الاتفاقية الخضراء تقرب تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي.. ولكن!

قبل عامين أقرت المفوضية الأوروبية اتفاقية تهدف إلى تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، أطلقت عليها “الاتفاقية الخضراء” وتستهدف تشديد الأهداف المتعلقة بالانبعاثات، في الوقت الذي تعمل فيها تركيا على سرعة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

كما أن هذه الاتفاقية تؤدي إلى تطوير ما يسمى صندوق الانتقال العادل، وتشمل تعزيز الولايات من الشركات التي تمتثل لهذا التحول.

وفي هذا السياق تقول زينب بودور أوقياي الرئيس التنسيقي لمجالس الأعمال التركية الأوروبية بمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية: “إن الالتزام بأهداف الاتفاقية الخضراء الأوروبية يمكن أن يقرب بين تركيا والاتحاد الأوروبي”.

اقرأ أيضا/ تركيا تفرص نفسها على أجندة الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية

 

وطالبت أوقياي في تصريحات لها، الصناعيين والمصدرين الأتراك بأن يكونوا قادرين على التعامل مع الاتفاقية بنجاح، حتى لا تفقد تركيا قدرتها التنافسية، وكي تصبح أقوى في منافستها على المدى المتوسط والبعيد.

ولفتت إلى أن الشركات التركية تحولت تدريجيا منذ سنوات إلى عناصر الإنتاج الأخضر، سواء إنتاج سلع تتوافق مع أهداف المناخ، أو مدخلات إنتاج لا تسبب تلوثا أثناء عمليات الإنتاج، مشيرة  إلى أن وجود “التحول الأخضر” في البرنامج الاقتصادي متوسط المدى أصبح عنصرا هاما للاقتصاد التركي.

واشارت أوقياي إلى أن الإنتاج الأخضر يعد خارطة طريق اقتصادية للبلاد لمدة ثلاث سنوات مقبلة، موضحا أنه يحقق النمو الشامل والمستدام للاقتصاد والصناعة التركية.

وشددت على أهمية الحفاظ على القدرة التنافسية للصادرات التركية وتعزيزها وبخاصة الصادرات لدول الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن “إدراج الحكومة التركية التحول الأخضر في خطة التنمية، وفي البرنامج الاقتصادي الجديد (2023-2021)، وحزمة الإصلاحات الاقتصادية.. يظهر مدى الأهمية التي توليها تركيا لهذا الموضوع”.

وأوضحت الرئيس التنسيقي أن انتشار تطبيقات نظام تجارة انبعاثات الكربون (ETS) الذي لجأت دول العالم إلى تنظيمه وفق ظروفها الخاصة لمواجهة الآثار السلبية التي يمكن أن تواجهها، لافتة إلى أن عديد الدول حول العالم، تنفذ خطة قائمة على شراء حصة دول أخرى من الانبعاثات الكربونية، حتى تتواءم مع الأهداف العالمية للمناخ.

وأضافت أن تركيا تعمل على نظام تجارة انبعاثات الكربون الخاص بها، وفقا لظروفها، موضحا أن ذلك من شأنه أن يشجع القطاعات المختلفة على تبني استخدام تقنيات تحد من انبعاثات الكربون، معتقدة أن ذلك سيساهم في بقاء عائدات تجارة الكربون داخل البلاد، وسيمكن استخدام تلك العائدات في تمويل “التحول الأخضر” الذي تحتاج إليه الصناعة التركية”.

اقرأ أيضا/ أردوغان: تركيا ليست مستودعا للاجئين وعلى الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياته

وأشارت أوقياي إلى أن آلية تعديل حدود الكربون بالاتحاد الأوروبي، تشمل بعض القطاعات التركية مثل قطاعات الحديد والصلب والمعادن غير الحديدية وقطاعات الورق وتكرير البترول والصناعات الكيماوية.

وتابعت : “تركيا أظهرت كفاءة أعلى من المتوسط العالمي في الابتكار الأخضر”، موضحة أن تركيا تتمتع بميزة تنافسية خضراء على الصعيد الدولي في تلك القطاعات، تمكنها من الحفاظ على حصتها في السوق الأوروبية بتلك القطاعات عقب تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون.

 

أما علي أوغوز ديريوز عضو هيئة التدريس بجامعة الاقتصاد والتكنولوجيا فأكد على أهمية إدراج التحول الأخضر ضمن البرنامج الاقتصادي متوسط المدى، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تظهر إرادة تركيا وعزمها على حماية ومواصلة قدرتها التنافسية بالاتحاد الأوروبي الذي يعد أكبر سوق تجاري لها”.

وأوضح ديريوز إلى أهمية الصكوك والسندات الخضراء في البرنامج الاقتصادي متوسط المدى، مشيراً إلى أن ذلك يساهم في تشجيع الصادرات، لافتا الى أن السندات الخضراء هي صكوك اقتراض للحصول على تمويل خاص بالمشاريع المتعلقة بالبيئة والمناخ.

المصدر: تركيا الان+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.