الرئيس الروسي: الوضع تغيّر وأردوغان على حق!

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يجب القيام بشيء يجعل مجلس الأمن أكثر توازنا، وأن نظيره التركي رجب طيب أردوغان على حق في هذا الشأن.

وأضاف بوتين في الجلسة الختامية للاجتماع السنوي الـ18 لمنتدى فالداي الدولي، بمدينة سوتشي، أن أردوغان طرح عليه هذا الموضوع أثناء زيارته الأخيرة.

جاءت تلك التصريحات ردا على سؤال بشأن تصريح أردوغان الذي قال فيه إننا نؤيد عدم ترك مصير البشرية تحت رحمة حفنة من البلدان المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

وأعرب الرئيس الروسي عن دعمه لبعض أفكار أردوغان في كتابه، لافتا إلى أنه تحليل جيد بالطبع، مشيرا إلى أنه على ما يبدو، “يود أردوغان أن تكون تركيا (عضو دائم) في مجلس الأمن الدولي، لكن روسيا وحدها لا تستطيع أن تقرر ذلك، فهذا يحتاج إلى أن يقرر بالإجماع”.

اقرأ أيضا/ أردوغان: وصلنا إلى نهاية مرحلة هيمنة الغرب وأمريكا عاجزة عن السيطرة

وأكد أنه إذا ألغي حق النقض للأعضاء الدائمين فإن الأمم المتحدة “ستموت في ذلك اليوم، وستتحول المنظمة إلى عصبة الأمم و منصة نقاش”، موضحا أن المطلوب هو التوازن.

وأوضح أنه يجب تغيير مجلس الأمن الدولي، لكن لا ينبغي تدمير الأساس، هناك خمسة أعضاء دائمين، ولديهم حق النقض (الفيتو)”.

ولفت إلى أنه يجب التفكير في كيفية جعل المنظمة أكثر توازنا، وهذا هو الصواب، أي أن أردوغان محق في هذا الرأي، فهذه المؤسسة ولدت بعد الحرب العالمية الثانية، في ذلك الوقت كان هناك توازن محدد للقوى، والآن هذا يتغير، بل تغير”.

وختم قوله بأن التغيير بات عالميًّا، مستدلا بتجاوز الصين للولايات المتحدة في القوة الشرائية، وسرعة نمو الاقتصاد الهندي، والتغييرات التي تشهدها دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مشددا على أنه يجب التفكير في كل هذا، ولا ينبغي أن ترتكب أخطاء”.

وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: لقد وصلنا إلى نهاية مرحلة هيمنة الغرب على العالم، مشيرا إلى أن العالم ومعه الدول الغربية باتت تعترف بذلك.

وأضاف الرئيس أن الهيمنة الغربية التي استمرت لمئات السنين قد انتهت، مؤكدا أن نظاما دوليا بات يتشكل.

وأكد في لقاء صحفي اليوم مع مجلة كريتر نشرته اليوم، تطرق خلاله إلى النظام الدولي، والرؤية التي يحملها في كتابه “من الممكن إنشاء عالم أعدل”، واتفاقية باريس للمناخ، والتطورات في سوريا.

وأوضح أردوغان أن الغرب يقر بأن المفهوم مرحلة استعلائه وإدراته للمشاكل في العالم قد انتهت والجميع بات موقنا بذلك.

وشدد على ان العالم شهد بعد الحرب الباردة سياسة عالمية جديدة مركزها الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بات واضحا أنه من غير الممكن لها السيطرة لوحدها على النظام الدولي برمته.

ومثّل على ذلك بانسحابها من العراق واضطراره للانسحاب من أفغانستان وأنها لم تستطع إنشاء ديمقراطية فيهما.

اقرأ أيضا/ تركيا: مصير الأمم المتحدة إلى ضياع والرئيس أردوغان يتعهد بحزمة تحفيزات أكثر جاذبية

وفيما يخص بلاده تركيا بين أنها صاعدة بقوة كلاعب رئيسي على الساحة الدولية، مشيرا الى ان الكثير من الدول متوسطة القوة بدأت بالصعود للأعلى وإظهار نفسها.

وجدد تأكيده: “نحن لم نعد نعيش في عالم يُنفذ فيه ما تقوله القوى الكبرى”، موضحا أن تركيا وصلت لمرحلة من القوة بات بإمكانها تنفيذ عملياتها العسكرية بنفسها وتأسيس صناعة دفاعية محلية.

وكانت تركيا بحسب أردوغان في طليعة الدول التي دعت لإجراء تغييرات في النظام الدولي عبر تسليط الضوء على المشاكل التي تكبل عمله كمنظمة معنية بحل النزاعات الدولية.

واستطرد أردوغان في سرد الظلم والأزمات التي يشهدها العالم وتعجز الأمم المتحدة في حلّ أيّ منها كأزمة اللاجئين السوريين، والروهنغيا في ميانمار، والمأساة التي يعيشها الفلسطينيون، ومعاداة الإسلام في الغرب، والأزمات الإنسانية في إفريقيا.

وسبق ان قال الرئيس أردوغان أنه ينبغي أن تتمتع الأمم المتحدة بهيكل أكثر تمثيلاً وديمقراطية وخضوعا للمساءلة. وأكثر فعالية وشفافية وعدلا وأكثر تركيزاً على الإنسان”.

وأوضح أن تركيا داعم قوي ومدافع عن مبدأ التعددية وعن القيم التي تمثلها الأمم المتحدة الموجودة في قلب النظام العالمي القائم على القواعد والقوانين الدولية.

كما أشار إلى أن السفير فولكان بوزكر وزير الاتحاد الأوروبي السابق وكبير المفاوضين ونائب إسطنبول. بتقلده منصب رئيس الجمعية السابق هو مظهر من مظاهر دعم وثقة المجتمع الدولي لتركيا. بأن يترأس مواطن تركي الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة. والتي تمثل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة على قدم المساواة وتعكس الإرادة المشتركة والضمير الحي للمجتمع الدولي.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.