تركيا وإيران.. توتر بسبب جدار وخارطة طريق جديدة تلوح في الأفق

كشفت تقارير صحفية تركية, عن وجود غضب إيراني داخلي من الجمهورية التركية, فيما يتعلق بمسألة الجدار الذي بنته الأخيرة على الحدود.

وأوضحت التقارير, أن هناك غضب في البرلمان الإيراني, بسبب الجدار الذي يتواجد على الحدود بين البلدين.

آثار سلبية

وبنت تركيا منذ عدة أشهر, جدارا حدوديا على الحدود المشتركة مع إيران.

وأحدث هذا الأمر غضبا عارما لدى البرلمان الإيراني, الذي ادّعى أن الجدار سيسبب آثارا بيئية سلبية.

وعلى إثر ذلك, أكدت التقارير التركية, أن عدة أعضاء من البرلمان الإيراني غير راضين مطلقا عن الجدار.

وكشفت عن وجود رسالة شديدة اللهجة من طرف البرلمانية الإيرانية زهرة الهيان إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وقالت الهيان في الرسالة: “يجب على الخارجية الإيرانية أن تراجع الموضوع جيدا بشأن الجدار”.

وأضافت: “الجدار سيسبب آثارا سلبية أبرزها إغلاق القنوات والممرات المائية, وهذا أمر غير مقبول”.

واستغربت عضو لجنة الأمن القومي والسياسة في البرلمان الإيراني, في رسالتها إلى وزير الخارجية, عدم الانتباه لهذا الأمر, خاصة في مسألة بناء الجدار على النقطة الحدودية في منطقة شمال غرب أذربيجان من طرف الحكومة التركية.

وطالبت الهيان, الخارجية الإيرانية بعدم السكوت عن الأمر والتحرك بصورة عاجلة.

وذكرت أن الجدار, يهدد كافة مناحي الحياة القريبة منه, لا سيما أن موارد المياه قريبة منه للغاية.

خارطة لتعزيز العلاقات

ورغم الغضب الداخلي الإيراني من بناء الجدار, إلا أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني الأخيرة بشأن العلاقات مع تركيا, تؤكد التعاون القريب بين البلدين في مجالات جديدة.

وقال اللهيان في تصريحات صحفية, أنه اتفق مع وزير الخارجية التركي, مولود تشاووش أوغلو على تعزيز العلاقات بين البلدين.

وأوضح أن المباحثات بينه وبين تشاووش أوغلو, أفضت إلى الاتفاق على خارطة طريق تمهد لتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبيّن وزير الخارجية الإيراني أن الهدف من خارطة الطريق طويلة الأمد, تعزيز التعاون مع تركيا في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أو المائية أو غيرها.

كما تطرق اللهيان خلال مباحثاته, التي امتدت على مدار 3 ساعات, إلى العديد من المواضيع الأخيرة المشتركة مع تركيا.

وبحث الطرفان التعاون الحدودي خاصة فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية, والصراع الدائم ضد الإرهاب.

كذلك تناقشا حول إدارة الموارد المائية وتعزيز التعاون البيئي, وقضايا إقليمية ودولية أخرى.

وشدد على ضرورة حدوث تعاون مع تركيا في وقت قريب, باعتبار أن الطرفين من اللاعبين الكبار في المنطقة, وفقا لتعبيره.

ولفت إلى أن الدور الإيراني التركي لا يمكن التغافل عنه في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة خلال السنوات الأخيرة.

ومن هذا المنطلق, يرى وزير الخارجية, أن الاتفاق الإيراني التركي من شأنه أن يحقق أكبر قدر من الاستقرار في المنطقة لعدة سنوات على أقل تقدير, لا سيما بعد التوتر الحاصل بين أكثر من دولة حدودية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.