الليرة التركية لم تنتعش على الرغم من انخفاض الدولار الأمريكي.. هذا هو السبب

عادت الليرة التركية لتهبط نحو القاع  واستقرت عند 9.186 مقابل الدولار الأمريكي بعدما طرأ عليها تحسن طفيف  بالأمس، على الرغم من أن الدولار يتعرض لانتكاسة هي الأولى منذ شهر.

وفقدت الليرة التركية حوالي 18 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار في 2021، مما فاقم زيادة في التضخم إلى حوالي 20 بالمئة، فيما قال خبراء أن سبب انخفاض الليرة يعود إلى خفض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18 بالمئة الشهر الماضي .

كما أعلن البنك المركزي التركي، اليوم الخميس، تخفيض سعر الفائدة على إعادة الشراء “الريبو” لمدة أسبوع واحد. من 19 بالمائة إلى 18 بالمائة، غير أن البنك قال إن لجنة السياسات العامة اتخذت قرار تخفيض سعر الفائدة من 19 بالمائة إلى 18 بالمائة. بناءً  الحاجة لتحديث موقف السياسة النقدية لمواجهة التضخم .

اقرأ ايضا/ على الرغم من هبوط الليرة.. النقد الدولي يفاجئ الجميع بخصوص نمو اقتصاد تركيا

وفي هذا السياق ذكرت مصادر أن الليرة تواجه ضغوطا مستمرة، وذلك  على إثر إقالات بالبنك المركزي، ما حرمها من الانتعاش على وقع انخفاض الدولار.

وقالت المصاد إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزل ثلاثة من أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، ما دفع بالعملة المحلية إلى قاع قياسي جديد، عند حدود 9.19 ليرة مقابل الدولار.

في حين أن الدولار وصل مقابل عملات رئيسية أخرى ليبلغ أدنى مستوى له في عشرة أيام، متراجعا عن المكاسب التي حققها مؤخرا.

وسجل الدولار ثاني أكبر انخفاض له في يومين منذ بداية العام، حتى بعد صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي المنعقد في أيلول/ سبتمبر الذي أكد أنه من المرجح أن يبدأ تقليص التحفيز هذا العام.

وأوضح المحللون أن انخفاض الدولار أنعش العديد من العملات عدا الليرة التركية لكونها تواجه متاعب على إثر عزل نائبي محافظ البنك سميح تومان وأوجور نامق، إلى جانب عضو لجنة السياسة النقدية عبد الله يافاش.

فقد عين أردوغان طه جاكماق نائبا لمحافظ البنك المركزي ويوسف تونا عضوا بلجنة السياسة النقدية، وبعده هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض جديد عند الـ9.1900 مقابل الدولار، لتصل خسائرها منذ بداية العام إلى 19 في المئة بفعل مخاوف متعلقة بالسياسة النقدية.

وفي سياق متصل التقى أردوغان محافظ البنك المركزي شهاب كافجي أوغلو، ونشرت صورة لهما وهما واقفان جنبا إلى جنب.

اقرأ أيضا/ اليوم الخميس.. أسعار صرف العملات الرئيسية مقابل الليرة التركية

وقال كافجي أوغلو هذا الأسبوع إن خفض سعر الفائدة لم يكن مفاجأة ولا علاقة تذكر له ببيع الليرة لاحقا، في حين تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها القادم في 21 تشرين الأول/ أكتوبر.

وعلى الرغم من هبوط الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي ووصول سعر صرفها إلى 9 ليرات مقابله، إلا أن صندوق النقد الدولي فاجأ الجميع بخصوص نمو اقتصاد تركيا للعام 2022.

وذكرت التقارير أن صندوق النقد الدولي رفع توقعاته لنمو الاقتصاد التركي خلال العام الجاري، من 5.8 إلى 9 بالمئة، وأبقاها عند 3.3 بالمئة للعام 2022.

وأوضحت أن تلك التوقات جاءت في تقرير نشره صندوق النقد الدولي، حول آفاق الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن الاقتصاد التركي نما إيجابيا بنسبة 1.8 بالمئة خلال العام الماضي.

وأكدت أنه سجل واحدة من الحالات القليلة حول العالم، التي تجنبت الانكماش، في عام جائحة كورونا، في حين نما بنسبة 21.7 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني 2021، متعافيا بقوة من تباطؤ حاد قبل عام مدفوعا بقيود جائحة كورونا.

وبخصوص التضخم أشار الصندوق في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي إلى إن متوسطه في تركيا سيبلغ 17 بالمئة للعام الجاري، و15.4 بالمئة للعام 2022.

أما تقديرات معدلات البطالة في تركيا، فتوقع التقرير ان يهبط معدلها من  12.2 بالمئة في العام الجاري، إلى 11 بالمئة للعام المقبل.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.