نظام الأسد بل روسيا.

 

وفيما يخص لقاء القمة المرتقب بين الزعيمين التركي والروسي لفت إلى أن الهدف منه هو بحث سبب الهجمات الروسية المتزايدة في إدلب والأحداث التي نجمت عنها.

وتوقع أغار أن روسيا تسعى من خلال الزيادة بالهجمات الجوية على إدلب، إلى الضغط على تركيا ودفعها  عملية المفاوضات بين أنقرة وموسكو بشأن الجماعات المتطرفة في شمال غرب سوريا، موضحا أن موسكو تريد إجبار تركيا على تطهير إدلب من الجماعات التي أسماها الراديكالية.

ولفت إلى أن تركيا لا ترى الأطراف الموجودة في إدلب جماعات راديكالية على الساحة الدولية، وجميع العناصر هم من السوريين، يعني أن التكوينات التي يتم ربطها بالقاعدة أو جبهة النصرة هي عناصر محلية، متوقعا أن تقل الهجمات الجوية التي تشنها روسيا في إدلب، قد تقل في حال سير لقاء الزعيمين الروسي والتركي على ما يرام.

اقرأ أيضا/ من يقف خلف الهجوم الذي استهدف الجنود الأتراك في إدلب؟

ورأى أغار أنه يجب حل النزاع بين روسيا وتركيا في منطقة شمال غرب سوريا إذا ما أرادوا حل مشكلة إدلب، داعيا إلى التفاهم بينهما وفقا للمعادلات الجيوسياسية التي تتأثر بها إدلب.

وأشار إلى أن  المسار المهم في المفاوضات بين تركيا وروسيا، هو الطريق الدولي “أم4″، والذي يعد شريان الحياة الرئيس بالنسبة لسوريا، وهو طريق يمتد إلى الموصل في العراق، متوقعا أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن “أم4”.

وتوقع الجنرال المتقاعد أن يناقش الزعيمان أردوغان وبوتين العديد من الملفات بين البلدين، سواء في ليبيا أو قره باغ، أو سوريا بشكل عام، أو ما طرأ مؤخرا بشأن أفغانستان، بالإضافة إلى المجالات الجيوسياسية وأفق التعاون أو المواجهة في المستقبل بين البلدين، مشددا على أن القضية الأهم هي الثقة بينهما.

ونوه إلى أن العلاقة بين تركيا وموسكو، راوحت بين مصطلحات جديدة؛ “التعاون التنافسي”، والتعاون الكفاحي”، و”التعاون المتضارب”، و”التعاون القتالي”. ولفت إلى أنه “بينما تبتعد تركيا عن الولايات المتحدة فإن روسيا لم تتمكن من تطوير رؤية، وتصرفت كالمبشرين، فهل ستتصرف حاليا بمكر أم ستلعب لعبتها بشكل أقوى؟”.

المصدر: تركيا الأن+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.